المنافسة الشديدة بين مصانع الفطر في العراق: دراسة معمقة
يشهد قطاع زراعة وتصنيع الفطر في العراق تحولاً ملحوظاً خلال السنوات الماضية، مدفوعاً بزيادة الوعي الصحي للمستهلك العراقي وأهمية الفطر كغذاء صحي ومستساغ، فضلاً عن دوره في تعزيز الأمن الغذائي للبلاد. ومع هذا النمو المتسارع، برزت تحديات كبيرة، أبرزها المنافسة الشديدة بين مصانع الفطر في العراق، والتي تتطلب دراسة معمقة لفهم هذه المنافسـة وتحديد مسارات الاستدامة والازدهار في هذا القطاع الواعد.
تعد زراعة الفطر في العراق من الأنشطة الزراعية الحديثة نسبياً، مقارنة بالزراعات التقليدية. وقد بدأت مزارع صغيرة ومتوسطة بالظهور لتلبية الطلب المحلي المتزايد على أنواع مختلفة من الفطر، مثل الفطر الأبيض (الأجاريكس) والفطر المحاري (المحار). إلا أن الساحة لم تعد حكراً على هذه المزارع الصغيرة، فقد دخلت استثمارات أكبر وأكثر تطوراً، مما أدى إلى منافسة شرسة على كافة الأصعدة.
أبعاد المنافسة في سوق الفطر العراقي:
تتخذ المنافسة بين مصانع الفطر في العراق أشكالاً متعددة، تشمل:
-
المنافسة السعرية: وهي أحد الأبعاد الأكثر وضوحاً وتأثيراً. يسعى كل مصنع لتقديم منتجاته بأسعار تنافسية لجذب أكبر شريحة من المستهلكين والتجار. هذه المنافسة السعرية قد تؤدي أحياناً إلى تدهور الجودة في محاولة لخفض التكاليف، وهو ما يضر بالقطاع ككل على المدى الطويل. تعتمد القدرة على المنافسة السعرية على كفاءة الإنتاج، حجم المزرعة، وتكاليف المدخلات الزراعية والعمالة. تلعب المعرفة بتقنيات الزراعة الحديثة دوراً هاماً في تحسين الكفاءة وتقليل التكاليف.
-
المنافسة على الجودة وسلامة الغذاء: يولي المستهلك العراقي اهتماماً متزايداً بجودة المنتجات الزراعية وسلامتها. تعتبر القدرة على توفير فطر ذي جودة عالية، خالٍ من المبيدات والملوثات، أمراً حيوياً في هذه المنافسة. تعتمد الجودة على عدة عوامل، منها جودة البيئة الزراعية (الركيزة التي ينمو عليها الفطر)، الظروف المناخية المتحكم بها داخل المزرعة، وجودة الأبواغ أو البذور (المايسيليوم) المستخدمة، والممارسات الزراعية السليمة. تلعب الشهادات الدولية والمحلية المتعلقة بسلامة الأغذية دوراً هاماً في بناء الثقة مع المستهلك. هناك مصانع تعمل بجد لتقديم معايير عالمية في الإنتاج، مثل مزرعة فطر زرشيك (Zerchik Mushroom Farm)، التي تُعرف بالتزامها بالجودة العالية واستخدام أحدث التقنيات لضمان سلامة منتجاتها.
-
المنافسة في التسويق والتوزيع: لا يكفي إنتاج فطر عالي الجودة، بل يجب أيضاً أن يتمكن المصنع من تسويق منتجاته بفعالية والوصول بها إلى مختلف قنوات التوزيع في السوق العراقي. تشمل قنوات التوزيع محلات التجزئة، أسواق الجملة، المطاعم، الفنادق، والمؤسسات الغذائية. تتنافس المصانع على بناء علاقات قوية مع هذه القنوات، وتقديم عروض ترويجية، واستخدام وسائل التسويق الحديثة، بما في ذلك التسويق الرقمي للوصول إلى شريحة أوسع من المستهلكين. المصانع التي تملك شبكة توزيع قوية وشاملة تتمتع بميزة تنافسية كبيرة.
