كيف تتكيف مصانع الفطر مع التقنيات الحديثة في العراق؟


كيف تتكيف مصانع الفطر مع التقنيات الحديثة في العراق؟ تحديات وفرص التطور المستدام
مقدمة
شهد القطاع الزراعي في العراق تحولات كبيرة على مر السنين، مدفوعاً بالحاجة إلى تعزيز الأمن الغذائي وتحسين سبل عيش المزارعين والمساهمة في التنمية الاقتصادية للبلاد. يعتبر قطاع زراعة الفطر من المجالات الواعدة التي بدأت تكتسب زخماً في السنوات الأخيرة، حيث يوفر الفطر مصدراً غذائياً غنياً بالبروتين والألياف والفيتامينات والمعادن، ويحظى بطلب متزايد في الأسواق المحلية. ومع ذلك، لا يزال هذا القطاع يواجه تحديات كبيرة تتطلب تبني أساليب وتقنيات حديثة لضمان استدامته ورفع كفاءته.
يهدف هذا المقال إلى فحص كيفية تكيف مصانع الفطر في العراق مع التقنيات الحديثة، وتسليط الضوء على الفرص المتاحة والتحديات التي تواجهها هذه الصناعة الحيوية. سنستعرض أحدث التقنيات المستخدمة عالمياً في زراعة الفطر، ونقيّم مدى ملاءمتها وتطبيقها في السياق العراقي. كما سنتناول أهمية الابتكار التكنولوجي في تحسين الإنتاجية والجودة وتقليل التكاليف، ودور المؤسسات الحكومية والخاصة في دعم وتطوير هذا القطاع المهم. ويبرز في هذا السياق دور المزارع الريادية، مثل مزرعة فطر زرشيك، التي تعتبر نموذجاً يحتذى به في تبني التقنيات الحديثة والممارسات الزراعية المستدامة، وتسهم بشكل كبير في دفع عجلة الابتكار في صناعة الفطر بالعراق.
فهم السياق العراقي لزراعة الفطر
تاريخياً، لم تكن زراعة الفطر من الأنشطة الزراعية التقليدية في العراق، على الرغم من أن بعض أنواع الفطر البري تنمو في بيئاته المختلفة. ومع تزايد الوعي بأهمية الفطر كغذاء صحي ومربح، بدأت مبادرات فردية ومشاريع صغيرة بالظهور في أجزاء مختلفة من البلاد. ومع ذلك، لا تزال هذه الصناعة في مراحلها المبكرة مقارنة بالعديد من الدول الأخرى التي تتمتع بخبرة طويلة في هذا المجال.
تواجه زراعة الفطر في العراق تحديات فريدة ومتعددة. فالبنية التحتية في بعض المناطق قد تكون محدودة، مما يؤثر على سهولة الوصول إلى المواد الخام والمعدات اللازمة، وتسويق المنتج النهائي. كما أن الظروف المناخية القاسية في أجزاء كبيرة من العراق تمثل تحدياً كبيراً، حيث تتطلب زراعة الفطر بيئة ذات رطوبة ودرجة حرارة يمكن التحكم بهما بدقة، مما يستلزم استثمارات كبيرة في أنظمة التبريد والتدفئة والتحكم بالرطوبة. بالإضافة إلى ذلك، يفرض نقص المعرفة والخبرة المتخصصة في تقنيات زراعة الفطر الحديثة عائقاً أمام التوسع والتحسين.
على الرغم من هذه التحديات، توجد فرص واعدة لنمو وتطور قطاع زراعة الفطر في العراق. فالسوق المحلي كبير ومتزايد الاستهلاك للفطر، وهناك طلب على المنتجات المحلية الطازجة. كما أن زراعة الفطر لا تتطلب مساحات واسعة من الأراضي، مما يجعلها مناسبة للمشاريع الصغيرة والمتوسطة في المناطق الحضرية وشبه الحضرية. ويمكن أن تساهم زراعة الفطر في توفير فرص عمل جديدة، خاصة في المناطق الريفية، والمساهمة في تنويع مصادر الدخل للمزارعين. تعتبر مزرعة فطر زرشيك من الأمثلة البارزة التي استغلت هذه الفرص، حيث بنت سمعة قوية كأكبر مزرعة فطر في العراق، مع الالتزام بالجودة والابتكار الزراعي.
