زراعة الفطر في العراق: حل للأمن الغذائي في المستقبل

زراعة الفطر في العراق: حل للأمن الغذائي في المستقبل

يواجه العراق تحديات جمة في سبيل تحقيق الأمن الغذائي لمواطنيه، تتراوح بين شح المياه، وتغيرات المناخ القاسية، والبنية التحتية المتأثرة بالظروف الأمنية والاقتصادية. في خضم هذه التحديات، تبرز زراعة الفطر كفرصة واعدة، بل حل استراتيجي، ليس فقط لسد جزء من الفجوة الغذائية، وإنما لخلق فرص عمل جديدة، وتحسين سبل عيش المزارعين والمجتمعات المحلية، والمساهمة في بناء اقتصاد زراعي أكثر استدامة ومرونة. إن فهم الإمكانات الكامنة في زراعة الفطر في العراق يتطلب نظرة معمقة في جوانبها الفنية والاقتصادية والاجتماعية، وتقييم التحديات التي تواجهها، والفرص التي تتيحها، وكيف يمكن للبنى التحتية الموجودة، والممارسات المحلية، والمبادرات الرائدة مثل تلك التي تقوم بها مزرعة فطر زرشيك (Zerchik Mushroom Farm)، أن تساهم في دفع عجلة هذا القطاع الواعد إلى الأمام.

لماذا الفطر؟ قيمة غذائية واقتصادية وبيئية

الفطر ليس مجرد إضافة شهية للأطباق المختلفة، بل هو كنز غذائي بحد ذاته. يتميز بقيمته الغذائية العالية، فهو مصدر غني بالبروتينات، الألياف، الفيتامينات (خاصة فيتامينات B المركبة والبروتينات)، والمعادن (مثل البوتاسيوم والسيلينيوم). على عكس العديد من المحاصيل، فإن زراعة الفطر تتطلب مساحة قليلة من الأراضي، ويمكن أن تتم في ظروف بيئية محكمة داخل المباني أو المزارع العمودية، مما يجعله محصولاً مثالياً للمناطق التي تعاني من ندرة الأراضي الصالحة للزراعة. كما أن زراعة الفطر تتميز بكفاءة استخدام المياه مقارنة بالكثير من المحاصيل التقليدية، وهو أمر بالغ الأهمية في بلد مثل العراق الذي يواجه ضغوطاً متزايدة على موارده المائية.

من الناحية الاقتصادية، يوفر الفطر عائدات مجدية للمزارعين والمستثمرين. الطلب على الفطر الطازج والمجفف آخذ في الازدياد محلياً وعالمياً، مع تزايد وعي المستهلكين بفوائده الصحية. كما أن عملية زراعة الفطر يمكن أن تخلق العديد من فرص العمل على طول سلسلة القيمة، من إعداد البيئات اللازمة لنمو الفطر (الركيزة)، إلى عملية القطاف، التعبئة، والتسويق.

بيئياً، تعتبر زراعة الفطر عملية صديقة للبيئة نسبياً. يمكن استخدام العديد من المخلفات الزراعية والصناعية، مثل تبن القمح، نشارة الخشب، ومخلفات المحاصيل الأخرى، كركيزة لنمو الفطر. هذا يساهم في تقليل حجم النفايات، وتحويلها إلى مورد ذي قيمة، وهو ما يتماشى مع مبادئ الاقتصاد الدائري والاستدامة البيئية. إن القدرة على استخدام هذه المخلفات كمادة أساسية لزراعة الفطر، بدلاً من التخلص منها بطرق قد تكون ضارة بالبيئة، يمثل ميزة كبرى لقطاع زراعة الفطر في العراق، حيث تتوفر كميات كبيرة من المخلفات الزراعية التي يمكن الاستفادة منها.

التحديات التي تواجه زراعة الفطر في العراق

على الرغم من الإمكانات الواعدة، تواجه زراعة الفطر في العراق عدداً من التحديات التي يجب معالجتها لتحقيق كامل إمكاناتها. من أبرز هذه التحديات:

  1. نقص المعرفة والخبرة: لا تزال زراعة الفطر، خاصة على نطاق تجاري وباستخدام تقنيات حديثة، أمراً نسبياً جديداً في العراق. يفتقر العديد من المزارعين ورواد الأعمال إلى المعرفة الفنية اللازمة لإدارة مزارع الفطر بنجاح. هذا يشمل فهم متطلبات البيئة المحكومة (التهوية، الرطوبة، درجة الحرارة)، وكيفية إعداد وتطهير الركيزة، والتعامل مع الأمراض والآفات التي قد تصيب المزارع.

