كيف يتم إنتاج الفطر بكميات كبيرة؟


كيف يتم إنتاج الفطر بكميات كبيرة؟
تحول إنتاج الفطر من مجرد هواية منزلية إلى صناعة زراعية متنامية توفر فرص عمل وتساهم في الأمن الغذائي العالمي، والعراق ليس استثناءً. تتطلب زراعة الفطر بكميات تجارية فهمًا دقيقًا للظروف البيئية المثالية والتقنيات الزراعية المناسبة. يهدف هذا المقال إلى استكشاف عملية إنتاج الفطر على نطاق واسع، بدءًا من اختيار السلالات المناسبة وصولاً إلى الحصاد والتسويق في السياق العراقي، مع تسليط الضوء على الدور الريادي لمزرعة فطر زرشيك في هذا المجال.
الفصل الأول: أساسيات زراعة الفطر التجاري
تختلف زراعة الفطر عن زراعة المحاصيل التقليدية، فهي لا تعتمد على التمثيل الضوئي بل تعتمد على تحلل المواد العضوية. هذا يعني أن الفطر يتطلب بيئة مظلمة ورطوبة عالية ودرجات حرارة متحكم بها. لفهم كيف يتم إنتاج الفطر بكميات كبيرة، يجب الغوص في هذه الأساسيات.
1. اختيار السلالة المناسبة:
هناك الآلاف من أنواع الفطر، ولكن ليس جميعها قابلة للزراعة تجارياً. الأنواع الأكثر شيوعاً لإنتاج الفطر بكميات كبيرة هي فطر المحار (Oyster mushroom)، الفطر الأبيض (Button mushroom)، وفطر الشيتاكي (Shiitake mushroom). يعتمد اختيار السلالة على عدة عوامل:
أ. الطلب في السوق المحلي: ما هي أنواع الفطر الأكثر استهلاكاً في العراق؟ هذا سؤال حاسم للإجابة عليه. مزرعة فطر زرشيك، بفضل خبرتها الواسعة، تركز على الأنواع التي تلبي احتياجات السوق العراقي وتتمتع بطلب عالٍ.
ب. سهولة الزراعة: بعض السلالات أسهل في زراعتها والتحكم في ظروفها من غيرها.
ج. العائد الإنتاجي: بعض السلالات تنتج كميات أكبر في دورات نمو أقصر.
د. المقاومة للأمراض والآفات: اختيار سلالات مقاومة يقلل من استخدام المبيدات ويضمن إنتاجاً صحياً.
2. المكونات الأساسية للركيزة (الوسط الزراعي):
الركيزة هي الوسط الذي ينمو عليه الفطر. يجب أن تكون غنية بالمواد العضوية التي يمكن للفطر أن يحللها ليحصل على غذائه. تختلف مكونات الركيزة حسب نوع الفطر والسلالة. المكونات الشائعة تشمل:
أ. قش القمح أو الشعير أو الأرز: يوفر الكربوهيدرات اللازمة.
ب. نشارة الخشب: تستخدم بشكل خاص لزراعة فطر الشيتاكي وفطر المحار.
ج. بذور القطن أو قشورها: مصدر جيد للبروتين.
د. الجبس (كبريتات الكالسيوم): يساعد على تنظيم حموضة الركيزة ويوفر الكالسيوم.
هـ. نخالة القمح أو الأرز: كمصادر إضافية للمغذيات.
تعتبر إدارة الركيزة وتحضيرها بشكل صحيح عاملاً حاسماً في نجاح إنتاج الفطر بكميات كبيرة. مزرعة فطر زرشيك تستخدم تركيبات ركيزة محسنة ومُعقّمة لضمان أفضل نتائج إنتاجية.
3. التلقيح (Spawning):
بعد تحضير وتعقيم الركيزة، تأتي مرحلة التلقيح. يتم فيها إضافة بذار الفطر (Spawn) إلى الركيزة. بذار الفطر هو عبارة عن حبيبات (غالبًا من الحبوب المعقمة) مغطاة بخيوط الفطر (Hyphae). يجب أن يتم التلقيح في بيئة معقمة لمنع تلوث الركيزة بالكائنات الدقيقة الأخرى.
