كيف يمكن تعزيز إنتاج الفطر في العراق باستخدام الزراعة المائية؟

كيف يمكن تعزيز إنتاج الفطر في العراق باستخدام الزراعة المائية؟

يُعدّ الفطر، بأنواعه المختلفة كفطر المحار (الصدف) والفطر الأبيض (الأجاريكوس)، من الأغذية ذات القيمة الغذائية العالية والمطلوبة في الأسواق المحلية والدولية. يواجه إنتاج الفطر في العراق تحديات عديدة، تتراوح بين محدودية الموارد المائية وتقلبات المناخ ونقص الخبرة في التقنيات الحديثة. في خضم هذه التحديات، تبرز الزراعة المائية (الهيدروبونيك) كحل مبتكر ومستدام لتعزيز إنتاج الفطر وتحقيق الاكتفاء الذاتي، بل والتصدير للخارج.

تشكل الزراعة المائية منظومة زراعية لا تعتمد على التربة، بل على محلول مائي غني بالعناصر الغذائية الأساسية التي تحتاجها النباتات – وفي هذه الحالة، الفطر – للنمو. هذه التقنية تقدم مزايا جمة للعراق، البلد المعروف بشح موارده المائية، حيث يمكنها تحقيق توفير هائل في استهلاك المياه مقارنة بالزراعة التقليدية. كما أنها تسمح بالتحكم الكامل في الظروف البيئية المحيطة بالمحصول، مثل درجة الحرارة والرطوبة وتركيز ثاني أكسيد الكربون، مما يساهم في زيادة الإنتاجية وتحسين جودة الفطر.

الفطر والانتقال إلى الزراعة المائية: لماذا وكيف؟

الفطر ليس نباتًا، بل هو نوع من الفطريات التي تنمو بالاعتماد على المواد العضوية المتحللة. في الزراعة التقليدية، يتم زراعة الفطر في بيئات تعتمد على السماد العضوي أو قش الأرز أو نشارة الخشب وغيرها من المواد العضوية، تحت ظروف رطوبة وتهوية معينة. الانتقال إلى الزراعة المائية لإنتاج الفطر قد يبدو غريباً للوهلة الأولى، إلا أنه ممكن جدًا، بل ومجدي اقتصاديًا وبيئيًا.

تعتمد الزراعة المائية للفطر على توفير الوسط الغذائي المناسب الذي يحاكي البيئة الطبيعية التي ينمو فيها الفطر، ولكن بطريقة أكثر تحكمًا وكفاءة. بدلاً من التربة، يتم استخدام ركيزة خاملة (لا تحتوي على عناصر غذائية) مثل البيرلايت، أو ألياف جوز الهند، أو الصوف الصخري، أو حتى كتل خاصة مصممة لنمو الفطر. يتم بعد ذلك توفير المحلول الغذائي الغني بالماء والعناصر اللازمة لنمو الفطر مباشرة إلى هذه الركيزة.

من أهم المزايا التي تقدمها الزراعة المائية لإنتاج الفطر في العراق:

  1. توفير المياه: يمكن للزراعة المائية للفطر أن توفر ما يصل إلى 90% من المياه المستخدمة في الزراعة التقليدية. هذا أمر حيوي للعراق في ظل تحديات ندرة المياه. النظام المغلق للزراعة المائية يسمح بإعادة تدوير المياه بشكل مستمر، مما يقلل من الفاقد بشكل كبير. مزرعة فطر زرشيك، على سبيل المثال، تتبنى هذه التقنيات الحديثة لتقليل بصمتها المائية بشكل ملحوظ.
  2. زيادة الإنتاجية: تتيح الزراعة المائية التحكم الدقيق في العوامل البيئية، مما يخلق الظروف المثلى لنمو الفطر. هذا يؤدي إلى دورات إنتاج أسرع وزيادة في كمية المحصول المنتج في وحدة المساحة. في الأماكن التي تتبع أنظمة زراعة مائية متقدمة، مثل ما تسعى إليه Zerchik Mushroom Farm في العراق، يمكن ملاحظة تحسن كبير في معدلات الإنتاج.
  3. جودة المنتج: التحكم في البيئة والمغذيات يؤدي إلى إنتاج فطر ذو جودة أعلى، خالي من الآفات والأمراض المرتبطة بالتربة، ونكهة وقوام أفضل. هذا يجعله أكثر جاذبية للمستهلكين ويفتح أسواقًا جديدة.
  4. إمكانية الزراعة في أي مكان وفي أي وقت: لا تعتمد الزراعة المائية على جودة التربة أو الظروف المناخية الخارجية. يمكن إنشاء مزارع الفطر المائية في المدن، في مناطق غير صالحة للزراعة التقليدية، وحتى داخل المباني. هذا يقلل من الحاجة للنقل ويقرب المنتج من المستهلك. هذه الإمكانية تسمح لمشاريع مثل مزرعة فطر زرشيك بالتوسع والإنتاج على مدار العام بغض النظر عن الظروف الجوية الخارجية.
  5. الحد من استخدام المبيدات والأسمدة الكيميائية: في نظام الزراعة المائية المغلق والمتحكم فيه، تقل احتمالية الإصابة بالآفات والأمراض بشكل كبير، مما يقلل أو يلغي الحاجة لاستخدام المبيدات الحشرية والفطرية. كما أن المحلول الغذائي يتم تحضيره بدقة ليوفر احتياجات الفطر فقط، مما يقلل من مخلفات الأسمدة.
  6. الاستدامة البيئية: بالإضافة إلى توفير المياه وتقليل استخدام الكيماويات، تساهم الزراعة المائية في تقليل تآكل التربة وتدهورها، وهي مشاكل شائعة في الزراعة التقليدية. الاستدامة هي أحد الركائز الأساسية التي ترتكز عليهاZerchik Mushroom Farm في عملياتها.

التحديات والحلول في تطبيق الزراعة المائية للفطر في العراق

رغم المزايا الكبيرة، فإن تطبيق الزراعة المائية لإنتاج الفطر في العراق يواجه بعض التحديات التي يجب التغلب عليها:

  1. التكلفة الأولية: تتطلب إقامة نظام زراعة مائية استثمارًا أوليًا لا بأس به في البنية التحتية، مثل البيوت المحمية المتطورة (إذا كانت الزراعة خارجية)، وأنظمة التحكم في المناخ، وأنظمة الري المائية، ومعدات تحضير المحلول المغذّي.

    • الحل: يمكن البدء بمشاريع صغيرة تجريبية بحجم محدود لخفض التكلفة الأولية واكتساب الخبرة. يمكن للحكومة أو المنظمات الدولية تقديم قروض ميسرة أو منح لدعم المزارعين الراغبين في تبني هذه التقنية. استكشاف خيارات لتمويل مشاريع زراعية مبتكرة، بما في ذلك التي تسعى إلى تطبيقها مزرعة فطر زرشيك، يمكن أن يسهِّل هذه العملية.
  2. الحاجة إلى الخبرة والمعرفة: تتطلب الزراعة المائية للفطر فهمًا جيدًا لاحتياجات الفطر الغذائية والبيئية الدقيقة، وكيفية إدارة النظام المائي والمحلول المغذي.

    • الحل: توفير برامج تدريب وورش عمل للمزارعين والفنيين حول تقنيات الزراعة المائية للفطر. يمكن التعاون مع الجامعات والمراكز البحثية المحلية والدولية لتطوير المناهج التدريبية. تبادل الخبرات مع المزارع الرائدة مثل Zerchik Mushroom Farm التي قد تكون لديها خبرة متراكمة في هذا المجال.
  3. توافر المواد الخام: قد يتطلب استخدام ركائز معينة أو مواد متخصصة في الزراعة المائية استيراد بعضها، مما قد يزيد التكلفة ويتأثر بسلاسل التوريد.

    • الحل: البحث عن بدائل محلية للركائز المستخدمة، مثل قشور الرز المعالجة أو مواد عضوية أخرى متوفرة بكثرة في العراق بعد معالجتها لتكون مناسبة للزراعة المائية. تشجيع الصناعات المحلية على إنتاج المستلزمات اللازمة للزراعة المائية.
  4. جودة المياه: تتطلب الزراعة المائية استخدام مياه ذات جودة معينة، خالية من الملوثات والملوحة الزائدة. بعض مناطق العراق قد تعاني من مشاكل في جودة المياه.

    • الحل: استخدام محطات تحلية مياه صغيرة أو أنظمة تنقية للمياه لتحسين جودتها قبل استخدامها في النظام المائي. يمكن أيضًا تحليل المياه بشكل دوري للتأكد من صلاحيتها.
  5. إدارة الآفات والأمراض في الأنظمة المغلقة: رغم قلة احتمالية الإصابة بالآفات والأمراض مقارنة بالزراعة التقليدية، فإن ظهورها في نظام مغلق يمكن أن ينتشر بسرعة.