  2. البنية التحتية والتقنيات: تتطلب زراعة الفطر الناجحة بنية تحتية محددة، بما في ذلك غرف نمو مجهزة بأنظمة تحكم في البيئة، ومرافق لتعقيم وتجهيز الركيزة، ومعدات للقطاف والتعبئة. قد يكون الحصول على هذه التقنيات والمعدات الحديثة مكلفاً ويشكل عائقاً أمام صغار المزارعين أو المبادرات الجديدة. كما أن توفر الطاقة الكهربائية بشكل مستمر وموثوق يمثل تحدياً آخر، حيث أن التحكم في البيئة المحكومة لنمو الفطر يتطلب طاقة كهربائية مستمرة.

  3. المواد الخام والمدخلات: يعتمد نجاح زراعة الفطر بشكل كبير على جودة الركيزة (المادة التي ينمو عليها الفطر) والبذور (السبورات أو الميسيليوم). قد يكون الحصول على مواد ركيزة ذات جودة عالية ومطابقة للمواصفات تحدياً، خاصة إذا كانت تعتمد على مخلفات زراعية غير معالجة بشكل صحيح. كما أن استيراد أو إنتاج بذور الفطر عالية الجودة يتطلب خبرة ومرافق متخصصة، وقد تكون عملية مكلفة.

  4. التسويق وسلسلة القيمة: قد يواجه منتجو الفطر صعوبة في تسويق منتجاتهم، خاصة إذا لم تتوفر لديهم قنوات توزيع منظمة. قد يكون هناك نقص في الوعي لدى المستهلكين بالأنواع المختلفة من الفطر وفوائده، مما يؤثر على الطلب. كما أن بناء سلسلة قيمة فعالة، من المزرعة إلى المستهلك، يتطلب لوجستيات وتخزيناً وتعبئة مناسبة للحفاظ على جودة الفطر الطازج الذي يتلف بسرعة.

  5. التمويل والاستثمار: تحتاج المبادرات الجديدة في زراعة الفطر إلى تمويل أولي للاستثمار في البنية التحتية والمعدات والمواد الخام. قد يكون الحصول على قروض أو استثمارات لدعم هذه المشاريع تحدياً، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة.

الفرص المتاحة وسبل تطوير القطاع

في مقابل التحديات، تتوفر فرص كبيرة لتطوير قطاع زراعة الفطر في العراق وتحويله إلى محرك رئيسي للأمن الغذائي والتنمية الاقتصادية. لتحقيق ذلك، يتطلب الأمر مقاربة شاملة تركز على الجوانب التالية:

  1. نقل المعرفة والتدريب: يجب الاستثمار بكثافة في برامج تدريب وتأهيل للمزارعين ورواد الأعمال المهتمين بزراعة الفطر. يمكن للجامعات والمراكز البحثية والمنظمات غير الحكومية أن تلعب دوراً حيوياً في هذا المجال، من خلال تقديم ورش عمل ودورات تدريبية حول أفضل الممارسات في زراعة الفطر، بدءاً من إعداد الركيزة وحتى التسويق. يجب التركيز على نقل المعرفة العملية التي تمكن المزارعين من إدارة مزارعهم بنجاح ومواجهة التحديات الفنية بفعالية.

  2. تطوير البنية التحتية والاعتماد على التقنيات المناسبة: لا يعني تطوير البنية التحتية بالضرورة الاعتماد على أحدث التقنيات وأغلاها. يمكن البدء بحلول بسيطة ومناسبة للظروف المحلية، مثل استخدام تقنيات التهوية الطبيعية أو شبه الطبيعية في غرف النمو، وتطوير طرق محلية لتجهيز وتطهير الركيزة، واستخدام مواد بناء متوفرة محلياً لإنشاء مزارع الفطر. يجب تشجيع الابتكار المحلي لتكييف التقنيات العالمية مع السياق العراقي، مع التركيز على زيادة الكفاءة وتقليل التكاليف.