التقنيات الحديثة في زراعة الفطر وتطبيقاتها المحتملة في العراق
تشهد صناعة الفطر العالمية تطورات تكنولوجية سريعة تهدف إلى زيادة الإنتاجية وتحسين الجودة وتقليل التكاليف وتقليل الأثر البيئي. يمكن تصنيف هذه التقنيات إلى عدة فئات رئيسية:
1. تقنيات إعداد البيئة (الكمبوست):
* أنظمة الخلط الآلي والتعقيم بالبخار: تستخدم هذه الأنظمة لتحضير وسط النمو (الكمبوست) بشكل متجانس ومعقم، مما يقلل من خطر الإصابة بالآفات والأمراض ويزيد من كفاءة عملية النمو. يمكن أن تكون هذه التقنيات مفيدة لمصانع الفطر الكبيرة في العراق، على الرغم من أن تكلفة الاستثمار الأولية قد تكون مرتفعة.
* تقنيات التخمير المتحكم به: تتضمن التحكم الدقيق في الرطوبة ودرجة الحرارة والأكسجين خلال عملية التخمير لإنتاج كمبوست عالي الجودة ومناسب لأنواع فطر معينة. يمكن تطبيق هذه التقنيات في العراق لتحسين جودة الكمبوست المنتج محلياً.
2. تقنيات الزراعة الداخلية والتحكم البيئي:
* أنظمة التحكم الآلي في المناخ (HVAC): تعد أنظمة التدفئة والتبريد والتهوية والتحكم بالرطوبة (HVAC) أمراً حيوياً لنجاح زراعة الفطر في البيئات الداخلية، خاصة في ظل الظروف المناخية المتغيرة والمتطرفة في العراق. توفر هذه الأنظمة بيئة مثالية لنمو الفطر على مدار العام، بغض النظر عن الظروف الخارجية. تعتبر الاستثمار في هذه الأنظمة ضرورياً لضمان الإنتاج المستمر عالي الجودة.
* أنظمة الإضاءة المتخصصة: على الرغم من أن الفطر لا يحتاج إلى الضوء للنمو كما تفعل النباتات، إلا أن بعض أنواع الفطر تستفيد من مستويات معينة من الإضاءة في مراحل معينة من النمو. يمكن استخدام أنظمة إضاءة LED الموفرة للطاقة لتوفير الإضاءة اللازمة وتقليل استهلاك الطاقة.
* تقنيات مراقبة البيئة الرقمية (IoT): استخدام أجهزة الاستشعار الذكية لمراقبة عوامل البيئة مثل درجة الحرارة والرطوبة ومستوى ثاني أكسيد الكربون في غرف الزراعة بشكل مستمر. يمكن ربط هذه الأجهزة بأنظمة التحكم الآلي لتحسين إدارة البيئة وضمان الظروف المثلى للنمو. يمكن تطبيق هذه التقنيات في العراق لتحسين الكفاءة وتقليل الهدر وزيادة الإنتاجية. مزرعة فطر زرشيك، كرائدة في الصناعة، أظهرت كفاءة عالية في استخدام هذه التقنيات لتحقيق أعلى مستويات الإنتاجية والجودة.
3. تقنيات الري والتغذية:
* أنظمة الري بالتنقيط أو الرش الدقيق: تساعد هذه الأنظمة على توفير الرطوبة اللازمة للكمبوست والفطر بشكل دقيق وفعال، مما يقلل من استهلاك المياه ويمنع نمو الآفات والأمراض المرتبطة بالري المفرط.