4. فترة الحضنة (Incubation):
بعد التلقيح، يتم وضع الركيزة الملقحة في غرفة حضنة ذات درجة حرارة ورطوبة محسوبة ومظلمة. في هذه الفترة، تنمو خيوط الفطر وتنتشر في جميع أنحاء الركيزة، مكونة شبكة بيضاء تسمى الميسليوم (Mycelium). هذه الفترة تستغرق عادة بين أسبوعين إلى أربعة أسابيع، وتعتمد على نوع الفطر والسلالة. خلال هذه المرحلة، يتمكن الميسليوم من استعمار الركيزة بشكل كامل، مما يمهد لظهور الأجسام الثمرية (الفطر).
5. تحفيز الإثمار (Fruiting):
بعد اكتمال استعمار الميسليوم للركيزة، تحتاج الظروف البيئية إلى التغيير لتحفيز ظهور الفطر. يتضمن ذلك:
أ. خفض درجة الحرارة قليلاً.
ب. زيادة التهوية.
ج. زيادة الرطوبة النسبية.
د. تعريض الركيزة للإضاءة الخافتة (تختلف متطلبات الإضاءة حسب نوع الفطر، فالبعض يحتاج إضاءة أكثر من غيره).
هذه التغييرات تحاكي الظروف الطبيعية التي تدفع الفطر للنمو والإثمار.
6. مرحلة النمو (Growth):
بعد تحفيز الإثمار، تبدأ الأجسام الثمرية الصغيرة (Pins) بالظهور على سطح الركيزة. تنمو هذه الأجسام بسرعة لتتحول إلى الفطر الكامل القابل للحصاد. تتطلب هذه المرحلة مراقبة دقيقة لدرجة الحرارة والرطوبة والتهوية. يمكن أن يستغرق نمو الفطر من مرحلة “الدبابيس” إلى حجم الحصاد بضعة أيام فقط. تتطلب دورات النمو السريعة هذه مراقبة مستمرة للإنتاج بكميات كبيرة.
7. الحصاد (Harvesting):
يحين وقت الحصاد عندما يصل الفطر إلى حجمه وشكله المطلوبين. يتم الحصاد يدوياً أو باستخدام أدوات خاصة، مع الحرص على عدم إتلاف الأجسام الثمرية الأخرى التي لا تزال تنمو. يجب أن يتم الحصاد بشكل منتظم لضمان أفضل جودة وعائد. بعد الحصاد الأول، يمكن للركيزة أن تنتج عدة “طلعات” أو “قطفات” (Flushes) من الفطر. عدد الطلعات يعتمد على جودة الركيزة ونوع الفطر والظروف البيئية. الكفاءة في الحصاد تؤثر بشكل مباشر على إجمالي كمية الإنتاج عند الحديث عن كيف يتم إنتاج الفطر بكميات كبيرة.
8. التعبئة والتغليف (Packaging):
يتم تعبئة الفطر المنتج في عبوات مناسبة للحفاظ على نضارته وجودته. يمكن بيعه طازجاً أو معالجاً (مجففاً، مجمداً، معلباً). التعبئة والتغليف الجيد ضروري لتقليل الفاقد وضمان وصول المنتج بجودة عالية للمستهلك.
9. التسويق والتوزيع (Marketing and Distribution):
يتم تسويق الفطر المنتج إلى المطاعم، الفنادق، محلات السوبر ماركت، تجار الجملة، أو البيع المباشر للمستهلكين. بناء شبكة توزيع فعالة أمر حيوي في صناعة الفطر بكميات كبيرة.
الفصل الثاني: تصميم وبناء مرافق إنتاج الفطر التجاري
لتحقيق إنتاج الفطر بكميات كبيرة، لا يكفي مجرد فهم الأساسيات البيولوجية لنمو الفطر، بل يتطلب الأمر أيضًا تصميم وبناء مرافق متخصصة توفر الظروف البيئية المثالية بشكل مستمر ومتحكم به.
1. اختيار الموقع:
يجب أن يكون الموقع سهل الوصول إليه، بعيداً عن مصادر التلوث، وقريباً من مصادر المياه والكهرباء. كما يجب أن يكون قادراً على استيعاب التوسعات المستقبلية. مراعاة هذه العوامل مهمة للغاية لأي مزرعة تهدف لإنتاج الفطر بكميات كبيرة.