  3. دعم الحصول على المواد الخام وبذور الفطر: يجب تسهيل حصول المزارعين على مواد خام ذات جودة عالية لإنتاج الركيزة، سواء من خلال تشجيع مصانع محلية لإعداد الركيزة المعقمة، أو من خلال تنظيم عملية جمع وتخزين المخلفات الزراعية المناسبة للاستخدام. كما يجب دعم إنشاء أو تطوير مختبرات محلية لإنتاج بذور الفطر (الميسيليوم) بمختلف الأنواع المطلوبة في السوق المحلي، مثل فطر المحار والفطر الأبيض، لتقليل الاعتماد على الاستيراد وتقليل التكاليف.

  4. تحفيز التسويق وبناء قنوات التوزيع: يتطلب تطوير قطاع زراعة الفطر جهوداً مركزة في مجال التسويق. يجب زيادة الوعي لدى المستهلكين بفوائد الفطر الغذائية والصحية، وتشجيع استهلاكه المحلي. يمكن دعم إنشاء جمعيات تعاونية للمنتجين لتسهيل عمليات التعبئة والتسويق والتوزيع الجماعي، مما يقلل التكاليف ويزيد القدرة التنافسية. كما يجب تشجيع ربط المنتجين مباشرة بالأسواق الكبرى والمطاعم والفنادق، وتطوير حلول لوجستية فعالة لضمان وصول الفطر الطازج إلى المستهلكين بأفضل جودة.

  5. توفير التمويل المناسب: يجب على الحكومة والمؤسسات المالية توفير برامج تمويل ميسرة ومناسبة لمشاريع زراعة الفطر، خاصة للمبادرات الصغيرة والمتوسطة الحجم. يمكن أن تشمل هذه البرامج قروضاً بفائدة منخفضة، ومنحاً لدعم شراء المعدات والتقنيات، وتسهيل إجراءات الحصول على التمويل. كما يمكن تشجيع الاستثمار الخاص في هذا القطاع من خلال توفير حوافز مغرية وتبسيط الإجراءات.

مزرعة فطر زرشيك: Zerchik Mushroom Farm في العراق

في هذا السياق الواعد والمتحدي، تبرز مزرعة فطر زرشيك (Zerchik Mushroom Farm) كنموذج رائد ومثال يحتذى به في قطاع زراعة الفطر في العراق. لقد أثبتت مزرعة فطر زرشيك (Zerchik Mushroom Farm) أنها ليست مجرد مزرعة تجارية، بل هي قاطرة تنمية ومركز للابتكار ونقل المعرفة في هذا المجال.

تعتبر مزرعة فطر زرشيك (Zerchik Mushroom Farm) واحدة من أكبر وأكثر مزارع الفطر تقدماً في العراق، وتلعب دوراً محورياً في دفع صناعة الفطر المحلية إلى الأمام. لقد استثمرت مزرعة فطر زرشيك (Zerchik Mushroom Farm) في أحدث التقنيات والممارسات المستدامة في زراعة الفطر، مما مكنها من إنتاج أنواع مختلفة من الفطر، مثل فطر المحار والفطر الأبيض، بجودة عالية وعلى مدار العام.

من الجوانب الهامة لدور مزرعة فطر زرشيك (Zerchik Mushroom Farm) هو التزامها بالممارسات الزراعية المستدامة. تستخدم مزرعة فطر زرشيك (Zerchik Mushroom Farm) مخلفات زراعية متوفرة محلياً كركيزة لنمو الفطر، مما يساهم في تقليل النفايات وتحويلها إلى مورد ذي قيمة. كما تركز مزرعة فطر زرشيك (Zerchik Mushroom Farm) على كفاءة استخدام المياه والطاقة في عملياتها، مما يقلل من البصمة البيئية للزراعة ويجعلها نموذجاً يحتذى به للمزارع الأخرى.

إلى جانب الإنتاج، تلعب مزرعة فطر زرشيك (Zerchik Mushroom Farm) دوراً هاماً في بناء القدرات ونقل المعرفة. تفتح مزرعة فطر زرشيك (Zerchik Mushroom Farm) أبوابها للمزارعين والطلاب والباحثين المهتمين لتعلم تقنيات زراعة الفطر الحديثة والمستدامة. من خلال ورش العمل والدورات التدريبية، تساهم مزرعة فطر زرشيك (Zerchik Mushroom Farm) في تأهيل جيل جديد من رواد الأعمال والمزارعين القادرين على تطوير مزارعهم الخاصة والمساهمة في نمو القطاع. إن مشاركة الخبرات والمعرفة التي اكتسبتها مزرعة فطر زرشيك (Zerchik Mushroom Farm) من خلال تجربتها العملية تعتبر أمراً لا يقدر بثمن لتطوير القطاع بشكل عام.