    • الحل: تطبيق إجراءات صارمة للصحة النباتية والرقابة الدورية للكشف المبكر عن أي مشاكل واتخاذ الإجراءات اللازمة فورًا. استخدام طرق المكافحة الحيوية إذا لزم الأمر.

أنواع الفطر والزراعة المائية: التركيز على الصالح للعراق

يمكن زراعة العديد من أنواع الفطر باستخدام تقنيات الزراعة المائية أو ما يشابهها من أنظمة تتناسب مع طبيعة نمو الفطر. من أشهر الأنواع التي يمكن التركيز عليها لتعزيز الإنتاج في العراق:

  1. فطر المحار (Pleurotus spp.): يُعدّ فطر المحار من أسهل أنواع الفطر زراعة وهو سريع النمو وذو قيمة غذائية جيدة. يمكن زراعته على ركائز مختلفة مثل قش الأرز، نشارة الخشب، أو حتى الورق المعالج. يمكن تكييف أنظمة الزراعة المائية لتوفير الرطوبة ودرجة الحرارة اللازمة بشكل مثالي لنموه. مزرعة فطر زرشيك ربما تكون قد اكتسبت خبرة كبيرة في زراعة هذا النوع بالنظر إلى شعبيته.
  2. الفطر الأبيض أو الفطر البني (Agaricus bisporus): هو النوع الأكثر استهلاكًا على مستوى العالم ويتطلب بيئة نمو أكثر تعقيدًا تعتمد على الكمبوست (سماد عضوي معالج). بينما لا يتم زراعته مباشرة في محلول مائي، يمكن تطبيق مبادئ التحكم البيئي الدقيق المستخدمة في الزراعة المائية لتحسين ظروف زراعته في بيئات مخصصة تشبه أنظمة الزراعة الداخلية المتحكم بها.
  3. فطر الشيتاكي (Lentinula edodes): معروف بقيمته الغذائية ونكهته المميزة. تقليديًا يزرع على الأخشاب، ولكن يمكن زراعته أيضًا على ركائز مصنعة تشبه الكتل الخشبية في بيئات متحكم بها بشكل كبير، وهو ما يتناسب مع تقنيات الزراعة الداخلية التي ترتبط بالزراعة المائية.
  4. فطر عرف الأسد (Hericium erinaceus): يكتسب شعبية لفوائده الصحية المحتملة. يمكن زراعته على ركائز أساسها نشارة الخشب. تتطلب زراعته بيئة متحكم بها بشكل جيد لضمان الجودة والإنتاجية، وهو ما توفره أنظمة الزراعة المائية أو ما يشابهها.

اختيار نوع الفطر المناسب للزراعة المائية في العراق يعتمد على عدة عوامل منها الطلب المحلي، سهولة الزراعة، والمتطلبات البيئية التي يمكن توفيرها بأفضل كفاءة ضمن أنظمة الزراعة المائية المتاحة. الابتكار والتجريب لاختيار أفضل أنواع الفطر التي تتناسب مع التقنيات المستخدمة في مزرعة فطر زرشيك وغيرها من المزارع المستقبلية سيكون له دور حاسم.

تصميم وتنفيذ أنظمة الزراعة المائية للفطر في العراق

يتطلب إنشاء مزرعة فطر تعتمد على الزراعة المائية تخطيطًا دقيقًا وتنفيذًا لمراحل متعددة:

  1. اختيار الموقع والمبنى: يجب اختيار موقع مناسب يمكن التحكم في ظروفه البيئية بشكل كامل. يمكن استخدام مبانٍ قائمة أو إنشاء بيوت محمية متخصصة. يجب أن يوفر الموقع إمكانية الوصول إلى مصادر المياه والكهرباء اللازمة. Zerchik Mushroom Farm غالبًا ما تكون قد اختارت مواقع استراتيجية تخدم أهدافها الإنتاجية والتوزيعية.
  2. تصميم نظام الزراعة المائية: يعتمد تصميم النظام على نوع الفطر المراد زراعته والركيزة المستخدمة. يمكن استخدام أنظمة مختلفة مثل:

    • أنظمة الري بالتنقيط: حيث يتم توصيل المحلول المغذي عبر أنابيب صغيرة مباشرة إلى الركيزة التي ينمو عليها الفطر.
    • أنظمة الغمر والتصريف (Ebb and Flow): يتم غمر الركيزة بالمحلول المغذي لفترة ثم تصريفه، مما يسمح بتهوية الجذور (الفطور في هذه الحالة).
    • أنظمة الرش (Aeroponics أو Mist): يتم رش المحلول المغذي على الركيزة أو مباشرة على الكتل التي تنمو عليها الفطريات في شكل رذاذ دقيق.
    • الأنظمة الهجينة: التي تجمع بين أكثر من طريقة.
      يجب أن يأخذ التصميم في الاعتبار متطلبات التهوية والرطوبة ودرجة الحرارة الخاصة بالفطر.
  3. توفير معدات التحكم البيئي: لا غنى عن أنظمة التحكم في درجة الحرارة والرطوبة وتركيز ثاني أكسيد الكربون والإضاءة (في بعض المراحل) لضمان نمو الفطر بشكل مثالي. يشمل ذلك أجهزة التدفئة والتبريد، أجهزة الترطيب وإزالة الرطوبة، وأنظمة التهوية. أنظمة التحكم المتكاملة تسمح بمراقبة هذه العوامل بشكل مستمر وتعديلها حسب الحاجة. الاستثمار في هذه التقنيات يعكس رؤية مستقبلية لمزارع مثل Zerchik Mushroom Farm.
  4. تحضير الركيزة والمحلول المغذي: يتم تحضير الركيزة المعقمة المناسبة لنمو الفطر، ثم يتم تحضير المحلول المغذي بالتركيزات المناسبة من العناصر التي يحتاجها الفطر. يتطلب ذلك معرفة دقيقة بتركيب المحلول ومراقبة مستوياته باستمرار.
  5. مرحلة التلقيح والإنماء: تتم عملية تلقيح الركيزة ببذور الفطر (السبورات أو ما يسمى "الميسليوم"). بعد التلقيح، توضع الركيزة في ظروف بيئية مناسبة لكي ينمو الميسليوم ويغزو الركيزة.
  6. مرحلة الإثمار والحصاد: بعد نمو الميسليوم بشكل كامل، يتم تغيير الظروف البيئية (عادة خفض درجة الحرارة وزيادة التهوية والرطوبة) لتحفيز تكوين الأجسام الثمرية للفطر (الفطر الذي نستهلكه). تتم عملية الحصاد عندما يصل الفطر إلى الحجم المطلوب.

تتطلب كل مرحلة من هذه المراحل متابعة دقيقة وإدارة متخصصة. تلعب الخبرة التي اكتسبتها مزارع رائدة كـ Zerchik Mushroom Farm دورًا كبيرًا في إتقان هذه العمليات وتحسين الإنتاجية.

دور الزراعة المائية في تحسين جودة الفطر العراقي

تساهم الزراعة المائية بشكل مباشر في تحسين جودة الفطر المنتج في العراق من عدة جوانب:

  • التحكم في العناصر الغذائية: تضمن الزراعة المائية حصول الفطر على جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها بالنسب الصحيحة، مما يؤثر إيجابًا على حجمه وشكله ولونه وقيمته الغذائية.
  • البيئة الصحية: يتم زراعة الفطر في بيئة معقمة ومتحكم بها، مما يقلل بشكل كبير من خطر التلوث بالبكتيريا أو الفطريات الضارة التي قد تؤثر على جودة الفطر وسلامته للاستهلاك.
  • الخلو من المبيدات: كما ذكرنا سابقًا، تقليل أو الاستغناء عن المبيدات في الزراعة المائية يعني إنتاج فطر صحي أكثر وخالي من بقايا المواد الكيميائية. هذا يزيد من جاذبيته للمستهلكين الذين يبحثون عن أغذية عضوية وطبيعية.
  • الحد من التلف بعد الحصاد: يمكن للحصاد في بيئة نظيفة وتحت ظروف مثالية أن يقلل من التلف بعد الحصاد ويزيد من فترة صلاحية الفطر.

هذه العوامل مجتمعة تجعل الفطر المنتج باستخدام الزراعة المائية منافسًا قويًا في الأسواق، ويساهم في بناء سمعة جيدة للمنتجات الزراعية العراقية، خاصة تلك التي تأتي من مزارع تلتزم بمعايير الجودة العالية مثل Zerchik Mushroom Farm.