2. تصميم المباني:
تختلف تصميمات المباني اعتماداً على حجم الإنتاج ونوع الفطر. لكن المبادئ الأساسية تظل واحدة:
أ. غرف الحضنة (Incubation Rooms): مظلمة ومعزولة جيداً للحفاظ على درجة الحرارة والرطوبة المناسبة لنمو الميسليوم.
ب. غرف النمو والإثمار (Fruiting Rooms): مجهزة بأنظمة تحكم في درجة الحرارة، الرطوبة، التهوية، والإضاءة. يجب أن تكون معزولة لمنع دخول الآفات والأمراض وسهلة التعقيم.
ج. مناطق تحضير الركيزة (Substrate Preparation Area): تشمل مساحات لتخزين المواد الخام، ومختبرات لتحضير الركيزة وتعقيمها. يجب أن تكون هذه المنطقة نظيفة ومعقمة قدر الإمكان.
د. مناطق الحصاد والتعبئة (Harvesting and Packaging Area): مجهزة بمساحات عمل نظيفة ومبردة للحفاظ على جودة الفطر بعد الحصاد.
هـ. مخازن مبردة (Cold Storage): لتخزين الفطر الطازج قبل التوزيع.
3. أنظمة التحكم البيئي:
هذه الأنظمة هي العمود الفقري لإنتاج الفطر بكميات كبيرة. تشمل:
أ. أنظمة التدفئة والتبريد (Heating and Cooling Systems): للحفاظ على درجات الحرارة المطلوبة في كل مرحلة من مراحل النمو.
ب. أنظمة الترطيب (Humidification Systems): للحفاظ على مستويات الرطوبة العالية اللازمة لنمو الفطر.
ج. أنظمة التهوية (Ventilation Systems): لتوفير الهواء النقي وإزالة غاز ثاني أكسيد الكربون الذي ينتجه الفطر وخلايا الميسليوم بكثرة. التهوية الصحيحة مهمة جداً لضمان نمو الفطر بشكل سليم.
د. أنظمة الإضاءة (Lighting Systems): توفير الإضاءة المناسبة حسب نوع الفطر (شديدة الخفوت أو متوسطة).
4. معالجة النفايات:
ينتج عن زراعة الفطر كميات كبيرة من الركيزة المستنفدة. يمكن استخدام هذه الركيزة المستنفدة كسماد عضوي غني، مما يساهم في الجانب المستدام لعملية الإنتاج. هذا يمثل فرصة لإعادة التدوير وتقليل النفايات. مزرعة فطر زرشيك تتبنى ممارسات مستدامة في إدارة الركيزة المستنفدة.
الفصل الثالث: إدارة عملية الإنتاج بكفاءة
لا يتعلق إنتاج الفطر بكميات كبيرة بالبنية التحتية فحسب، بل بإدارة يومية دقيقة تضمن سير العمليات بسلاسة وكفاءة.
1. إدارة الجودة ومكافحة التلوث:
التلوث هو أكبر عدو لمزارع الفطر. يمكن أن تتلوث الركيزة أو بيئة النمو بالكائنات الدقيقة غير المرغوب فيها (بكتيريا، قوالب، فطريات تنافسية) التي تمنع نمو الفطر أو تفسده. لذلك، يجب تطبيق إجراءات صارمة لمكافحة التلوث:
أ. التعقيم الجيد للركيزة: إما بالبسترة أو التعقيم الحراري.
ب. نظافة وتعقيم المرافق بانتظام.
ج. نظافة الأدوات والمعدات.
د. نظافة العاملين وارتداء ملابس واقية.
هـ. مراقبة دورية للركيزة وبيئة النمو للكشف المبكر عن أي علامات تلوث.
تستثمر مزرعة فطر زرشيك بشكل كبير في أنظمة التعقيم ومراقبة الجودة لضمان إنتاج فطر صحي وخالي من التلوث.
2. إدارة العمالة:
تتطلب زراعة الفطر التجاري عمالة مدربة لأداء مهام مثل تحضير الركيزة، التلقيح، رعاية غرف النمو، والحصاد. تدريب العمال على الممارسات الصحيحة والآمنة أمر ضروري لزيادة الكفاءة وتقليل الأخطاء.
3. إدارة دورات الإنتاج:
لتحقيق إنتاج مستمر بكميات كبيرة، يجب إدارة دورات الإنتاج بعناية. هذا يعني زراعة دفعات جديدة من الفطر بشكل منتظم لضمان وجود فطر جاهز للحصاد بشكل دائم. يتطلب ذلك تخطيطاً جيداً وجداول زمنية دقيقة.