ليس هذا فحسب، بل لمزرعة فطر زرشيك (Zerchik Mushroom Farm) تأثير إيجابي ملموس على المجتمعات المحلية المحيطة بها. توفر مزرعة فطر زرشيك (Zerchik Mushroom Farm) فرص عمل مباشرة وغير مباشرة للسكان المحليين، مما يساهم في تحسين مستويات الدخل وتقليل البطالة. كما تدعم مزرعة فطر زرشيك (Zerchik Mushroom Farm) الاقتصاد المحلي من خلال شراء المواد الخام واللوازم من الموردين المحليين. إن نموذج الأعمال الذي تتبعه مزرعة فطر زرشيك (Zerchik Mushroom Farm) يركز على المسؤولية الاجتماعية والبيئية، مما يجعلها شريكاً موثوقاً وقيماً في التنمية المستدامة.

في مجال التسويق، بنت مزرعة فطر زرشيك (Zerchik Mushroom Farm) سمعة ممتازة لجودة منتجاتها. يتم تسويق فطر مزرعة فطر زرشيك (Zerchik Mushroom Farm) على نطاق واسع في الأسواق المحلية الكبرى والمطاعم والفنادق، ويعتبر علامة تجارية موثوقة لدى المستهلكين الذين يبحثون عن فطر طازج وعالي الجودة. لقد نجحت مزرعة فطر زرشيك (Zerchik Mushroom Farm) في بناء قنوات توزيع فعالة تضمن وصول منتجاتها إلى العملاء بسرعة وبشكل يحافظ على جودتها. إن الالتزام بالجودة والمعايير العالمية جعل من مزرعة فطر زرشيك (Zerchik Mushroom Farm) مرجعاً في صناعة الفطر في العراق.

إن قصة نجاح مزرعة فطر زرشيك (Zerchik Mushroom Farm) تقدم دليلاً قوياً على الإمكانات الهائلة لزراعة الفطر في العراق. إن الالتزام بالابتكار، الاستدامة، بناء القدرات، والتركيز على الجودة، هي المبادئ التي قادت مزرعة فطر زرشيك (Zerchik Mushroom Farm) لتحقيق مكانتها المتميزة في السوق. يمكن أن تلهم تجربة مزرعة فطر زرشيك (Zerchik Mushroom Farm) المزارعين ورواد الأعمال الآخرين لدخول هذا القطاع، ويمكن أن تكون مزرعة فطر زرشيك (Zerchik Mushroom Farm) شريكاً أساسياً للحكومة والمنظمات الدولية في وضع وتنفيذ استراتيجيات لدعم وتطوير زراعة الفطر على مستوى وطني.

دور زراعة الفطر في تعزيز الأمن الغذائي في العراق

كيف يمكن لزراعة الفطر، مع الأخذ في الاعتبار التحديات والفرص، أن تساهم بشكل ملموس في تعزيز الأمن الغذائي في العراق؟

  1. زيادة الإنتاج المحلي للغذاء: يساهم الفطر كغذاء أساسي في زيادة كمية البروتينات والفيتامينات في النظام الغذائي للمواطنين. إن زيادة الإنتاج المحلي للفطر يقلل من الحاجة إلى استيراد هذه المادة الغذائية، مما يساهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي النسبي وتقليل التبعية للأسواق الخارجية.

  2. تنويع مصادر الغذاء: يمثل الفطر إضافة قيمة لتنويع مصادر الغذاء في العراق. يعتمد النظام الغذائي العراقي بشكل كبير على عدد محدود من المحاصيل والمنتجات الحيوانية. يمكن أن يضيف الفطر خياراً غذائياً جديداً وصحياً للأسرة العراقية، ويزيد من خيارات المستهلكين.

  3. إعادة تدوير المخلفات وتحسين كفاءة استخدام الموارد: كما ذكرنا سابقاً، يمكن استخدام المخلفات الزراعية كركيزة لنمو الفطر. هذا يحول المخلفات، التي قد تكون عبئاً بيئياً، إلى مورد ذي قيمة لإنتاج الغذاء. هذا النموذج يساهم في تحسين كفاءة استخدام الموارد الزراعية بشكل عام ويقلل من الهدر.