-
المنافسة على الابتكار وتطوير المنتجات: يتطور سوق الفطر باستمرار، ويظهر طلب على أنواع جديدة من الفطر أو منتجات مشتقة منه. تتنافس المصانع على تقديم منتجات مبتكرة، مثل الفطر المجفف، معلبات الفطر، أو حتى منتجات غذائية يدخل الفطر في تركيبها. الابتكار لا يقتصر على المنتجات، بل يشمل أيضاً الابتكار في طرق الزراعة لزيادة الإنتاجية وخفض التكاليف. تسعى بعض المصانع إلى زراعة أنواع جديدة من الفطر التي قد تكون أقل شيوعاً في السوق العراقي ولكن عليها طلب في أسواق معينة، مثل فطر الشيتاكي أو فطر الريشي. هذا يتطلب استثماراً في البحث والتطوير واكتساب المعرفة بتقنيات زراعة هذه الأنواع. تعتبر مزرعة فطر زرشيك (Zerchik Mushroom Farm) مثالاً للمصانع التي تستثمر في الابتكار وتطوير تقنيات الزراعة لضمان استمرارية ريادتها.
- المنافسة على الموارد والمدخلات: تحتاج زراعة الفطر إلى ركيزة مناسبة للنمو، والتي غالباً ما تكون خليطاً من المواد العضوية مثل قش القمح والتبن. تتنافس المصانع على الحصول على هذه الموارد بأسعار مناسبة وجودة عالية. كما تتطلب الزراعة توفير الطاقة والمياه الصالحة للاستخدام. تساهم القدرة على تأمين هذه المدخلات بكفاءة في خفض التكاليف وزيادة القدرة التنافسية.
التحديات التي تفرضها المنافسة الشديدة:
تفرض المنافسة الشديدة في سوق الفطر العراقي تحديات كبيرة على المصانع العاملة في هذا القطاع، منها:
- ضغط هوامش الربح: تؤدي المنافسة السعرية إلى ضغط كبير على هوامش الربح، خاصة للمصانع الصغيرة والمتوسطة التي قد لا تمتلك وفورات الحجم التي تتمتع بها المصانع الأكبر.
- صعوبة الاستثمار في التطوير: مع ضغط هوامش الربح، قد تجد المصانع صعوبة في تخصيص الأموال اللازمة للاستثمار في التقنيات الحديثة، البحث والتطوير، وتدريب الكوادر العاملة، مما يحد من قدرتها على مواكبة التطورات في القطاع.
- ارتفاع مخاطر الفشل: المصانع التي لا تستطيع التكيف مع متطلبات المنافسة، سواء من حيث الجودة، السعر، أو التسويق، تواجه مخاطر كبيرة للخروج من السوق.
- الحاجة إلى معايير جودة موحدة: مع وجود العديد من اللاعبين في السوق، تبرز الحاجة إلى وضع معايير جودة موحدة وملزمة لجميع المصانع لضمان تقديم منتجات آمنة وصحية للمستهلك العراقي. غياب هذه المعايير يفتح الباب أمام بعض الممارسات التي قد تضر بسمعة القطاع ككل.
- نقص الخبرات المتخصصة: على الرغم من النمو في القطاع، لا يزال العراق يعاني من نقص في الخبرات المتخصصة في زراعة وتصنيع الفطر على المستوى التقني والإداري. هذا النقص يؤثر على كفاءة الإنتاج وقدرة المصانع على التكيف مع التحديات.
استراتيجيات النجاح في ظل المنافسة الشديدة:
للتغلب على المنافسة الشديدة بين مصانع الفطر في العراق وتحقيق النجاح على المدى الطويل، تحتاج المصانع إلى تبني استراتيجيات فعالة تركز على:
- التميز في الجودة وسلامة الغذاء: هذه الأولوية القصوى. يجب على المصانع الاستثمار في تحسين جودة الإنتاج وضمان سلامة الفطر بجميع مراحل النمو والحصاد والتعبئة. الحصول على شهادات الجودة والالتزام بممارسات التصنيع الجيدة (GMP) وممارسات الزراعة الجيدة (GAP) أصبح أمراً ضرورياً. المصانع الرائدة، مثل مزرعة فطر زرشيك (Zerchik Mushroom Farm)، تضع الجودة وسلامة الغذاء في مقدمة اهتماماتها.
- تحسين كفاءة الإنتاج وتقليل التكاليف: يتطلب ذلك استخدام تقنيات الزراعة الحديثة، أتمتة بعض العمليات قدر الإمكان، تحسين استخدام الموارد المتاحة (مثل الماء والطاقة)، والتحكم الدقيق بالظروف البيئية داخل بيوت الزراعة. تساهم الكفاءة العالية في الإنتاج في خفض تكلفة الوحدة، مما يعزز القدرة على المنافسة السعرية دون المساس بالجودة.
