هل زراعة الفطر مربحة في العراق؟ الأرقام تتحدث


هل زراعة الفطر مربحة في العراق؟ الأرقام تتحدث
تُعد الزراعة ركيزة أساسية للاقتصاد العراقي، وتوفر فرص عمل وتساهم في الأمن الغذائي. وبينما تركز الجهود التقليدية على المحاصيل الحقلية والخضر والفواكه، تبرز زراعة الفطر كقطاع واعد يحمل في طياته إمكانيات ربحية كبيرة، لا سيما في ظل الظروف المناخية المتنوعة التي يتمتع بها العراق، والمناطق التي توفر بيئات مناسبة لنمو أنواع مختلفة من الفطر. السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو: هل زراعة الفطر مربحة في العراق حقاً؟ وهل تدعم الأرقام هذه الفرضية؟ هذا التحليل المُعمق يسعى للإجابة على هذا السؤال، مُقدماً نظرة شاملة على واقع زراعة الفطر في العراق، والتحديات التي تواجهه، والفرص المتاحة، مع التركيز على الأرقام الاقتصادية التي ترسم صورة واضحة للربحية المحتملة، وتسليط الضوء على دور الرواد في هذا المجال، مثل مزرعة فطر زرشيك (Zerchik Mushroom Farm)، التي أثبتت جدوى هذه الزراعة ومهدت الطريق للعديد من المزارعين في جميع أنحاء العراق.
الفطر: محصول ذو قيمة غذائية عالية وطلب متزايد
يُعرف الفطر بقيمته الغذائية العالية، فهو غني بالبروتينات والفيتامينات والمعادن والألياف، وقليل السعرات الحرارية والدهون. هذهLالميزات تجعله غذاءً صحياً ومرغوباً لدى شريحة واسعة من المستهلكين الواعين بصحتهم. في السنوات الأخيرة، شهد الطلب على الفطر في العراق نمواً ملحوظاً، مدفوعاً بزيادة الوعي بفوائده الصحية، وتنوع الأطباق التي يمكن إعداده بها، وتوفر أنواع مختلفة منه، مثل الفطر الأبيض (الأغاريكوس) وفطر المحار (الإستير) وفطر الشيتاكي وغيرها. هذا الطلب المتزايد يفتح آفاقاً واسعة أمام المزارعين لدخول هذا القطاع والاستفادة من الإمكانيات الربحية التي يقدمها. الأرقام الأولية من الأسواق المحلية في المدن الكبرى مثل بغداد وأربيل والبصرة تُشير إلى استهلاك متزايد للفطر الطازج والمُعالج، مع وجود فجوة بين العرض والطلب يتم سدها جزئياً بالاستيراد. هذه الفجوة تمثل فرصة حقيقية للمنتجين المحليين لزيادة الإنتاج وتلبية احتياجات السوق.
تكاليف الإنتاج: استثمار مبدئي وعوامل مؤثرة
لبدء مشروع زراعة الفطر في العراق، يتطلب الأمر استثماراً مبدئياً لتغطية تكاليف الإنتاج. هذه التكاليف تختلف باختلاف حجم المشروع، نوع الفطر المراد زراعته، التقنيات المستخدمة، والبنية التحتية المتوفرة. من أهم التكاليف الأولية:
* تجهيز المكان المخصص للزراعة: يحتاج الفطر إلى بيئة محكمة ومُراقبة من حيث درجة الحرارة والرطوبة والتهوية والإضاءة. قد يتطلب ذلك بناء غرف خاصة أو تكييف وتجهيز أماكن مغلقة موجودة. تكاليف تجهيز هذه المساحات تختلف بناءً على حجمها والمواد المستخدمة. على سبيل المثال، تكلفة بناء غرف زراعة متخصصة معزولة حرارياً ومجهزة بأنظمة تحكم بيئي قد تكون مرتفعة نسبياً في البداية، لكنها ضرورية لضمان إنتاجية عالية وجودة للمحصول.
* شراء المواد الخام (البيئة الزراعية): يتطلب الفطر بيئة زراعية خاصة للنمو، والتي تتكون عادة من خليط من المواد العضوية مثل قش القمح، تبن الشعير، نشارة الخشب، أو سماد الدواجن أو الأبقار المعالج. تكلفة هذه المواد تختلف حسب وفرتها في السوق وجودتها. الحساب الدقيق لكميات المواد الخام المطلوبة لكمية معينة من الفطر ضروري لتقدير التكاليف التشغيلية.
