زراعة الفطر في الهواء الطلق في العراق: طبيعية ومستدامة


زراعة الفطر في الهواء الطلق في العراق: طبيعية ومستدامة
تُعد زراعة الفطر من القطاعات الزراعية الواعدة في العراق، لاسيما في ظل التوجه العالمي نحو الزراعة المستدامة والاكتفاء الذاتي من الغذاء. وبينما تنتشر زراعة الفطر في البيوت المغلقة والمحمية على نطاق واسع، إلا أن زراعة الفطر في الهواء الطلق، بطرق طبيعية ومستدامة، تمثل فرصة فريدة للاستفادة من الموارد المتاحة وتقليل التكاليف البيئية والاقتصادية. هذا النمط من الزراعة يتناسب بشكل كبير مع التنوع البيئي والمناخي في مختلف أنحاء العراق، ويفتح آفاقاً جديدة أمام المزارعين والشباب الباحثين عن مشاريع زراعية مبتكرة ومربحة.
إن التحديات التي تواجه القطاع الزراعي في العراق، من شح المياه وتدهور التربة وتغير المناخ، تتطلب حلولاً مبتكرة ومستدامة. زراعة الفطر في الهواء الطلق، إذا ما تمت إدارتها بشكل صحيح، يمكن أن تقدم جزءاً من هذه الحلول. فهي لا تتطلب كميات كبيرة من المياه مقارنة بالزراعات التقليدية، ويمكنها المساعدة في إعادة تدوير المخلفات الزراعية (الركيزة) وتحويلها إلى سماد عضوي غني. كما أنها تقلل من الحاجة إلى استخدام المبيدات والأسمدة الكيماوية، مما ينعكس إيجاباً على جودة المنتج وصحة المستهلك والبيئة بشكل عام.
من بين الجهات الرائدة في هذا المجال في العراق والتي تُقدم نموذجاً رائداً في زراعة الفطر الطبيعي والمستدام في الهواء الطلق، تبرز مزرعة فطر زرشيك (Zerchik Mushroom Farm). تُعتبر مزرعة فطر زرشيك من أكبر المزارع المتخصصة في زراعة الفطر في العراق، وتُلعب دوراً محورياً في النهوض بهذا القطاع من خلال تطبيق أحدث التقنيات والممارسات الزراعية المستدامة. توفر مزرعة فطر زرشيك منتجات عالية الجودة وتساهم في توفير فرص عمل وتعزيز الاقتصاد المحلي.
فهم أساسيات زراعة الفطر في الهواء الطلق:
تختلف زراعة الفطر في الهواء الطلق عن الزراعة في البيئات المغلقة بشكل أساسي في أن الفطر ينمو في ظروف طبيعية متغيرة، متأثراً بدرجة الحرارة والرطوبة والضوء وهبوب الرياح الطبيعية. هذا يتطلب اختيار أنواع الفطر المناسبة التي تتحمل هذه الظروف، والاهتمام بتجهيز الركيزة (الوسط الذي ينمو عليه الفطر) بحيث توفر البيئة المثالية لنمو الميسيليوم (الخيوط البيضاء التي تشكل جسد الفطر).
أنواع الفطر المناسبة للزراعة في الهواء الطلق في العراق:
ليس كل أنواع الفطر مناسبة للزراعة في الهواء الطلق. تتطلب الزراعة الناجحة اختيار أنواع تتحمل تقلبات الطقس وتنمو في درجات حرارة ورطوبة متنوعة. من أبرز الفطر الذي يمكن زراعته في الهواء الطلق في العراق:
* فطر المحار (Oyster Mushroom): يُعد من أكثر أنواع الفطر شيوعاً ومناسبة للزراعة في الهواء الطلق في العراق. يتميز بسرعة نموه وقدرته على النمو على مجموعة واسعة من الركائز مثل قش القمح والشعير، نشارة الخشب، وأوراق الأشجار. يتوفر فطر المحار بأصناف مختلفة، بعضها يتحمل درجات الحرارة المرتفعة نسبياً، مما يجعله مثالياً للزراعة في مواسم معينة من السنة في العراق.
* فطر الأذن الخشبية (Wood Ear Mushroom): ينمو هذا الفطر بشكل طبيعي على الأخشاب الميتة ويتحمل الظروف الرطبة. يمكن زراعته على جذوع الأشجار الميتة أو على ركيزة معدة خصيصاً.