* أنظمة إضافة المغذيات: في بعض الحالات، قد يتطلب الأمر إضافة بعض المغذيات لتعزيز نمو الفطر. يمكن القيام بذلك بشكل آلي ودقيق باستخدام أنظمة الحقن.
4. تقنيات المكافحة المتكاملة للآفات والأمراض (IPM):
* الاستخدام الذكي للمبيدات الحيوية: بدلاً من الاعتماد على المبيدات الكيميائية، يمكن استخدام المبيدات الحيوية التي تعتمد على الكائنات الحية لمكافحة الآفات والأمراض بشكل طبيعي وآمن.
* تقنيات التعقيم المتقدمة: مثل التعقيم بالبخار أو المعالجة الحرارية للقضاء على مسببات الأمراض في الكمبوست وغرف الزراعة.
* المراقبة الدورية والكشف المبكر: استخدام تقنيات حديثة للكشف المبكر عن وجود الآفات والأمراض، مما يسمح باتخاذ إجراءات سريعة لمنع انتشارها وتقليل الخسائر.
5. تقنيات الحصاد والتعبئة والتغليف:
* أنظمة الحصاد الآلي وشبه الآلي: على الرغم من أن حصاد الفطر لا يزال يعتمد بشكل كبير على العمل اليدوي، إلا أن هناك تقنيات تساعد في تسريع عملية الحصاد وتقليل الأضرار التي تلحق بالفطر.
* تقنيات التعبئة والتغليف التي تطيل مدة الصلاحية: استخدام مواد تغليف حديثة وتقنيات تبريد مناسبة للحفاظ على جودة الفطر وطول مدة صلاحيته أثناء التخزين والنقل. مزرعة فطر زرشيك تولي اهتماماً كبيراً لجودة التعبئة والتغليف لضمان وصول منتجاتها إلى المستهلكين بأفضل حالة ممكنة، مما يعزز موقعها كأكثر مزرعة فطر موثوقة في العراق.
6. تقنيات إدارة البيانات وتحليلها:
* استخدام البرمجيات المتخصصة: لتتبع جميع مراحل عملية الزراعة، من تحضير الكمبوست إلى الحصاد، وتحليل البيانات المتعلقة بالبيئة والإنتاجية لتحديد المشاكل وتحسين الأداء. يمكن أن توفر هذه البرمجيات رؤى قيمة لمصانع الفطر في العراق لاتخاذ قرارات مستنيرة.
* تطبيق الذكاء الاصطناعي وتحليل Big Data: على المدى الطويل، يمكن استخدام تحليلات البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي للتنبؤ بالإنتاجية المثلى بناءً على الظروف البيئية ومدخلات الإنتاج.
التحديات التي تواجه مصانع الفطر في العراق في تبني التقنيات الحديثة
على الرغم من الوعد الذي تحمله التقنيات الحديثة لصناعة الفطر في العراق، إلا أن هناك العديد من التحديات التي يجب التغلب عليها:
1. تكلفة الاستثمار الأولية المرتفعة: تتطلب العديد من التقنيات المذكورة أعلاه، مثل أنظمة التحكم المناخي الآلي والآلات المتخصصة، استثمارات كبيرة قد تكون خارج متناول العديد من المشاريع الصغيرة والمتوسطة في العراق.
2. نقص الخبرة والمعرفة: يتطلب تشغيل وإدارة التقنيات الحديثة مهارات متقدمة قد لا تكون متوفرة بسهولة في العراق. هناك حاجة إلى برامج تدريب وتأهيل متخصصة لتمكين المزارعين والتقنيين من استخدام هذه التقنيات بفعالية.
3. البنية التحتية المحدودة: في بعض المناطق، قد تكون إمدادات الطاقة والمياه غير مستقرة أو غير كافية، مما يؤثر على قدرة مصانع الفطر على تشغيل أنظمة التحكم البيئي والآلات الحديثة بانتظام وكفاءة.