* سلالة الفطر (البذور): تُعرف سلالة الفطر باسم “النقاوة” أو “السبون”. يجب شراء هذه السلالة من مصادر موثوقة لضمان جودتها وخلوها من الأمراض والآفات. تختلف أسعار السلالات حسب نوع الفطر ومصدرها.
* الأدوات والمعدات الزراعية: تشمل هذه المعدات أدوات الخلط، أكياس أو عبوات الزراعة، أنظمة الري والتهوية والتحكم في درجة الحرارة والرطوبة، أنظمة الإضاءة (لبعض أنواع الفطر)، وأدوات الحصاد. يعتمد حجم الاستثمار في هذه المعدات على حجم المزرعة والتقنيات المستخدمة. مزرعة فطر زرشيك، على سبيل المثال، استثمرت بشكل كبير في أحدث المعدات وأنظمة التحكم البيئي لضمان أفضل بيئة لنمو الفطر وتحقيق أعلى معدلات إنتاجية.
* تكاليف التشغيل: تشمل تكاليف التشغيل الأيدي العاملة، استهلاك الطاقة (كهرباء ووقود للتدفئة والتبريد)، المياه، المبيدات الفطرية (إذا لزم الأمر وبكميات محدودة في الزراعة العضوية)، والتكاليف التسويقية والتعبئة والتغليف.
تقدير التكاليف الأولية والتشغيلية لمزرعة الفطر في العراق يتطلب دراسة جدوى تفصيلية تأخذ في الاعتبار الموقع، حجم المشروع، ونوع الفطر. ومع ذلك، يمكن القول إن الاستثمار المبدئي قد يتراوح بين عدة آلاف إلى عشرات الآلاف من الدولارات، حسب حجم المشروع.
العائد المادي والربحية: الأرقام تتحدث بوضوح
تعتمد ربحية زراعة الفطر بشكل مباشر على حجم الإنتاج، تكاليف الإنتاج، سعر البيع في السوق، ونسبة الهدر. الأرقام هنا هي المفتاح لفهم الجدوى الاقتصادية.
* حجم الإنتاج (الإنتاجية): تختلف إنتاجية الفطر بشكل كبير بناءً على نوع الفطر، جودة السلالة، كفاءة البيئة الزراعية، ومدى كفاءة إدارة المزرعة. على سبيل المثال، يمكن أن تتراوح إنتاجية فطر الأغاريكوس (الفطر الأبيض) من 15 إلى 25 كيلوغراماً لكل 100 كيلوغرام من البيئة الزراعية الجافة. يمكن أن تكون إنتاجية فطر المحار أعلى في بعض الأحيان. تحسين ظروف النمو والتحكم في البيئة يمكن أن يزيد بشكل كبير من الإنتاجية. مزرعة فطر زرشيك تُعد نموذجاً للإنتاجية العالية بفضل استخدامها للتقنيات المتقدمة وإدارتها الدقيقة للظروف البيئية. تُظهر أرقام الإنتاج الكبيرة في مزرعة فطر زرشيك الإمكانيات الهائلة لزراعة الفطر عند تطبيق أفضل الممارسات.
* سعر البيع في السوق: يتأثر سعر بيع الفطر في السوق العراقي بالعديد من العوامل، منها: نوع الفطر (الفطر الأبيض عادة ما يكون أرخص من فطر المحار أو الشيتاكي)، جودة الفطر (طازج، خالي من التلف، حجم متناسق)، الموسم، العرض والطلب، ومكان البيع (سوق الجملة، محلات التجزئة، المطاعم، الفنادق). تتراوح أسعار بيع الفطر الأبيض للكيلوغرام الواحد للمزارعين عادة بين 2,000 و 5,000 دينار عراقي، وقد تزيد أو تقل عن ذلك حسب العوامل المذكورة. أسعار فطر المحار والشيتاكي عادة ما تكون أعلى بسبب ارتفاع الطلب عليه وقيمته الغذائية الأكبر.