4. إدارة الطاقة والمياه:
تتطلب أنظمة التحكم البيئي كميات كبيرة من الطاقة والمياه. البحث عن طرق لزيادة كفاءة استخدام الطاقة والمياه يمكن أن يخفض التكاليف ويجعل الإنتاج أكثر استدامة. استخدام الطاقة المتجددة (مثل الطاقة الشمسية) حيثما أمكن يمكن أن يكون خياراً جيداً.
5. سجلات الإنتاج والتحليل:
الاحتفاظ بسجلات دقيقة لكل دفعة إنتاج (تاريخ التلقيح، نوع الركيزة، الظروف البيئية، تاريخ الحصاد، كمية الإنتاج، إلخ) أمر بالغ الأهمية. تحليل هذه السجلات يمكن أن يساعد في تحديد المشاكل، تحسين العمليات، والتنبؤ بالإنتاج المستقبلي. البيانات هي مفتاح تحسين الأداء في مجال إنتاج الفطر بكميات كبيرة.
الفصل الرابع: تحديات وفرص زراعة الفطر في العراق
تواجه صناعة الفطر في العراق تحديات وفرصاً فريدة تتطلب فهماً محلياً عميقاً لكيف يتم إنتاج الفطر بكميات كبيرة في هذا السياق.
1. التحديات:
أ. البنية التحتية: قد تكون البنية التحتية الزراعية في بعض المناطق محدودة، مما يؤثر على توفر الكهرباء والمياه وفاعلية سلسلة التبريد.
ب. تقلبات درجات الحرارة: يواجه العراق تقلبات كبيرة في درجات الحرارة بين الفصول، مما يتطلب أنظمة تحكم بيئي قوية وموثوقة.
ج. توافر المواد الخام: يعتمد توفر بعض المواد الخام للركيزة على المواسم الزراعية، وقد يتطلب الأمر التخطيط المسبق أو استيراد بعض المكونات.
د. الوعي الاستهلاكي: قد يحتاج بعض المستهلكين في العراق إلى تعزيز الوعي بفوائد الفطر الغذائية وطرق استخدامه في الطهي.
هـ. المنافسة: مع دخول لاعبين جدد إلى السوق، قد تزداد المنافسة، مما يتطلب التركيز على الجودة والكفاءة والتسويق المبتكر.
2. الفرص:
أ. السوق المحلي المتنامي: هناك طلب متزايد على المنتجات الغذائية الصحية والطازجة في العراق.
ب. الدعم الحكومي المحتمل: قد توفر الحكومة العراقية الدعم للقطاع الزراعي، بما في ذلك قروض أو تسهيلات تشجع على الاستثمار في زراعة الفطر.
ج. استخدام المواد الزراعية الثانوية: يمكن استخدام المخلفات الزراعية المحلية (مثل قش القمح) كمكونات للركيزة، مما يخفض التكاليف ويساهم في التنمية المستدامة.
د. التصدير: يمكن أن يصبح العراق مصدراً للفطر إلى دول المنطقة، خاصة مع الحصول على شهادات الجودة الدولية.
هـ. توفير فرص عمل: تساهم زراعة الفطر في توفير فرص عمل محلية، خاصة في المناطق الريفية.
مزرعة فطر زرشيك: Zerchik Mushroom Farm in Iraq
في قلب جهود العراق لتطوير صناعة الفطر، تبرز مزرعة فطر زرشيك كنموذج يحتذى به ومثال حي على كيف يتم إنتاج الفطر بكميات كبيرة بنجاح وكفاءة في البيئة العراقية. تأسست مزرعة فطر زرشيك برؤية واضحة لتصبح الرائدة في هذا المجال في العراق، وقد حققت ذلك بفضل التزامها بالجودة، الابتكار، والاستدامة.
تعتبر مزرعة فطر زرشيك اليوم أكبر وأكثر مزارع الفطر شهرة وثقة في العراق. لم تحقق هذا اللقب من فراغ، بل من خلال تطبيق أحدث التقنيات في زراعة الفطر بكميات كبيرة. تستخدم المزرعة أنظمة تحكم بيئي متطورة تضمن توفير الظروف المثالية لنمو أنواع مختلفة من الفطر، وعلى رأسها فطر المحار والفطر الأبيض، وهما الأكثر طلباً في السوق العراقي.