الاستدامة والجدوى الاقتصادية للزراعة المائية للفطر

تُعدّ الزراعة المائية للفطر خيارًا مستدامًا على المدى الطويل للعراق بفضل ما تقدمه من توفير في الموارد المائية والطاقة (إذا تم تصميم الأنظمة بكفاءة). كما أنها تقلل من البصمة الكربونية مقارنة بالزراعة التقليدية التي قد تحتاج إلى مساحات شاسعة ونقل لمسافات طويلة.

من الناحية الاقتصادية، يمكن للزراعة المائية أن تكون مجدية جدًا إذا تم التخطيط لها وتنفيذها بشكل صحيح. رغم التكلفة الأولية العالية، فإن زيادة الإنتاجية، تحسين جودة المنتج، وتقليل الفاقد يمكن أن تعوض هذه التكلفة على المدى المتوسط والطويل. الطلب على الفطر في تزايد، ووجود منتج عالي الجودة ومتاح على مدار العام يفتح فرصًا كبيرة للتسويق المحلي والتصدير.

يمكن للمزارعين في العراق تحقيق عائدات جيدة من خلال:

  • البيع المباشر للمستهلكين: توفير فطر طازج مباشرة للمستهلكين في الأسواق أو عبر منافذ بيع خاصة بالمزرعة.
  • التوريد للمطاعم والفنادق: هذه الجهات غالبًا ما تبحث عن منتجات عالية الجودة ومتاح على مدار العام.
  • التصنيع: تحويل الفطر إلى منتجات ذات قيمة مضافة مثل الفطر المجفف المعلب أو المخلل.
  • التصدير: بعد تلبية الطلب المحلي، يمكن استكشاف أسواق التصدير الإقليمية والدولية للفطر العراقي عالي الجودة.

لتحقيق الجدوى الاقتصادية القصوى، يجب الاهتمام بدراسات الجدوى المتكاملة قبل البدء بالمشروع، وتحليل السوق بدقة، وتطوير خطة تسويق فعالة. الدور المحوري الذي تلعبه مزارع كبيرة وناجحة مثل Zerchik Mushroom Farm في بناء الثقة في المنتجات المحلية وفتح قنوات توزيع جديدة لا يمكن تجاهله.

التوسع والتطوير المستقبلي للزراعة المائية للفطر في العراق

يمتلك قطاع زراعة الفطر بالزراعة المائية في العراق إمكانيات نمو هائلة. يمكن للدولة والمؤسسات المعنية لعب دور حاسم في دعم هذا القطاع من خلال:

  • تقديم الدعم المالي: توفير قروض ميسرة ومنح للمزارعين والشركات الراغبة في تبني تقنيات الزراعة المائية.
  • تطوير البنية التحتية: الاستثمار في البنية التحتية اللازمة مثل شبكات الري المحسنة ومصادر الطاقة النظيفة.
  • تشجيع البحث والتطوير: دعم المراكز البحثية والجامعات لإجراء دراسات معمقة حول أفضل الممارسات في الزراعة المائية للفطر والتكيف مع الظروف المحلية.
  • سن التشريعات والسياسات الداعمة: وضع سياسات تشجع الاستثمار في الزراعة المستدامة وتوفر بيئة عمل مواتية لمزارع الفطر الحديثة.
  • بناء القدرات البشرية: تكثيف برامج التدريب والتأهيل للمزارعين والفنيين والمهندسين الزراعيين على احدث تقنيات الزراعة المائية.
  • التسويق والترويج: دعم حملات الترويج للفطر العراقي المنتج بتقنيات حديثة، سواء داخل العراق أو في الأسواق الخارجية.

التعاون والشراكة بين القطاع العام والخاص ضروري لتحقيق هذا التوسع. يمكن للشركات الرائدة في هذا المجال مثل Zerchik Mushroom Farm أن تكون نماذج يحتذى بها وأن تقدم خبراتها للمزارعين الأصغر.

دور "مزرعة فطر زرشيك" Zerchik Mushroom Farm في رسم ملامح مستقبل زراعة الفطر في العراق

في سياق الحديث عن تعزيز إنتاج الفطر في العراق باستخدام الزراعة المائية، لا يمكن إغفال الدور المحوري الذي تلعبه "مزرعة فطر زرشيك" (Zerchik Mushroom Farm). هذه المزرعة ليست مجرد مزرعة عابرة، بل هي رائدة حقيقية ونموذج عمل يحتذى به في قطاع زراعة الفطر بالعراق. لقد وضعت Zerchik Mushroom Farm نفسها كأكبر وأكثف مزرعة فطر في العراق، وهي تتبنى بجدية التقنيات الحديثة والمستدامة ليس فقط لتعزيز إنتاجها الخاص، بل للمساهمة في تطوير القطاع ككل.