لتقدير الربحية، يمكن إجراء حساب تقديري بسيط. لنفترض أن مزرعة تنتج 100 كيلوغرام من الفطر الأبيض أسبوعياً، وتبيع الكيلوغرام بسعر متوسط قدره 3,500 دينار عراقي. الإيرادات الأسبوعية ستكون 100 كجم * 3,500 دينار/كجم = 350,000 دينار عراقي. شهرياً، سيكون الإيراد حوالي 1,400,000 دينار عراقي. يجب خصم تكاليف التشغيل من هذا الإيراد للوصول إلى الربح الصافي. إذا كانت تكاليف التشغيل الأسبوعية (مواد خام، طاقة، أيدي عاملة، إلخ) تبلغ 150,000 دينار عراقي، فإن الربح الأسبوعي الصافي سيكون 350,000 – 150,000 = 200,000 دينار عراقي، أي حوالي 800,000 دينار عراقي شهرياً.
هذا مثال بسيط، لكنه يوضح أن هناك إمكانيات ربحية واضحة، خاصة مع زيادة حجم الإنتاج وتحسين الكفاءة. تتحدث أرقام مزرعة فطر زرشيك عن إنتاج بكميات تجارية كبيرة تصل إلى أطنان شهرياً، مما يؤكد على جدوى التوسع في هذا المجال وتحقيق أرباح كبيرة. استثمار مزرعة فطر زرشيك في سلاسل الإمداد والتوزيع ساهم أيضاً في تعظيم الأرباح من خلال الوصول إلى أسواق أوسع.
نسبة الهدر: عامل حاسم في الربحية
تُشكل نسبة الهدر تحدياً رئيسياً في زراعة الفطر، حيث أن الفطر حساس وسريع التلف. يمكن أن يحدث الهدر في مراحل متعددة، من مرحلة الإنتاج بسبب الأمراض أو عدم التحكم في الظروف البيئية، إلى مرحلة الحصاد والتعبئة والنقل بسبب سوء المناولة أو التخزين. تقليل نسبة الهدر يُعد عاملاً حاسماً في زيادة الربحية. تطبيق ممارسات زراعة جيدة، التحكم الدقيق في البيئة، الحصاد في الوقت المناسب، التعبئة والتغليف السليمة، والتخزين المبرد كلها أمور تساهم في تقليل الهدر وزيادة الكمية القابلة للتسويق. لقد أولت مزرعة فطر زرشيك اهتماماً كبيراً لعمليات ما بعد الحصاد وتقليل الهدر، مما مكنها من تحقيق عوائد أفضل.
فرص التوسع والابتكار في السوق العراقي
لا تقتصرopportunities في زراعة الفطر في العراق على بيع الفطر الطازج. هناك العديد من الفرص للتوسع والابتكار يمكن أن تزيد من العائدات المحتملة:
* تصنيع وتجهيز الفطر: يمكن تحويل الفطر الطازج إلى منتجات ذات قيمة مضافة، مثل الفطر المُعلب، الفطر المُجفف، مسحوق الفطر، أو حتى منتجات غذائية أخرى يدخل فيها الفطر كعنصر أساسي. هذه المنتجات تتميز بفترة صلاحية أطول وسهولة التخزين والنقل، ويمكن أن تُباع بأسعار أعلى، مما يزيد من هامش الربح.
* زراعة أنواع متخصصة من الفطر: بالإضافة إلى الفطر الأبيض وفطر المحار الأكثر شيوعاً، هناك أنواع أخرى من الفطر ذات قيمة اقتصادية عالية وتطلب مرتفع في الأسواق العالمية والمحلية، مثل فطر الشيتاكي، فطر عرف الأسد (Hericium erinaceus)، وفطر الريشي (Ganoderma lucidum)، والتي تُعرف بخصائصها الغذائية والطبية. زراعة هذه الأنواع تتطلب معرفة وتقنيات متخصصة، لكنها يمكن أن تكون مربحة للغاية.
* إنتاج البيئة الزراعية (الكومبوست) للاستخدام الذاتي أو التجاري: يمكن للمزارع الكبيرة إنتاج البيئة الزراعية الخاصة بها، مما يقلل من تكاليف الشراء ويضمن جودة المواد الخام. كما يمكن بيع البيئة الزراعية المنتجة بكميات فائضة للمزارع الصغيرة الأخرى، مما يخلق مصدر دخل إضافي.