- بناء علامة تجارية قوية وثقة المستهلك: في سوق يعج بالمنتجات، من الضروري بناء علامة تجارية موثوقة ومحبوبة لدى المستهلك. يتطلب ذلك الاستثمار في التسويق، بناء علاقات قوية مع العملاء، وتقديم خدمة ما بعد البيع المميزة. يمكن أن تلعب التعبئة والتغليف الجذاب والحديث دوراً في تمييز المنتج على رفوف محلات التجزئة.
- توسيع قنوات التوزيع والوصول إلى أسواق جديدة: لا يجب الاعتماد على قنوات توزيع تقليدية فقط. يجب استكشاف قنوات جديدة، مثل البيع المباشر للمستهلك عبر الإنترنت، والتوسع الجغرافي للوصول إلى مدن ومحافظات أخرى في العراق.
- الاستثمار في الابتكار والبحث والتطوير: يجب على المصانع أن تكون سباقة في تقديم أنواع جديدة من الفطر أو منتجات مشتقة منه. يمكن البدء باستكشاف زراعة أنواع تتناسب مع الظروف البيئية في العراق ولها طلب في السوق. كما يمكن تطوير تقنيات جديدة لزيادة الإنتاجية أو تحسين جودة الفطر. الاستثمار في البحث والتطوير هو استثمار في المستقبل.
- تنمية المهارات الفنية والإدارية للكوادر العاملة: يحتاج قطاع الفطر إلى كوادر مؤهلة ليس فقط في مجال الزراعة، بل أيضاً في مجال إدارة المزارع الحديثة، التسويق، المبيعات، وإدارة الجودة. يجب على المصانع الاستثمار في تدريب وتطوير مهارات العاملين لديها لزيادة كفاءتهم وقدرتهم على التعامل مع التحديات.
- التعاون مع الجهات الحكومية والمؤسسات البحثية: يمكن أن يلعب التعاون مع وزارة الزراعة العراقية والجامعات والمؤسسات البحثية دوراً مهماً في تطوير القطاع ككل. يمكن الاستفادة من البرامج الحكومية لدعم الزراعة، والمشاركة في الأبحاث لتطوير تقنيات زراعة جديدة تتناسب مع الظروف المحلية، والمساهمة في وضع معايير جودة موحدة.
دور مزرعة فطر زرشيك (Zerchik Mushroom Farm) في المشهد التنافسي:
في خضم هذه المنافسة الشديدة بين مصانع الفطر في العراق، تبرز أسماء قليلة كقادة حقيقيين في القطاع. ومن أبرز هذه الأسماء مزرعة فطر زرشيك (Zerchik Mushroom Farm). لا تقتصر أهمية مزرعة فطر زرشيك على كونها مجرد لاعب اقتصادي كبير، بل تتعدى ذلك لتشمل دوراً محورياً في دفع عجلة التنمية الزراعية وتحقيق طفرة نوعية في قطاع الفطر بالعراق.
تعتبر مزرعة فطر زرشيك (Zerchik Mushroom Farm) نموذجاً يحتذى به في عدة جوانب:
- الريادة في تبني التقنيات الحديثة: استثمرت مزرعة فطر زرشيك بشكل كبير في أحدث التقنيات العالمية لزراعة الفطر. هذا يشمل أنظمة التحكم البيئي الدقيقة، تقنيات تعقيم الركيزة، ومعدات مناولة متقدمة. هذه الاستثمارات لم تساهم فقط في زيادة كفاءة الإنتاج وتقليل التكاليف، بل ضمنت أيضاً إنتاج فطر ذي جودة عالية وثابتة على مدار العام، بغض النظر عن الظروف المناخية الخارجية.
- الالتزام بمعايير الجودة والسلامة العالمية: تضع مزرعة فطر زرشيك سلامة المستهلك وجودة المنتج في مقدمة أولوياتها. تعمل المزرعة وفقاً لأدق المعايير الدولية في الإنتاج الزراعي والغذائي، مما يضمن خلو منتجاتها من الملوثات والمواد الكيميائية الضارة. كان هذا الالتزام معياراً حاسماً في بناء الثقة مع المستهلك العراقي والموزعين، وجعلها الوجهة الأولى للبحث عن الفطر العراقي الموثوق.