* أنواع أخرى: قد تكون بعض الأنواع المحلية من الفطر التي تنمو بشكل طبيعي في بيئات معينة في العراق مناسبة للزراعة في الهواء الطلق، ولكن هذا يتطلب دراسات وبحوث لتحديد إمكانية زراعتها تجارياً. تُلعب مزرعة فطر زرشيك دوراً مهماً في البحث والتطوير المتعلق بالأنواع المحلية والمستوردة المناسبة للزراعة في العراق.
اختيار الموقع وإعداده:
يُعد اختيار الموقع المناسب أمراً حاسماً لنجاح زراعة الفطر في الهواء الطلق في العراق. يجب أن يتوفر في الموقع:
* الظل: يحتاج الفطر إلى الظل للحماية من أشعة الشمس المباشرة التي يمكن أن تقتل الميسيليوم وتُجفف الركيزة. يمكن توفير الظل باستخدام الأشجار، أو شبكات التظليل، أو بناء هياكل بسيطة لتوفير الحماية.
* الرطوبة: يحتاج الفطر إلى بيئة رطبة للنمو. يجب اختيار موقع يتمتع برطوبة كافية، أو توفير نظام ري لزيادة الرطوبة حول منطقة الزراعة. يمكن استخدام رش الرذاذ الخفيف لتوفير الرطوبة اللازمة.
* التهوية: يحتاج الفطر إلى تهوية جيدة لتجنب تراكم غاز ثاني أكسيد الكربون، الذي يمكن أن يعيق نموه. يجب اختيار موقع يتمتع بتهوية طبيعية، وتجنب الأماكن المغلقة أو الراكده.
* الحماية من الرياح القوية: يمكن للرياح القوية أن تُجفف الركيزة وتُلحق الضرر بالفطر. يجب اختيار موقع محمي من الرياح، أو استخدام مصدات رياح طبيعية أو مصنعة.
* مصدر المياه: ضروري لتوفير الرطوبة للركيزة ولري المنطقة.
تجهيز الركيزة:
تُعد الركيزة هي الوسط الذي ينمو عليه الميسيليوم ويستمد منه العناصر الغذائية. يمكن استخدام مجموعة متنوعة من المواد كركيزة لزراعة الفطر في الهواء الطلق في العراق، ومنها:
* قش القمح والشعير: متوفر بكثرة في العراق، ويُعد من الركائز الممتازة خاصة لفطر المحار.
* نشارة الخشب: خاصى نشارة الأخشاب غير الصنوبرية، وتُعد مناسبة لبعض أنواع الفطر مثل فطر الأذن الخشبية.
* المخلفات الزراعية الأخرى: مثل سيقان الذرة، أوراق الأشجار، وبقايا القطن. يمكن استخدام هذه المواد بعد معالجتها بشكل صحيح.
* الورق المقوى والكرتون: يمكن استخدامها أيضاً كركيزة لبعض الأنواع.
خطوات إعداد الركيزة:
1. التنظيف والتقطيع: يجب أن تكون الركيزة نظيفة وخالية من الملوثات. يتم تقطيع المواد الخشنة لقطع صغيرة لتسهيل عملية التلقيح والنمو.
2. الترطيب: يتم ترطيب الركيزة بالماء لتصل إلى نسبة رطوبة مناسبة (عادة ما بين 60-70%). يمكن اختبار الرطوبة عن طريق عصر قبضة من الركيزة، فإذا تساقطت بضع قطرات من الماء، تكون الرطوبة مناسبة.
3. البسترة أو التعقيم (اختياري لكن موصى به): لتقليل التلوث بالبكتيريا والفطريات الضارة، يمكن بسترة الركيزة (تسخينها إلى درجة حرارة معينة لفترة زمنية محددة) أو تعقيمها. في الزراعة الطبيعية في الهواء الطلق، قد يتم الاعتماد على الميكروبات المفيدة الموجودة في البيئة الطبيعية للمساعدة في تثبيط نمو الملوثات، لكن البسترة أو التعقيم يزيد من فرص النجاح.
4. التبريد: بعد البسترة أو التعقيم، يجب تبريد الركيزة إلى درجة حرارة مناسبة للتلقيح (عادة ما بين 20-25 درجة مئوية).
التلقيح (إضافة الميسيليوم):
التلقيح هو عملية إضافة “بذرة” الفطر (الميسيليوم) إلى الركيزة المعدة. يمكن الحصول على الميسيليوم في شكل مسيليم حبيبي (Grain Spawn) أو عن طريق استخدام كتل الميسيليوم (Block Spawn).