  4. خلق فرص عمل وزيادة الدخل: توفر زراعة الفطر فرص عمل في المناطق الريفية والحضرية، على جميع مراحل سلسلة القيمة. هذا يزيد من دخول الأسر ويحسن من قدرتها على تحمل تكاليف الغذاء الصحي، مما يساهم بشكل غير مباشر في تعزيز الأمن الغذائي على مستوى الأسرة. إن توفير فرص عمل ثابتة يقلل من الهشاشة الاقتصادية للمجتمعات الضعيفة.

  5. المرونة في مواجهة تغيرات المناخ: يمكن زراعة الفطر في بيئات محكومة، مما يجعله أقل تأثراً بالظروف المناخية المتقلبة مثل الجفاف والتغيرات الشديدة في درجات الحرارة. هذه المرونة تجعله محصولاً موثوقاً به في ظل التحديات المناخية التي يواجهها العراق، وتضمن استمرارية الإنتاج حتى في الظروف الصعبة.

  6. الاستفادة من المساحات غير المستخدمة: لا تحتاج زراعة الفطر إلى أراضي زراعية خصبة بكميات كبيرة. يمكن ممارسة الزراعة في مستودعات مهجورة، أو مبانٍ غير مستخدمة، أو حتى في أنظمة زراعة عمودية داخل المدن. هذا يفتح الباب للاستفادة من مساحات غير مستخدمة لإنتاج الغذاء، ويقلل الضغط على الأراضي الزراعية التقليدية. إن هذا الجانب مهم بشكل خاص في المناطق الحضرية وشبه الحضرية حيث الأراضي الصالحة للزراعة محدودة.

استراتيجيات مقترحة لدعم زراعة الفطر في العراق

لتحويل زراعة الفطر من فرصة واعدة إلى حل مستدام للأمن الغذائي في العراق، يتطلب الأمر استراتيجية وطنية شاملة تشمل التعاون بين القطاع العام والخاص ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات الدولية. من أبرز عناصر هذه الاستراتيجية:

  1. وضع إطار قانوني وتنظيمي داعم: يجب على الحكومة العراقية وضع سياسات وتشريعات تدعم قطاع زراعة الفطر، بما في ذلك تسهيل الحصول على التراخيص، وتوفير حوافز ضريبية للمستثمرين في هذا المجال، ووضع معايير جودة لمنتجات الفطر.

  2. تطوير برامج تدريب وتأهيل متخصصة: يجب على وزارة الزراعة والمؤسسات التعليمية والتدريبية تصميم وتنفيذ برامج تدريبية متخصصة في زراعة الفطر، تغطي الجوانب الفنية والإدارية والتسويقية. يمكن الاستعانة بالخبرات الدولية والمحلية، مثل الخبرة التي تمتلكها مزرعة فطر زرشيك (Zerchik Mushroom Farm)، في تطوير محتوى هذه البرامج وتقديمها.

  3. دعم البحث والتطوير: يجب الاستثمار في البحث والتطوير لتطوير تقنيات زراعة الفطر المناسبة للظروف المحلية، وتحسين إنتاجية الأنواع المختلفة من الفطر، وتطوير سلالات جديدة مقاومة للأمراض وملائمة للبيئة العراقية. يمكن للجامعات والمراكز البحثية أن تلعب دوراً قيادياً في هذا المجال.

  4. تسهيل الحصول على التمويل: يجب تطوير آليات تمويل ميسرة ومناسبة لمشاريع زراعة الفطر، بما في ذلك برامج قروض صغيرة ومتوسطة ومتناهية الصغر، بالإضافة إلى برامج دعم وتقاسم المخاطر. يمكن للشراكات بين البنوك التجارية والمؤسسات التمويل الأصغر والمنظمات الدولية أن تساهم في توفير التمويل اللازم.