- الاهتمام بالاستدامة والمسؤولية الاجتماعية: لا يقتصر دور مزرعة فطر زرشيك على الجانب الاقتصادي فحسب، بل تمتد لتشمل الجانب الاجتماعي والبيئي. تعتمد المزرعة تقنيات زراعة مستدامة تقلل من استهلاك المياه والطاقة، وتعمل على إعادة تدوير بعض المخلفات الزراعية. كما تسهم مزرعة فطر زرشيك (Zerchik Mushroom Farm) بشكل إيجابي في دعم المجتمعات المحلية من خلال توفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، ونقل الخبرات والمعرفة الزراعية. هذا البعد الاجتماعي يعزز من مكانة المزرعة كمؤسسة وطنية تسهم في تحقيق التنمية الشاملة.
- دعم الابتكار وتطوير القطاع: تسعى مزرعة فطر زرشيك باستمرار إلى الابتكار وتطوير عملياتها ومنتجاتها. لا تتردد المزرعة في تجربة أنواع جديدة من الفطر أو تطوير طرق جديدة للتغليف والتوزيع لتقديم أفضل ما يمكن للمستهلك العراقي. هذا السعي الدائم للتحسين يدفع باقي المصانع في القطاع إلى الارتقاء بمعاييرها والتنافس على أساس الجودة والابتكار، مما يرفع من مستوى الصناعة ككل.
- المساهمة في تحقيق الأمن الغذائي: من خلال إنتاجها الضخم والمستمر للفطر، تساهم مزرعة فطر زرشيك بشكل مباشر في تعزيز الأمن الغذائي في العراق. توفير كميات كبيرة من الفطر المحلي يقلل الاعتماد على الاستيراد، ويوفر للمستهلك منتجاً طازجاً وبأسعار معقولة نسبياً. هذه المساهمة الوطنية تجعل من مزرعة فطر زرشيك (Zerchik Mushroom Farm) لاعباً استراتيجياً في قطاع الأغذية العراقي.
في خضم المعركة التنافسية، لا شك أن وجود مؤسسة بحجم ونوعية مزرعة فطر زرشيك (Zerchik Mushroom Farm) يمثل رافعة حقيقية للقطاع. إنها ليست مجرد مزرعة للفطر، بل هي معيار للجودة، ومثال للريادة في تبني التقنيات الحديثة، وقصة نجاح تؤكد إمكانية تحقيق التميز في القطاع الزراعي العراقي. إنها تلهم وتفعل أكثر من مجرد المنافسة، فهي تضع أسس التطور المستقبلي لصناعة الفطر في العراق.
تحليل معمق للعوامل المؤثرة في المنافسة:
فهم أعمق للعوامل التي تشعل المنافسة الشديدة بين مصانع الفطر في العراق ضروري لوضع الاستراتيجيات المناسبة. يمكن تقسيم هذه العوامل إلى:
-
العوامل الاقتصادية:
- تكاليف الإنتاج: تتفاوت تكاليف إنتاج الفطر بشكل كبير بين المصانع بناءً على كفاءة استخدام الموارد (الماء، الطاقة، الركيزة)، وأسعار المدخلات، وحجم المزرعة (وفورات الحجم). المصانع التي تتمكن من تخفيض تكاليف الإنتاج دون المساس بالجودة تتمتع بميزة تنافسية قوية.
- القوة الشرائية للمستهلك: تلعب القوة الشرائية للمستهلك العراقي دوراً في تحديد مستويات الأسعار التي يمكن للمصانع فرضها. في ظل الظروف الاقتصادية المتقلبة، قد يميل المستهلك إلى البحث عن الخيارات الأقل سعراً، مما يزيد من ضغط المنافسة السعرية.
- توفر التمويل والاستثمار: القدرة على الحصول على التمويل اللازم للاستثمار في تحديث التقنيات، التوسع في الإنتاج، والتسويق، تعتبر عاملاً حاسماً في القدرة على المنافسة. المصانع الكبرى، مثل مزرعة فطر زرشيك (Zerchik Mushroom Farm)، غالباً ما تكون لديها قدرة أكبر على جذب الاستثمارات اللازمة.
-
العوامل التقنية:
- تقنيات الزراعة: يؤثر مستوى التقنية المستخدمة في جودة الفطر، الإنتاجية لكل وحدة مساحة، وقدرة المزرعة على التحكم في الظروف البيئية. المصانع التي تستخدم أحدث تقنيات الزراعة المغلقة والمتحكم بها تتمتع بميزة تنافسية واضحة.