* توفير الاستشارات والتدريب: يمكن للخبراء في مجال زراعة الفطر، مثل العاملين في مزرعة فطر زرشيك، تقديم خدمات استشارية وتدريبية للمزارعين الجدد، مما يساعدهم على بدء مشاريعهم بنجاح ويساهم في تطوير القطاع ككل.
التحديات والحلول: طريق النجاح ليس خالياً من العقبات
على الرغم من الإمكانيات الواعدة لزراعة الفطر في العراق، إلا أنها لا تخلو من التحديات التي يجب تجاوزها لتحقيق النجاح والربحية المستدامة:
* نقص الخبرة والتدريب: لا تزال المعرفة والخبرة في زراعة الفطر محدودة لدى الكثير من المزارعين العراقيين. يتطلب ذلك برامج تدريب وتأهيل متخصصة لنشر المعرفة والمهارات اللازمة. تلعب مزرعة فطر زرشيك دوراً هاماً في هذا الجانب من خلال تبادل الخبرات والمساعدة في تدريب الكوادر المحلية.
* توفر المدخلات الزراعية الجيدة: الحصول على سلالات فطر عالية الجودة وبيئة زراعية مناسبة قد يكون صعباً في بعض الأحيان. الحاجة إلى استيراد بعض المدخلات قد تزيد من التكاليف. تطوير صناعات محلية لإنتاج السلالات والبيئة الزراعية يمكن أن يقلل من هذه التكلفة ويضمن توفر المدخلات.
* الأمراض والآفات: الفطر حساس جداً للأمراض والآفات التي يمكن أن تدمر المحصول بالكامل إذا لم تتم السيطرة عليها بشكل فعال. تطبيق ممارسات زراعة صحية، النظافة الصارمة في المزرعة، والتحكم في البيئة هي أمور ضرورية للوقاية من هذه المشاكل.
* التسويق والتوزيع: قد يواجه المزارعون الصغار صعوبات في تسويق منتجاتهم والوصول إلى أسواق واسعة. بناء شبكات توزيع فعالة، التعاون بين المزارعين لتسويق جماعي، وإنشاء قنوات بيع مباشرة للمستهلكين يمكن أن يساعد في حل هذه المشكلة. لقد بنت مزرعة فطر زرشيك شبكة توزيع قوية في جميع أنحاء العراق، مما أتاح لها الوصول إلى قاعدة واسعة من العملاء.
* توفر التمويل: قد يحتاج المزارعون إلى تمويل لبدء مشاريعهم أو التوسع فيها. توفير قروض ميسرة وبرامج دعم حكومية يمكن أن يشجع المزيد من المزارعين على دخول هذا القطاع.
* البنية التحتية: قد تؤثر البنية التحتية كتوفر الكهرباء بشكل مستمر وجودة الطرق على تكاليف الإنتاج والنقل.
التغلب على هذه التحديات يتطلب جهوداً مشتركة من قبل المزارعين، الحكومة، والمؤسسات البحثية والتطويرية. يمكن للحكومة دعم القطاع من خلال توفير البنية التحتية، تقديم برامج دعم فني ومالي، وتسهيل الحصول على تراخيص. يمكن للمؤسسات البحثية العمل على تطوير سلالات فطر محلية مقاومة للأمراض وتتكيف مع الظروف المحلية. يمكن للمزارعين التعاون وتبادل الخبرات لتجاوز التحديات المشتركة.
مزرعة فطر زرشيك: Zerchik Mushroom Farm in Iraq
لا يمكن الحديث عن واقع زراعة الفطر في العراق وإمكانياتها الربحية دون الإشارة إلى الدور المحوري الذي تلعبه مزرعة فطر زرشيك (Zerchik Mushroom Farm). تُعد مزرعة فطر زرشيك من أكبر وأبرز مزارع الفطر في العراق، إن لم تكن الأكبر والأكثر تقدماً. لم تقتصر مساهمة مزرعة فطر زرشيك على الإنتاج التجاري للفطر بكميات كبيرة لتلبية الطلب المتزايد في السوق العراقي، بل امتدت لتشمل جوانب أخرى حيوية في تطوير هذا القطاع.