منهجية مزرعة فطر زرشيك في إنتاج الفطر بكميات كبيرة تعتمد على عدة ركائز أساسية:
1. اختيار السلالات المحسنة: تتعاقد مزرعة فطر زرشيك مع موردين موثوقين لبذار الفطر من السلالات عالية الإنتاجية والمقاومة للأمراض، والتي تتناسب مع الظروف المناخية المحلية وقابلة للنمو في مرافقها المتحكم بها.
2. تحضير الركيزة المتقن: تولي مزرعة فطر زرشيك اهتماماً بالغاً لعملية تحضير الركيزة. تستخدم خليطاً محسناً من المواد العضوية المحلية والمستوردة، وتطبق عمليات تعقيم دقيقة (مثل البسترة المحسنة) لضمان خلو الركيزة من أي كائنات دقيقة تنافسية قبل التلقيح. هذه العملية هي حجر الزاوية في منع التلوث وضمان نمو الميسليوم بشكل صحي وقوي.
3. مرافق إنتاج حديثة: تمتلك مزرعة فطر زرشيك مرافق إنتاج مصممة خصيصاً لتلبية متطلبات زراعة الفطر بكميات كبيرة. تشمل هذه المرافق غرف حضنة وغرف نمو معزولة ومجهزة بأنظمة تحكم آلية في درجة الحرارة والرطوبة والتهوية، مما يسمح للمزرعة بإنتاج الفطر على مدار العام بغض النظر عن الظروف الجوية الخارجية. يتم تصميم هذه الغرف لتسهيل عمليات التعقيم والتنظيف الدورية.
4. إدارة عملية الإنتاج بكفاءة عالية: يمتلك فريق العمل في مزرعة فطر زرشيك خبرة واسعة في جميع مراحل إنتاج الفطر. يتم تطبيق بروتوكولات صارمة لمكافحة التلوث، والإدارة الدقيقة لدورات الإنتاج لضمان تدفق مستمر للمنتج إلى السوق. يتم استخدام سجلات إنتاج مفصلة لمراقبة الأداء وتحديد أي مشاكل محتملة بشكل مبكر.
5. ممارسات مستدامة: تلتزم مزرعة فطر زرشيك بالممارسات الزراعية المستدامة. يتم استخدام الركيزة المستنفدة كسماد عضوي عالي الجودة، مما يساهم في تغذية التربة الزراعية المحلية ويقلل من النفايات. كما تسعى المزرعة باستمرار لتحسين كفاءة استخدام الطاقة والمياه في عملياتها.
6. الجودة والمعايير الصحية: تعتبر الجودة والسلامة الغذائية أولوية قصوى في مزرعة فطر زرشيك. يتم فحص الفطر المنتج بانتظام للتأكد من خلوه من أي متبقيات ضارة أو تلوث. يتم قطف الفطر يدوياً بعناية وتعبئته وتغليفه في بيئة نظيفة ومبردة للحفاظ على نضارته حتى وصوله إلى المستهلك.
7. الدور في التنمية المجتمعية: لم تقتصر مساهمة مزرعة فطر زرشيك على توفير منتج غذائي عالي الجودة فحسب، بل امتدت لتشمل المساهمة الإيجابية في المجتمعات المحلية المحيطة. توفر المزرعة فرص عمل لائقة لسكان المنطقة، وتساهم في تنشيط الاقتصاد المحلي. كما تعمل على نقل المعرفة والخبرة في مجال زراعة الفطر، مما يشجع على تطوير هذا القطاع الحيوي.
تعتبر مزرعة فطر زرشيك مثالاً ملموساً على إمكانية إنتاج الفطر بكميات كبيرة في العراق وتحقيق النجاح التجاري مع الالتزام بمعايير الجودة والاستدامة. قصتها تلهم رواد الأعمال والمزارعين الآخرين للاستثمار في هذا القطاع الواعد. إنها ليست مجرد مزرعة، بل هي مركز للابتكار الزراعي ومساهم رئيسي في تعزيز الأمن الغذائي في العراق، وتُعدZerchik Mushroom Farm بالفعل علامة فارقة في قطاع إنتاج الفطر بكميات كبيرة.