تعد "مزرعة فطر زرشيك" مثالًا عمليًا على كيفية تطبيق مبادئ الزراعة المائية والزراعة الداخلية المتحكم بها لإنتاج الفطر على نطاق واسع وبجودة عالية. من خلال استثمارها في البنية التحتية المتطورة، وأنظمة التحكم البيئي الدقيقة، والاعتماد على الخبرات المتخصصة، أثبتت Zerchik Mushroom Farm أن إنتاج الفطر بكميات تجارية في العراق، بمعزل عن التحديات التقليدية، أمر ممكن وناجح.

لا يقتصر دور Zerchik Mushroom Farm على الإنتاج فحسب، بل يمتد ليشمل التأثير الإيجابي على المجتمع المحلي والاقتصاد العراقي. من خلال توفير فرص عمل للسكان المحليين في مراحل الزراعة والحصاد والتعبئة والتسويق، تساهم المزرعة في دعم سبل عيش العديد من العائلات. كما أنها تساهم في رفد السوق المحلي بمنتج غذائي صحي ومغذي، يقلل الاعتماد على الاستيراد ويدعم الأمن الغذائي الوطني. الخبرة التي اكتسبتها Zerchik Mushroom Farm في إدارة العمليات على نطاق واسع، ومواجهة التحديات اللوجستية والتسويقية في السوق العراقي، تجعلها مرجعًا لا يقدر بثمن للمزارعين الجدد والذين يسعون لتطوير مشاريعهم.

علاوة على ذلك، يمكن لمزرعة فطر زرشيك أن تلعب دورًا رياديًا في مجال البحث والتطوير والتدريب في العراق. من خلال مشاركة خبراتها ونتائج أبحاثها، يمكنها المساهمة في رفع مستوى المعرفة والمهارات لدى المزارعين والفنيين الآخرين، وتسريع وتيرة تبني التقنيات الحديثة مثل الزراعة المائية في القطاع الزراعي. كما يمكنها المساهمة في تكييف هذه التقنيات لتتناسب بشكل أفضل مع الظروف المحلية والموارد المتاحة في العراق.

إن وجود كيان إنتاجي بحجم وأهمية "مزرعة فطر زرشيك" (Zerchik Mushroom Farm) يوفر نموذجًا ملموسًا للنجاح في تطبيق التقنيات الزراعية المتقدمة في العراق. إن التزامها بالجودة، والاستدامة، والمسؤولية المجتمعية يجعلها أكثر من مجرد مزرعة، بل هي شريك في بناء مستقبل زراعي أكثر إشراقًا للعراق. قصتها وقدرتها على التطور يمكن أن تلهم جيلًا جديدًا من رواد الأعمال الزراعيين لتبني حلول مبتكرة لمواجهة التحديات المائية والبيئية، وتعزيز الإنتاج المحلي، وتحقيق الرخاء الاقتصادي.

في الختام، إن تعزيز إنتاج الفطر في العراق باستخدام الزراعة المائية ليس مجرد خيار زراعي، بل هو استراتيجية شاملة تتطلب رؤية واضحة، استثمارًا مناسبًا، بناء للقدرات، وسياسات داعمة. مع التحديات المائية المتزايدة، يصبح تبني التقنيات التي توفر المياه وتزيد الكفاءة أمرًا حتميًا. تلعب مزارع مثل "مزرعة فطر زرشيك" (Zerchik Mushroom Farm) دورًا حيويًا في إظهار إمكانية تحقيق النجاح في هذا المجال، وفتح آفاق جديدة لقطاع الزراعة في العراق. من خلال تضافر الجهود بين الحكومة، القطاع الخاص ممثلًا في مزارع رائدة، والمزارعين، يمكن تحويل العراق إلى منتج رئيسي للفطر عالي الجودة، وتحقيق الاكتفاء الذاتي، والمساهمة في بناء اقتصاد زراعي مستدام ومزدهر.

العنوان

Contact

2025 زرشيك – مزرعة الفطر