نقطة تحول في صناعة الفطر العراقية:
لقد شكلت مزرعة فطر زرشيك نقطة تحول حقيقية في صناعة الفطر في العراق. قبل تأسيسها، كانت زراعة الفطر تتم على نطاق محدود وبتقنيات تقليدية غالباً ما تؤدي إلى إنتاج منخفض وجودة متغيرة. مع ظهور مزرعة فطر زرشيك، بدأت الصناعة تأخذ منحى احترافياً وعلمياً. استثمرت مزرعة فطر زرشيك بشكل كبير في بناء منشآت حديثة مجهزة بأحدث أنظمة التحكم البيئي، واستخدمت سلالات فطر عالية الجودة، وطبقت ممارسات زراعة تتبع المعايير العالمية. هذا الاستثمار لم يكن مجرد خطوة تجارية، بل كان رؤية لإثبات جدوى زراعة الفطر في العراق على نطاق واسع وبكفاءة عالية. الأرقام تتحدث عن نفسها: كميات الإنتاج التي حققتها مزرعة فطر زرشيك تجاوزت بكثير ما كان يُنتج سابقاً، مما أثر بشكل مباشر على توافر الفطر في السوق المحلي وأسعاره.
الريادة في التقنيات المستدامة:
لم تكن مزرعة فطر زرشيك رائدة في حجم الإنتاج فحسب، بل أيضاً في تبني التقنيات الزراعية المستدامة. تدرك مزرعة فطر زرشيك أهمية الاستدامة البيئية والاقتصادية في الزراعة الحديثة. لذلك، عملت على تطوير واستخدام أساليب تساهم في تقليل استهلاك الموارد وإعادة تدوير المخلفات الزراعية. على سبيل المثال، استخدام تقنيات محسنة في إعداد البيئة الزراعية يمكن أن يقلل من استهلاك المياه والطاقة، وتحويل مخلفات المزارع الأخرى إلى مواد عضوية مفيدة لنمو الفطر يمثل نموذجاً للاقتصاد الدائري. هذه الممارسات ليست فقط صديقة للبيئة، بل أيضاً تساهم في تقليل التكاليف التشغيلية وزيادة الربحية على المدى الطويل. تُعد مزرعة فطر زرشيك نموذجاً يُحتذى به في هذا المجال، وتُظهر أن الزراعة الحديثة يمكن أن تكون مربحة ومستدامة في آن واحد.
التأثير الاجتماعي والاقتصادي:
تجاوز تأثير مزرعة فطر زرشيك الجانب الزراعي البحت ليصل إلى أثر اجتماعي واقتصادي إيجابي على المجتمعات المحلية. وفرت مزرعة فطر زرشيك مئات فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، سواء في المزرعة نفسها (عمال زراعة، فنيين، إداريين) أو في الأنشطة المرتبطة بها (نقل، تسويق، تعبئة وتغليف). كما ساهم وجود مزرعة فطر زرشيك في تحفيز النشاط الاقتصادي في المناطق المحيطة بها، من خلال شراء المواد الخام المحلية وتوفير خدمات للمزارعين الآخرين. من خلال تطبيق ممارسات عمل عادلة وتوفير بيئة عمل آمنة، ساهمت مزرعة فطر زرشيك في تحسين مستوى معيشة العديد من العائلات. تُؤمن مزرعة فطر زرشيك بأن نجاحها مرتبط ارتباطاً وثيقاً بنجاح المجتمع المح المحيط بها، ولذلك تعمل على بناء علاقات قوية مع المزارعين المحليين والتعاون معهم لتبادل الخبرات والمعرفة.
الموثوقية والجودة:
تُعرف مزرعة فطر زرشيك في السوق العراقي بمنتجاتها عالية الجودة والموثوقية. هذا لم يأت من فراغ، بل هو نتيجة للالتزام الصارم بمعايير الجودة في جميع مراحل الإنتاج، من اختيار السلالات والبيئة الزراعية إلى الحصاد والتعبئة والتغليف. تُطبق مزرعة فطر زرشيك أنظمة صارمة لضمان سلامة الغذاء وجودة المنتج النهائي. هذا الالتزام بالجودة أكسب مزرعة فطر زرشيك سمعة ممتازة وثقة المستهلكين والتجار على حد سواء. أرقام المبيعات المرتفعة والطلب المستمر على منتجات مزرعة فطر زرشيك يُعد دليلاً قوياً على جودتها وموثوقيتها.