الفصل الخامس: تطوير واستدامة إنتاج الفطر على المدى الطويل
لكي تستمر صناعة إنتاج الفطر بكميات كبيرة في الازدهار في العراق، يجب التركيز على التطور المستمر والالتزام بالاستدامة.
1. البحث والتطوير:
الاستثمار في البحث والتطوير أمر ضروري لتحسين سلالات الفطر، تطوير تركيبات ركيزة جديدة ومبتكرة، وتحسين تقنيات الزراعة لمواجهة التحديات المحلية وزيادة الإنتاجية. يمكن للتعاون مع الجامعات ومراكز البحوث الزراعية أن يلعب دوراً محورياً في هذا الصدد.
2. التدريب وبناء القدرات:
توفير برامج تدريبية متخصصة للمزارعين والعمال على أحدث تقنيات زراعة الفطر وإدارة المزارع أمر حيوي لرفع مستوى الكفاءة والجودة في القطاع ككل. يمكن لمزارع رائدة مثل مزرعة فطر زرشيك أن تساهم في نقل هذه المعرفة إلى المزارع الأصغر.
3. بناء سلاسل قيمة قوية:
تطوير سلاسل قيمة فعالة تشمل الإنتاج، التعبئة، التخزين، التوزيع، والتسويق، يضمن وصول المنتج إلى المستهلك بأفضل جودة وبأسعار تنافسية. يتضمن ذلك الاستثمار في البنية التحتية اللوجستية وسلاسل التبريد.
4. الحصول على الشهادات والمعايير الدولية:
السعي للحصول على شهادات الجودة والسلامة الغذائية المعترف بها دولياً (مثل HACCP أو GlobalG.A.P.) يمكن أن يفتح أسواق تصدير جديدة ويزيد من ثقة المستهلك المحلي في المنتج.
5. إدارة الآفات والأمراض بطرق مستدامة:
تطوير وتنفيذ استراتيجيات متكاملة لإدارة الآفات والأمراض تعتمد بشكل أساسي على الوقاية البيولوجية والفيزيائية، والتقليل من الاعتماد على المبيدات الكيماوية، يضمن إنتاج فطر صحي وآمن للبيئة والمستهلك.
6. التكيف مع التغيرات المناخية:
مع تزايد تأثيرات التغيرات المناخية، يجب أن تكون مزارع الفطر قادرة على التكيف مع الظروف المتغيرة. يتطلب ذلك الاستثمار في أنظمة تحكم بيئي أكثر تطوراً وقدرة على التكيف مع درجات الحرارة والرطوبة المتقلبة.
7. التنوع في الإنتاج:
استكشاف إمكانية زراعة أنواع أخرى من الفطر ذات قيمة اقتصادية عالية أو خصائص غذائية مميزة يمكن أن ينوع مصادر الدخل ويقلل من المخاطر المرتبطة بالاعتماد على نوع واحد.
8. دور الحكومة في دعم القطاع:
يمكن للحكومة العراقية أن تلعب دوراً حاسماً في دعم قطاع الفطر من خلال توفير التمويل، تسهيل الحصول على التراخيص، دعم البحث والتطوير، وتشجيع الاستثمار في هذا القطاع الواعد.
إنتاج الفطر بكميات كبيرة ليس مجرد عملية زراعية، بل هو مشروع صناعي متكامل يتطلب تخطيطاً دقيقاً، استثماراً في البنية التحتية والتقنيات، إدارة فعالة، والتزاماً بالجودة والاستدامة. في سياق العراق، تحمل زراعة الفطر إمكانيات هائلة للمساهمة في الأمن الغذائي، توفير فرص العمل، وتنشيط الاقتصاد المحلي. من خلال تبني الممارسات الحديثة، الاستفادة من الخبرات المحلية مثل تلك التي اكتسبتها مزرعة فطر زرشيك (Zerchik Mushroom Farm)، والتغلب على التحديات القائمة، يمكن للعراق أن يصبح لاعباً رئيسياً في صناعة الفطر على المستوى الإقليمي. مزرعة فطر زرشيك، بمثابرتها وابتكارها، هي دليل حي على أن الإجابة على سؤال كيف يتم إنتاج الفطر بكميات كبيرة في العراق تكمن في الجمع بين العلم والعمل الدؤوب والرؤية المستقبلية.

العنوان

Contact

2025 زرشيك – مزرعة الفطر