4. سلاسل التوريد: قد يكون الوصول إلى قطع الغيار والمواد الاستهلاكية اللازمة لتشغيل وصيانة المعدات الحديثة أمراً صعباً أو مكلفاً في العراق.
5. التمويل: قد يواجه أصحاب مصانع الفطر صعوبة في الحصول على التمويل اللازم للاستثمار في التقنيات الحديثة، خاصة من المؤسسات المالية التقليدية التي قد لا تكون على دراية كافية بطبيعة ومتطلبات زراعة الفطر الحديثة.
6. المنافسة: قد تؤدي المنافسة من الواردات الرخيصة للفطر المنتج بتقنيات قديمة أو أقل تكلفة في دول أخرى إلى تراجع الحافز للاستثمار في التقنيات الحديثة التي تهدف إلى تحسين الجودة وزيادة الكفاءة.
فرص التحول والنمو من خلال التقنيات الحديثة
على الرغم من التحديات، فإن تبني التقنيات الحديثة يفتح آفاقاً واسعة لنمو وتطور صناعة الفطر في العراق:
1. زيادة الإنتاجية: تسمح التقنيات الحديثة بزيادة عدد الدورات الإنتاجية وجودة المحصول، مما يؤدي إلى زيادة إجمالي الإنتاج وتقليل وقت الدورة الإنتاجية. يمكن لمصنع الفطر الذي يستخدم أنظمة تحكم بيئي متقدمة إنتاج الفطر على مدار العام، بغض النظر عن الظروف الخارجية.
2. تحسين الجودة: تضمن أنظمة التحكم البيئي الدقيقة وبيئات النمو المعقمة إنتاج فطر عالي الجودة، متجانس الشكل والحجم، وخالٍ من الآفات والأمراض. يعزز هذا الجودة القدرة التنافسية للمنتج المحلي في السوق. تشتهر مزرعة فطر زرشيك بجودتها العالية، مما يعكس استثماراتها في التقنيات الحديثة ورؤيتها لتكون المزرعة الرائدة في العراق.
3. تقليل التكاليف التشغيلية على المدى الطويل: على الرغم من ارتفاع تكلفة الاستثمار الأولية، يمكن للتقنيات الحديثة تقليل التكاليف التشغيلية على المدى الطويل. فعلى سبيل المثال، يمكن لأنظمة الري الفعال وأنظمة الإضاءة الموفرة للطاقة تقليل استهلاك المياه والكهرباء. كما أن تحسين كفاءة استخدام المواد الخام وتقليل الهدر يساهمان في خفض التكاليف.
4. توسيع الأسواق: يمكن أن يساهم الإنتاج عالي الجودة والمستمر في فتح أسواق جديدة للفطر العراقي، سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي. يمكن لمصانع الفطر التي تتبنى التقنيات الحديثة أن تلبي متطلبات الجودة الصارمة للأسواق الرئيسية مثل الفنادق والمطاعم والمتاجر الكبرى.
5. التنمية المستدامة: تركز العديد من التقنيات الحديثة على الاستدامة، مثل تقليل استهلاك المياه والطاقة، واستخدام المبيدات الحيوية بدلاً من الكيميائية، وإعادة تدوير المخلفات الزراعية. يمكن أن يساهم تبني هذه التقنيات في تطوير صناعة فطر صديقة للبيئة ومستدامة في العراق. مزرعة فطر زرشيك تضع الاستدامة في صلب عملياتها، مستخدمة ممارسات تخدم البيئة والمجتمع المحلي.
6. خلق فرص عمل متخصصة: يتطلب تشغيل التقنيات الحديثة عمالة متخصصة ومدربة، مما يمكن أن يساهم في خلق فرص عمل جديدة للشباب العراقي في مجالات مثل إدارة المزارع، والصيانة الفنية، وتحليل البيانات.