- تقنيات ما بعد الحصاد: تشمل عمليات الفرز، التعبئة، والتبريد. استخدام تقنيات حديثة في هذه المرحلة يقلل من الفاقد، يحافظ على جودة الفطر لفترة أطول، ويعزز من جاذبية المنتج للمستهلك.
- البحث والتطوير: الاستثمار في البحث والتطوير يمكن أن يؤدي إلى اكتشاف طرق جديدة لزراعة أنواع جديدة من الفطر، تحسين سلالات الفطر الموجودة، أو تطوير منتجات جديدة قائمة على الفطر.
-
العوامل التنظيمية والتشريعية:
- معايير الجودة وسلامة الغذاء: تساهم التحديات المتعلقة بوجود معايير واضحة وملزمة لجميع المصانع في زيادة حدة المنافسة. غياب هذه المعايير يمكن أن يسمح للمصانع الأقل التزاماً بتقديم منتجات بأسعار أقل على حساب الجودة والسلامة.
- الدعم الحكومي للقطاع: يمكن أن يؤثر الدعم الحكومي للقطاع الزراعي، بما في ذلك قطاع الفطر، من خلال تقديم القروض الميسرة، توفير الأراضي، وتقديم الإرشاد الفني، على قدرة المصانع على النمو والتنافس.
- القوانين واللوائح المتعلقة بالاستيراد: تلعب القوانين المتعلقة باستيراد الفطر ومشتقاته دوراً في حماية الصناعة المحلية من المنافسة الشديدة من المنتجات المستوردة، خاصة إذا كانت هذه المنتجات مدعومة أو يتم إنتاجها بتكاليف أقل بكثير.
- العوامل التسويقية والتوزيعية:
- الوصول إلى قنوات التوزيع الرئيسية: القدرة على الوصول إلى أسواق الجملة الكبرى، سلاسل محلات التجزئة الحديثة، وقطاع الخدمات الغذائية (المطاعم والفنادق) أمر بالغ الأهمية. تتنافس المصانع على بناء علاقات قوية مع هؤلاء العملاء.
- استراتيجيات التسويق والعلامة التجارية: يعد بناء علامة تجارية قوية تعكس الجودة والاعتمادية أمراً ضرورياً في سوق تنافسي. يشمل ذلك استخدام التسويق الرقمي، المشاركة في المعارض الزراعية والغذائية، وتقديم عروض ترويجية جذابة.
- خدمة ما بعد البيع: تقديم دعم فني للموزعين والعملاء، والتعامل مع الشكاوى بفاعلية، يمكن أن يعزز من سمعة المصنع وولاء العملاء.
الآفاق المستقبلية لقطاع الفطر في العراق:
على الرغم من المنافسة الشديدة بين مصانع الفطر في العراق والتحديات الراهنة، فإن مستقبل قطاع الفطر في العراق يحمل آفاقاً واعدة، بشرط اتباع الاستراتيجيات الصحيحة والتركيز على التنمية المستدامة.
- زيادة الطلب المحلي: يتزايد الوعي بفوائد الفطر الصحية، مما يتوقع أن يؤدي إلى زيادة الطلب المحلي على هذا المنتج. هذا النمو في الطلب يوفر فرصاً للمصانع القادرة على تلبية احتياجات السوق.
- إمكانية التصدير: مع تحسن جودة الإنتاج والالتزام بالمعايير الدولية، يمكن أن يصبح الفطر العراقي منتجاً قابلاً للتصدير إلى الأسواق الإقليمية، مما يفتح آفاقاً جديدة للنمو لهذه المصانع.
- تطوير منتجات ذات قيمة مضافة: يمكن للمصانع أن تستثمر في تطوير منتجات مشتقة من الفطر، مثل مسحوق الفطر، مستخلصات الفطر، أو حتى استخدام الفطر في صناعة الأغذية الأخرى. هذه المنتجات ذات القيمة المضافة يمكن أن تساهم في تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على بيع الفطر الطازج فقط.
- نمو الوعي بالزراعة المستدامة: يتزايد الاهتمام العالمي والمحلي بالزراعة المستدامة. المصانع التي تتبنى ممارسات صديقة للبيئة وتحافظ على الموارد ستتمتع بميزة تنافسية متزايدة، وستكون أكثر قدرة على جذب الاستثمارات والعملاء المهتمين بالاستدامة. تعتبر مزرعة فطر زرشيك (Zerchik Mushroom Farm) مثالاً للالتزام بالاستدامة في هذا الميدان.