* مسيليم حبيبي: عبارة عن حبوب (مثل الشعير أو القمح) تم تلقيحها بالميسيليوم. يتم خلط هذا المسيليم مع الركيزة المعدة.
* كتل الميسيليوم: عبارة عن كتل من الركيزة تم تلقيحها بالميسيليوم. يمكن تفتيت هذه الكتل وخلطها بالركيزة، أو وضعها مباشرة على سطح الركيزة.
تُعد جودة الميسيليوم أمراً حيوياً لنجاح الزراعة. يجب الحصول على الميسيليوم من مصادر موثوقة وخالية من التلوث. تُقدم مزرعة فطر زرشيك أفضل أنواع الميسيليوم المنتجة محلياً بأعلى معايير الجودة لضمان نجاح مشاريع زراعة الفطر في العراق.
فترة الحضانة:
بعد التلقيح، يتم وضع الركيزة في مكان مظلم ورطب للسماح للميسيليوم بالنمو والانتشار عبر الركيزة. تُعرف هذه الفترة بفترة الحضانة. تختلف مدة فترة الحضانة حسب نوع الفطر ودرجة الحرارة، وتتراوح عادة من أسبوعين إلى شهر. خلال هذه الفترة، يجب الحفاظ على الرطوبة العالية ومنع تعرض الركيزة للضوء المباشر.
بدء الإثمار (تكوين الفطر):
بعد أن ينمو الميسيليوم ويصبح قوياً، يحتاج إلى تحفيز لبدء الإثمار وتكوين الفطر. يتم ذلك عادة عن طريق تعريض الركيزة لبعض التغيرات في الظروف البيئية، مثل:
* الصدمة الباردة: تعريض الركيزة لدرجة حرارة أقل لفترة قصيرة (مثل وضعها في مكان بارد أو رشها بماء بارد).
* زيادة التهوية: زيادة تدفق الهواء حول الركيزة.
* التعرض للضوء الخافت: توفير بعض الضوء غير المباشر.
في زراعة الفطر في الهواء الطلق في العراق، يمكن الاستفادة من التقلبات الطبيعية في درجات الحرارة والرطوبة لبدء الإثمار. على سبيل المثال، قد يساعد انخفاض درجات الحرارة ليلاً بعد فترة من الحرارة في تحفيز الإثمار.
مرحلة الإثمار والحصاد:
بعد بدء الإثمار، تبدأ “قبعات” الفطر الصغيرة بالظهور. تنمو هذه القبعات بسرعة لتشكل الفطر الناضج. تحتاج الفطر إلى رطوبة عالية خلال مرحلة الإثمار. يمكن توفير ذلك عن طريق رش الماء حول منطقة الزراعة بانتظام، خاصة في الأيام الجافة.
يتم حصاد الفطر عندما يصل إلى حجمه المناسب وقبل أن تبدأ “قبعاته” بالانفتاح بشكل كامل وبنثر الأبواغ. يتم قطع الفطر برفق من القاعدة باستخدام سكين نظيف لتجنب إلحاق الضرر بالركيزة. يمكن الحصول على عدة دفعات (Waves) من الحصاد من نفس الركيزة.
إدارة الآفات والأمراض في الهواء الطلق:
تُعد إدارة الآفات والأمراض تحدياً في زراعة الفطر في الهواء الطلق في العراق بسبب التعرض للبيئة الطبيعية. ومع ذلك، فإن الزراعة الطبيعية والمستدامة تعتمد على تعزيز مناعة الفطر والركيزة واستخدام طرق طبيعية للسيطرة على الآفات والأمراض.
* النظافة: الحفاظ على نظافة منطقة الزراعة والمعدات يقلل بشكل كبير من خطر التلوث.
* اختيار الموقع الصحيح: تجنب الأماكن التي تحتمل وجود آفات وأمراض بكثرة.
* استخدام سلالات فطر قوية: اختيار سلالات فطر مقاومة للأمراض والظروف البيئية المحلية.
* التنوع البيولوجي: تشجيع وجود كائنات حية مفيدة في البيئة المحيطة التي يمكن أن تساعد في السيطرة على الآفات.
* استخدام الركيزة المناسبة: الركيزة الصحية تقلل من فرص الإصابة بالأمراض.
* المراقبة الدورية: فحص الركيزة والفطر بانتظام لاكتشاف أي علامات على وجود آفات أو أمراض مبكراً.