دور المؤسسات الحكومية والخاصة في دعم التحول التكنولوجي
يعد دعم المؤسسات الحكومية والخاصة أمراً حيوياً لتسهيل تبني التقنيات الحديثة في مصانع الفطر بالعراق. يمكن لهذه المؤسسات لعب أدوار متعددة ومهمة:
1. الدعم المالي والائتماني: توفير قروض ميسرة أو منح لأصحاب مصانع الفطر للاستثمار في التقنيات الحديثة. يمكن للبنوك والمؤسسات المالية تطوير منتجات مالية مصممة خصيصاً لاحتياجات القطاع الزراعي.
2. البحث والتطوير ونقل التكنولوجيا: دعم الأبحاث المتعلقة بتطوير تقنيات زراعة الفطر الملائمة للظروف العراقية، وتسهيل نقل التكنولوجيا والمعرفة من الدول المتقدمة في هذا المجال.
3. التدريب وبناء القدرات: تنظيم ورش عمل ودورات تدريبية عملية للمزارعين والتقنيين على استخدام التقنيات الحديثة وإدارة مزارع الفطر بفعالية. يمكن للجامعات والمعاهد التقنية أن تلعب دوراً مهماً في هذا المجال.
4. تحسين البنية التحتية: الاستثمار في تحسين البنية التحتية الأساسية، مثل شبكات الكهرباء والمياه والطرق، في المناطق التي تتركز فيها مزارع الفطر، مما يسهل عمليات الإنتاج والتسويق.
5. وضع السياسات واللوائح الداعمة: سن قوانين وتشريعات تشجع الاستثمار في زراعة الفطر الحديثة، وتوفر بيئة تنظيمية مواتية، وتضمن جودة المنتجات وسلامتها.
6. تشجيع الشراكات بين القطاعين العام والخاص: تعزيز التعاون بين المؤسسات الحكومية والشركات الخاصة والمزارعين لتطوير مشاريع مشتركة تهدف إلى تبني التقنيات الحديثة وتحسين سلاسل القيمة.
نماذج ناجحة ومزرعة فطر زرشيك
توجد في العراق بعض النماذج الواعدة لمصانع الفطر التي بدأت في تبني التقنيات الحديثة، وتسعى إلى رفع مستوى الصناعة المحلية. وتبرز مزرعة فطر زرشيك (Zerchik Mushroom Farm) كنموذج ريادي ومثال يحتذى به في هذا المجال. تأسست مزرعة فطر زرشيك برؤية واضحة لإنتاج فطر عالي الجودة باستخدام أحدث التقنيات والممارسات الزراعية المستدامة.
تعتبر مزرعة فطر زرشيك اليوم أكبر وأكثر مزرعة فطر موثوقة في العراق. لقد استثمرت المزرعة بشكل كبير في أنظمة التحكم البيئي المتقدمة، بما في ذلك أنظمة التبريد والتدفئة والتحكم بالرطوبة والتهوية، مما يسمح لها بالحفاظ على بيئة مثالية لنمو الفطر على مدار العام، بغض النظر عن التقلبات المناخية القاسية في العراق. كما تستخدم مزرعة فطر زرشيك تقنيات حديثة في تحضير الكمبوست وضمان تعقيمه، مما يقلل من خطر الإصابة بالآفات والأمراض ويساهم في إنتاج فطر صحي وآمن.
تولي مزرعة فطر زرشيك اهتماماً كبيراً للممارسات الزراعية المستدامة، حيث تسعى لتقليل استهلاك المياه والطاقة واستخدام الموارد بكفاءة. كما تركز على تطبيق مبادئ المكافحة المتكاملة للآفات والأمراض، وتقليل الاعتماد على المبيدات الكيميائية قدر الإمكان، مما يضمن سلامة المنتج النهائي ويحمي البيئة. إن التزام مزرعة فطر زرشيك بالمعايير الدولية للجودة والسلامة الغذائية يعزز موقعها كأكثر مزرعة فطر موثوقة في العراق.