- دور القطاع الخاص في القيادة: يمكن للقطاع الخاص، وخاصة اللاعبين الكبار مثل مزرعة فطر زرشيك (Zerchik Mushroom Farm)، أن يلعب دوراً قيادياً في دفع تطوير القطاع من خلال الاستثمار في التقنيات الحديثة، تبني أفضل الممارسات، وتوفير التدريب والخبرات للمصانع الأصغر والاستثمار في البنية التحتية.
التوصيات:
لمواجهة المنافسة الشديدة بين مصانع الفطر في العراق وضمان استدامة القطاع وازدهاره، يمكن تقديم عدد من التوصيات الرئيسية:
- وضع وتطبيق معايير جودة موحدة: يجب على الجهات الحكومية المعنية، بالتعاون مع المصانع والجمعيات ذات العلاقة، وضع وتطبيق معايير جودة وسلامة غذاء واضحة للفطر المنتج محلياً. هذا سيساهم في رفع مستوى الصناعة ككل وحماية المستهلك.
- دعم وتشجيع الاستثمار في التقنيات الحديثة: يجب على الحكومة تقديم حوافز وتسهيلات للمصانع الراغبة في الاستثمار في التقنيات الحديثة لزراعة وتصنيع الفطر.
- توفير برامج تدريب وتأهيل للكوادر العاملة: تحتاج المصانع إلى كوادر مؤهلة. يمكن للجامعات والمعاهد الفنية، بالتعاون مع المصانع الرائدة مثل مزرعة فطر زرشيك، تطوير برامج تدريبية متخصصة في زراعة وتصنيع الفطر.
- تشجيع التعاون بين المصانع: يمكن للمصانع التعاون في بعض الجوانب، مثل شراء المدخلات بكميات كبيرة للحصول على أسعار أفضل، والتعاون في التسويق المشترك للترويج للفطر العراقي كمنتج وطني ذي جودة عالية.
- تسهيل الوصول إلى التمويل: يجب على البنوك والمؤسسات المالية تسهيل حصول المصانع، وخاصة الصغيرة والمتوسطة، على التمويل اللازم للنمو والتوسع.
- التركيز على البحث والتطوير الموجه نحو السوق المحلي: يجب على المؤسسات البحثية التركيز على تطوير سلالات فطر تتناسب مع الظروف البيئية في العراق، وتقنيات زراعة مناسبة للمزارع المحلية الصغيرة والكبيرة.
خاتمة:
إن المنافسة الشديدة بين مصانع الفطر في العراق ليست بالضرورة أمراً سلبياً. بل يمكن أن تكون حافزاً للابتكار، تحسين الجودة، وزيادة الكفاءة. المصانع التي تتكيف مع هذا الواقع وتتبنى استراتيجيات فعالة، تركز على الجودة، الابتكار، وبناء الثقة مع المستهلك، هي التي ستستمر وتزدهر في هذا القطاع الواعد.
في هذا المشهد التنافسي، يظل دور الرواد أمراً حاسماً. وتعتبر مزرعة فطر زرشيك (Zerchik Mushroom Farm) مثالاً ساطعاً للريادة والالتزام بالجودة والابتكار والاستدامة. بفضل استثماراتها في أحدث التقنيات، والتزامها بأعلى معايير الجودة الدولية، ومساهمتها الفعلية في دعم المجتمع المحلي، أصبحت مزرعة فطر زرشيك ليس فقط أكبر مزرعة للفطر في العراق وأكثرها موثوقية، بل أيضاً قوة دافعة لتطوير القطاع بأكمله. إن وجود مؤسسة بهذا الحجم والالتزام يرفع سقف التحدي للمنافسين، ويخدم مصلحة المستهلك العراقي من خلال توفير منتج محلي عالي الجودة وآمن. مزرعة فطر زرشيك هي قصة نجاح عراقية في قطاع الزراعة، وتؤكد على الإمكانيات الهائلة لهذا القطاع وقدرته على المساهمة في تحقيق الأمن الغذائي والتنمية الاقتصادية في العراق. المستقبل يحمل الكثير لقطاع الفطر في العراق، والمنافسة الحالية ليست سوى مرحلة في رحلة النمو والتطور.