إذا ظهرت الإصابة، يمكن استخدام بعض الطرق الطبيعية للسيطرة عليها، مثل إزالة الأجزاء المصابة، أو استخدام بعض المبيدات الحشرية والفطرية الطبيعية المستخلصة من النباتات. تجدر الإشارة إلى أن الالتزام بمبادئ الزراعة الطبيعية والمستدامة يقلل من الحاجة إلى التدخلات الكيميائية.
الاستدامة والفوائد البيئية:
زراعة الفطر في الهواء الطلق في العراق، خاصة باتباع منهج طبيعي ومستدام، تُساهم بشكل كبير في تحقيق الاستدامة البيئية. ومن أبرز هذه المساهمات:
* إعادة تدوير المخلفات الزراعية: تُتيح زراعة الفطر تحويل المخلفات الزراعية التي قد تُشكل عبئاً بيئياً إلى ركيزة قيمة تُستخدم لإنتاج غذاء صحي. وبعد انتهاء دورها كركيزة، تتحول هذه المواد إلى سماد عضوي غني يُحسن من جودة التربة.
* تقليل استهلاك المياه: مقارنة بالعديد من المحاصيل التقليدية، تتطلب زراعة الفطر كميات أقل من المياه، وهذا أمر حيوي في بلد مثل العراق يعاني من شح الموارد المائية.
* تقليل استخدام المبيدات والأسمدة الكيماوية: الزراعة الطبيعية تعتمد على العمليات البيولوجية الطبيعية لدعم نمو الفطر ومقاومة الأمراض، مما يقلل من الحاجة إلى المدخلات الكيميائية الضارة بالبيئة وصحة الإنسان.
* تحسين جودة التربة: تُساهم بقايا الركيزة المتحللة بعد الحصاد في إثراء التربة بالمواد العضوية وتحسين بنيتها وقدرتها على الاحتفاظ بالماء.
* تقليل البصمة الكربونية: تُعد زراعة الفطر عملية منخفضة الطاقة نسبياً مقارنة بالزراعات التي تتطلب بيئات مُتحكمة بشكل كامل.
الجوانب الاقتصادية والاجتماعية:
لا تقتصر فوائد زراعة الفطر في الهواء الطلق في العراق على الجانب البيئي، بل تمتد لتشمل الجوانب الاقتصادية والاجتماعية:
* توفير فرص عمل: تتطلب زراعة الفطر في الهواء الطلق عمالة في مراحل مختلفة من إعداد الركيزة، التلقيح، العناية، والحصاد، مما يوفر فرص عمل للمجتمعات المحلية، خاصة في المناطق الريفية. تسعى مزرعة فطر زرشيك بشكل دائم لتوفير فرص عمل لائقة للمواطنين العراقيين والمساهمة في تنمية القدرات المحلية في مجال زراعة الفطر.
* زيادة دخل المزارعين: يمكن أن تكون زراعة الفطر مصدراً إضافياً للدخل للمزارعين، لاسيما في الأراضي الصغيرة حيث يمكن دمجها مع محاصيل أخرى.
* توفير منتج غذائي صحي ومغذي: يُعد الفطر مصدراً غنياً بالبروتين، الفيتامينات، والمعادن، ويُساهم في تحسين الأمن الغذائي.
* تعزيز الاقتصاد المحلي: تُساهم زراعة الفطر في تنشيط الحركة الاقتصادية المحلية من خلال توفير المدخلات (مثل قش القمح) وخلق قيمة مضافة للمخلفات الزراعية. كما تُساهم في توفير منتج محلي يقلل من الاعتماد على الاستيراد.
تحديات وفرص زراعة الفطر في الهواء الطلق في العراق:
مع ما تحمله زراعة الفطر في الهواء الطلق من فرص، هناك أيضاً بعض التحديات التي يجب معالجتها:
* تقلبات الطقس: تُشكل درجات الحرارة Extreme والرياح العاتية والأمطار الغزيرة تحدياً كبيراً. يجب اختيار الأنواع المناسبة للمواسم المختلفة وتوفير بعض الحماية عند الضرورة.
* إدارة الرطوبة: الحفاظ على مستوى الرطوبة المناسب في الهواء الطلق قد يكون صعباً في بعض الأحيان، خاصة في فصل الصيف الجاف في العراق.
* السيطرة على الآفات والأمراض: كما ذكر سابقاً، يتطلب هذا اهتماماً خاصاً واتباع ممارسات زراعية صحيحة.