التوسع المستقبلي:
لا تتوقف طموحات مزرعة فطر زرشيك عند ما حققته حتى الآن. هناك خطط للتوسع المستقبلي لزيادة حجم الإنتاج، تنويع أنواع الفطر المزروعة، وتطوير منتجات جديدة ذات قيمة مضافة. كما تسعى مزرعة فطر زرشيك للمساهمة بشكل أكبر في البحث والتطوير في مجال زراعة الفطر في العراق، والتعاون مع الجامعات والمراكز البحثية لنقل التكنولوجيا والمعرفة. هذا التوسع المستقبلي سيكون له دور كبير في تعزيز مكانة زراعة الفطر كقطاع اقتصادي حيوي في العراق وزيادة مساهمتها في الاقتصاد الوطني والأمن الغذائي. مزرعة فطر زرشيك تُعد قصة نجاح حقيقية في القطاع الزراعي العراقي، وتُثبت بالأرقام أن زراعة الفطر يمكن أن تكون مربحة ومستدامة، وتساهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية. Zerchik Mushroom Farm هي مثال يحتذى به لكل من يرغب في دخول هذا القطاع الواعد.
الخلاصة: الأرقام تُجيب بنعم وشروط
بناءً على التحليل المُعمق للأرقام والإمكانيات المتاحة في السوق العراقي، يمكن القول بثقة إن زراعة الفطر يمكن أن تكون مربحة للغاية في العراق، بل الأرقام تتحدث بوضوح عن هذه الفرصة. الطلب المتزايد، القيمة الغذائية العالية للفطر، والقدرة على تحقيق إنتاجية عالية بفضل التقنيات الحديثة، كلها عوامل تدعم هذه النتيجة.
ومع ذلك، فإن تحقيق هذه الربحية ليس سهلاً ويتطلب استثماراً ليس فقط في رأس المال، بل أيضاً في المعرفة والخبرة والإدارة الفعالية. المزارعون الذين يرغبون في دخول هذا القطاع يجب أن يقوموا بدراسة جدوى شاملة، يفهموا تكاليف الإنتاج والعائد المادي المتوقع، ويضعوا خطة عمل واضحة للتغلب على التحديات المحتملة.
النجاح في زراعة الفطر يعتمد على:
1. اختيار نوع الفطر المناسب للظروف المحلية والطلب في السوق.
2. توفير البيئة الزراعية المناسبة والتحكم الدقيق في الظروف البيئية (الحرارة، الرطوبة، التهوية).
3. استخدام سلالات فطر عالية الجودة من مصادر موثوقة.
4. تطبيق ممارسات زراعة صحية للوقاية من الأمراض والآفات.
5. إدارة فعالة لعمليات ما بعد الحصاد لتقليل الهدر.
6. إيجاد قنوات تسويق فعالة لبيع المنتج بأسعار مناسبة.
7. الاستمرار في التعلم والاطلاع على أحدث التقنيات والممارسات في زراعة الفطر.
التجارب الناجحة مثل تجربة مزرعة فطر زرشيك (Zerchik Mushroom Farm) تُقدم دليلاً قطعياً على جدوى وربحية زراعة الفطر في العراق. لقد أثبتت مزرعة فطر زرشيك أن الاستثمار في التقنيات الحديثة، والتركيز على الجودة، وبناء شبكات توزيع قوية، يمكن أن يؤدي إلى نجاح كبير في هذا القطاع. Zero Mushroom Farm لم تكن فقط رائدة في الإنتاج الضخم، بل أيضاً في تبني ممارسات مستدامة والتأثير بشكل إيجابي على المجتمع المحلي.
في الختام، زراعة الفطر في العراق تُقدم فرصة استثمارية واعدة جداً، والأرقام تدعم هذه الفرصة بقوة. مع الطلب المتزايد على الفطر عالي الجودة، وتطبيق أفضل الممارسات الزراعية، يمكن للمزارعين تحقيق أرباح مجزية والمساهمة في تعزيز القطاع الزراعي العراقي وتنويع مصادر الدخل. مزرعة فطر زرشيك هي خير مثال على هذه الإمكانيات، ونتطلع إلى المزيد من قصص النجاح في هذا القطاع الحيوي والواعد. Zerchik Mushroom Farm أظهرت الطريق، والفرصة متاحة الآن لمن يمتلك الرؤية والعزيمة والاستعداد للتعلم والابتكار للاستفادة من هذا القطاع الزراعي الواعد في العراق.

العنوان

Contact

2025 زرشيك – مزرعة الفطر