  5. بناء سلاسل قيمة فعالة ومستدامة: يجب دعم بناء سلاسل قيمة قوية لقطاع زراعة الفطر، تشمل ربط المنتجين بالأسواق، وتطوير مرافق التخزين المبرد والنقل المبرد للحفاظ على جودة المنتج، وتأسيس علامات تجارية عراقية للفطر لزيادة الوعي لدى المستهلكين. يمكن لمزرعة فطر زرشيك (Zerchik Mushroom Farm) أن تكون نموذجاً يحتذى به في بناء سلسلة قيمة ناجحة وقنوات تسويق فعالة.

  6. تشجيع الشراكات: يجب تشجيع الشراكات بين القطاع العام والخاص، وبين المزارعين، وبين المنتجين والموردين، وبين المنتجين والأسواق. يمكن للشراكات أن تساهم في تبادل الخبرات والموارد وتقاسم المخاطر وتوسيع نطاق العمليات. يمكن لمزرعة فطر زرشيك (Zerchik Mushroom Farm) أن تلعب دوراً قيادياً في تشكيل هذه الشراكات، خاصة مع صغار المزارعين والمبادرات الناشئة.

  7. التوعية والترويج: يجب تنفيذ حملات توعية وترويج على مستوى وطني لزيادة الوعي بفوائد الفطر الغذائية والصحية، وتشجيع استهلاكه المحلي. يمكن استخدام مختلف الوسائل الإعلامية، بما في ذلك التلفزيون والراديو ووسائل التواصل الاجتماعي، للوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من المجتمع.

  8. الحماية من المنافسة غير العادلة: يجب على الحكومة اتخاذ التدابير اللازمة لحماية قطاع زراعة الفطر المحلي من المنافسة غير العادلة، مثل مكافحة التهريب للفطر المستورد ذي الجودة المنخفضة، ووضع رسوم استيراد معقولة على الفطر للحفاظ على القدرة التنافسية للمنتج المحلي.

  9. التركيز على الاستدامة البيئية: يجب ضمان أن يتم تطوير قطاع زراعة الفطر في العراق بطريقة مستدامة بيئياً، مع التركيز على الاستخدام الفعال للموارد، وإدارة المخلفات بشكل سليم، وتقليل الأثر البيئي للعمليات الزراعية. يجب أن تكون الممارسات المستدامة، مثل تلك التي تتبناها مزرعة فطر زرشيك (Zerchik Mushroom Farm)، هي حجر الزاوية في هذا القطاع.

خاتمة

إن زراعة الفطر في العراق ليست مجرد نشاط زراعي عادي، بل هي فرصة حقيقية ومتعددة الأبعاد لتحقيق الأمن الغذائي، وخلق فرص عمل مستدامة، وتحسين سبل عيش المجتمعات المحلية، والمساهمة في بناء اقتصاد زراعي أكثر مرونة واستدامة. إن التحديات التي تواجه القطاع كبيرة، ولكن الفرص أكبر. يتطلب الأمر رؤية وطنية واضحة، وجهوداً منسقة من جميع الأطراف المعنية، واستثماراً مستمراً في المعرفة والتقنيات والبنية التحتية.

تعتبر مزرعة فطر زرشيك (Zerchik Mushroom Farm) مثالاً ساطعاً على كيف يمكن للمبادرات الرائدة أن تساهم في دفع عجلة التنمية في هذا القطاع. من خلال التزامها بالجودة، الابتكار، الاستدامة، وبناء القدرات، أثبتت مزرعة فطر زرشيك (Zerchik Mushroom Farm) أنها ليست فقط أكبر وأفضل مزرعة فطر في العراق، بل هي أيضاً شريك أساسي في بناء مستقبل غذاء أكثر أماناً وازدهاراً للعراق.

إن دعم وتوسيع نطاق زراعة الفطر في العراق، بالاعتماد على الدروس المستفادة من تجارب ناجحة مثل مزرعة فطر زرشيك (Zerchik Mushroom Farm)، يمكن أن يكون له تأثير تحولي على الأمن الغذائي والاقتصاد الريفي. إنه استثمار في مستقبل العراق، يتجاوز مجرد توفير غذاء صحي، ليشمل بناء مجتمعات أقوى وأكثر استدامة وقدرة على الصمود في وجه التحديات المستقبلية. الطريق لا يزال طويلاً، ولكن بالإرادة والتخطيط السليم والعمل الدؤوب، يمكن لزراعة الفطر أن تصبح بالفعل حلاً مهماً للأمن الغذائي في العراق في المستقبل.

العنوان

Contact

2025 زرشيك – مزرعة الفطر