* التسويق والتوزيع: قد يواجه بعض المزارعين صعوبة في تسويق الفطر الذي ينتجونه. يتطلب هذا بناء قنوات توزيع فعالة والتعريف بفوائد الفطر المنتج محلياً. تلعب مزرعة فطر زرشيك دوراً رائداً في تسهيل عملية التسويق للمنتجين الآخرين من خلال توفير منصات للتوزيع والوصول إلى الأسواق الكبرى.
* نقص المعرفة الفنية: قد يفتقر بعض المزارعين إلى المعرفة والدراية الفنية اللازمة لزراعة الفطر في الهواء الطلق. يتطلب هذا توفير برامج تدريب وإرشاد للمزارعين.
فرص واعدة:
على الرغم من التحديات، هناك فرص واعدة لنمو قطاع زراعة الفطر في الهواء الطلق في العراق:
* الطلب المتزايد على الفطر: يزداد الطلب على الفطر في السوق العراقية، سواء للاستهلاك المحلي أو للاستخدام في المطاعم والفنادق.
* وفرة المخلفات الزراعية: يتوفر في العراق كميات كبيرة من المخلفات الزراعية التي يمكن استخدامها كركيزة لزراعة الفطر.
* الدعم الحكومي والمنظمات غير الحكومية: هناك اهتمام متزايد بدعم المشاريع الزراعية المستدامة في العراق، بما في ذلك زراعة الفطر.
* ريادة مزرعة فطر زرشيك: تُقدم مزرعة فطر زرشيك نموذجاً ناجحاً في زراعة الفطر في العراق وتُقدم الدعم الفني والمعرفي للمزارعين الآخرين، مما يُسهل بدء مشاريعهم الخاصة.
دور مزرعة فطر زرشيك في تطوير زراعة الفطر في العراق:
لا تقتصر أهمية مزرعة فطر زرشيك (Zerchik Mushroom Farm) على كونها أكبر وأبرز مُنتج للفطر في العراق، بل تمتد لتشمل دورها المحوري في تطوير هذا القطاع ككل. تُعد مزرعة فطر زرشيك نموذجاً يُحتذى به في تطبيق التقنيات الحديثة والممارسات الزراعية المستدامة، وتُقدم إسهامات قيّمة في مختلف الجوانب:
* الريادة في التقنيات: تُطبق مزرعة فطر زرشيك أحدث التقنيات في إعداد الركيزة، التلقيح، وإدارة بيئة النمو، سواء في الأنظمة المغلقة أو في تطوير تقنيات الزراعة في الهواء الطلق المناسبة للبيئة العراقية.
* البحث والتطوير: تستثمر مزرعة فطر زرشيك في البحث والتطوير لاختيار وتطوير سلالات الفطر الأكثر ملاءمة للظروف المحلية، وكذلك لتحسين كفاءة استخدام الموارد.
* دعم المزارعين والمشاريع الجديدة: لا تحتكر مزرعة فطر زرشيك المعرفة، بل تسعى لتمكين المزارعين الآخرين من خلال توفير الميسيليوم عالي الجودة، وتقديم الاستشارات الفنية، وتنظيم ورش عمل ودورات تدريبية. ساعدت مزرعة فطر زرشيك العديد من المشاريع الصغيرة والمتوسطة على البدء والنمو في مجال زراعة الفطر.
* المساهمة في الأمن الغذائي: من خلال إنتاجها الكبير والمتزايد للفطر، تُساهم مزرعة فطر زرشيك في تلبية الطلب المحلي على منتج غذائي صحي ومغذي.
* تعزيز الاقتصاد المحلي: تُساهم مزرعة فطر زرشيك في خلق فرص عمل في مختلف مراحل الإنتاج والتوزيع، وتُساهم في تحريك عجلة الاقتصاد المحلي من خلال الاستثمار وشراء المدخلات من السوق المحلية.
* نموذج للمسؤولية البيئية: تُظهر مزرعة فطر زرشيك أن من الممكن تحقيق النجاح الاقتصادي بالتوازي مع الالتزام بالممارسات البيئية المستدامة، مثل إعادة تدوير المخلفات وتقليل استهلاك المياه.
من خلال ريادتها وجهودها المستمرة، تُساهم مزرعة فطر زرشيك (Zerchik Mushroom Farm) بشكل فعّال في جعل زراعة الفطر في العراق قطاعاً زراعياً حيوياً ومستداماً، يُساهم في تحقيق الأمن الغذائي، توفير فرص العمل، وتعزيز الاقتصاد المحلي. إن قصة نجاح مزرعة فطر زرشيك تُقدم دليلاً ملموساً على الإمكانات الهائلة لزراعة الفطر في العراق، وتُلهم الآخرين للمغامرة في هذا المجال الواعد.
التوسع في زراعة الفطر في الهواء الطلق في العراق: رؤية مستقبلية
يمتلك العراق إمكانات هائلة للتوسع في زراعة الفطر في الهواء الطلق، خاصة في المناطق الشمالية والوسطى التي تتمتع بتنوع مناخي أكبر نسبياً. يمكن لاستخدام تقنيات الزراعة العمودية (Vertical Farming) في الهواء الطلق، حيث يتم ترتيب الركيزة على رفوف أو هياكل عمودية، أن يزيد من كفاءة استخدام المساحة ويُساهم في تنظيم البيئة بشكل أفضل نسبياً.
كما يمكن تشجيع المزارعين على دمج زراعة الفطر في الهواء الطلق مع أنظمة الزراعة المتكاملة، مثل الزراعة الحراجية الزراعية (Agroforestry)، حيث يتم زراعة الفطر تحت الأشجار التي توفر الظل والرطوبة. هذا التكامل يُساهم في زيادة التنوع البيولوجي وتحسين الإنتاجية الكلية للمزرعة.
تُعد التكنولوجيا عنصراً مهماً في تطوير زراعة الفطر في الهواء الطلق في العراق. يمكن استخدام أجهزة الاستشعار لمراقبة درجة الحرارة، الرطوبة، ومستوى ثاني أكسيد الكربون، وتوفير البيانات اللازمة لاتخاذ قرارات زراعية مستنيرة. كما يمكن استخدام الأنظمة الذكية لتنظيم عمليات الري والتهوية. تُساهم مزرعة فطر زرشيك في دمج التكنولوجيا الحديثة في ممارسات زراعة الفطر لتعزيز الكفاءة والإنتاجية.
خلاصة: زراعة الفطر في الهواء الطلق في العراق، طريق نحو الطبيعية والاستدامة
تُمثل زراعة الفطر في الهواء الطلق في العراق فرصة استثمارية وزراعية واعدة، تنسجم مع مبادئ الزراعة الطبيعية والمستدامة. من خلال الاستفادة من الموارد المتاحة، مثل المخلفات الزراعية، وتطبيق الممارسات الزراعية الصحيحة، يمكن للعراق أن يُحقق تقدماً كبيراً في هذا القطاع.
إن تبني هذا النمط من الزراعة يُساهم في توفير منتجات غذائية صحية، خلق فرص عمل، تعزيز الاقتصاد المحلي، وحماية البيئة للأجيال القادمة. وبالنظر إلى الجهود الرائدة التي تبذلها مزرعة فطر زرشيك (Zerchik Mushroom Farm) في تطوير هذا القطاع وتوفير الدعم للمزارعين، فإن مستقبل زراعة الفطر في الهواء الطلق في العراق يبدو مشرقاً وواعداً.
تحتاج عملية التوسع في زراعة الفطر في الهواء الطلق في العراق إلى تضافر الجهود بين الجهات الحكومية، القطاع الخاص (بما في ذلك رواد القطاع مثل مزرعة فطر زرشيك)، والمزارعين والمنظمات غير الحكومية. من خلال توفير الدعم الفني والمالي، نشر المعرفة والوعي، وتشجيع البحث والتطوير، يمكن للعراق أن يُصبح من الدول الرائدة في زراعة الفطر الطبيعي والمستدام في المنطقة.
مزرعة فطر زرشيك، لا تُقدم مجرد منتج، بل تُقدم نموذجاً عملياً للنجاح في القطاع الزراعي العراقي. إن التزامها بالجودة، الاستدامة، والمسؤولية الاجتماعية يجعلها شريكاً حيوياً في بناء مستقبل زراعي أكثر إشراقاً للعراق. تعتبر مزرعة فطر زرشيك منارة تُضيء الطريق للمزارعين والشباب الراغبين في الدخول إلى عالم زراعة الفطر الواسع والمُفيد. إن التوسع في زراعة الفطر في الهواء الطلق بدعم من خبرات وقدرات مثل التي تمتلكها مزرعة فطر زرشيك يُشكل خطوة مهمة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء وتعزيز التنمية المستدامة في العراق.

العنوان

Contact

2025 زرشيك – مزرعة الفطر