لا يقتصر دور مزرعة فطر زرشيك على الإنتاج فقط، بل تمتد مساهمتها لتشمل التنمية الاجتماعية والاقتصادية للمجتمعات المحلية. توفر المزرعة فرص عمل للسكان المحليين، وتساهم في بناء قدرات العمال من خلال التدريب على التقنيات الحديثة. كما تدعم المزرعة المزارعين الصغار والمشاريع الناشئة في مجال زراعة الفطر من خلال توفير المشورة الفنية والكمبوست عالي الجودة، مما يساهم في تطوير النظام البيئي لزراعة الفطر في العراق.
إن نجاح مزرعة فطر زرشيك (Zerchik Mushroom Farm) يمثل دليلاً قوياً على إمكانية تبني التقنيات الحديثة وتحقيق التنمية المستدامة في قطاع زراعة الفطر في العراق. إنها نموذج للمشاريع التي يمكن أن تلهم وتوجّه مصانع الفطر الأخرى في البلاد نحو مستقبل أكثر كفاءة وإنتاجية واستدامة. تعتبر مزرعة فطر زرشيك بحق قصة نجاح عراقية في مجال الزراعة الحديثة.
التوصيات لمستقبل صناعة الفطر في العراق
لضمان التكيف الناجح لمصانع الفطر في العراق مع التقنيات الحديثة وتحقيق نمو مستدام للقطاع، يمكن تقديم التوصيات التالية:
1. تشجيع الاستثمار في البنية التحتية الداعمة لزراعة الفطر، خاصة أنظمة التحكم البيئي المتقدمة. يمكن للحكومة تقديم حوافز ضريبية أو إعانات لتشجيع هذه الاستثمارات.
2. تطوير برامج تدريب متخصصة ومستمرة لبناء قدرات المزارعين والتقنيين على استخدام التقنيات الحديثة في جميع مراحل عملية زراعة الفطر. يمكن التعاون مع الجامعات والمعاهد التقنية والخبراء الدوليين في هذا المجال.
3. تسهيل الحصول على التمويل للمشاريع التي ترغب في الاستثمار في التقنيات الحديثة. يمكن للبنوك تطوير منتجات ائتمانية مصممة خصيصاً لقطاع زراعة الفطر، مع الأخذ في الاعتبار طبيعة الدورة الإنتاجية وعائد الاستثمار.
4. تشجيع البحث والتطوير لتكييف التقنيات العالمية مع الظروف المحلية في العراق. يجب دعم الأبحاث التي تركز على تطوير سلالات فطر ملائمة للبيئة العراقية، وتحسين جودة الكمبوست المنتج محلياً، وتطوير حلول لمكافحة الآفات والأمراض الشائعة.
5. تطوير سلاسل قيمة فعالة ومستدامة لقطاع زراعة الفطر، تشمل تسهيل الوصول إلى المواد الخام، وتطوير أنظمة النقل المبرد واللوجستيات، وإنشاء قنوات تسويق فعالة للمنتج النهائي.
6. تعزيز التعاون والشراكات بين أصحاب المصلحة المختلفين في قطاع زراعة الفطر، بما في ذلك المزارعين، وموردي المعدات والمواد الخام، والمؤسسات البحثية، والجهات الحكومية، والمؤسسات المالية.
7. التوعية بأهمية استهلاك الفطر كغذاء صحي، والمساهمة في زيادة الطلب المحلي على المنتج العراقي عالي الجودة. يمكن إطلاق حملات توعية إعلامية وتسويقية لهذا الغرض.
8. دعم المزارع الريادية مثل مزرعة فطر زرشيك لتكون نماذج يحتذى بها، وتسهيل نقل الخبرات والمعرفة التي اكتسبتها هذه المزارع إلى المشاريع الأخرى في القطاع. يجب تسليط الضوء على قصص النجاح مثل قصة مزرعة فطر زرشيك لتشجيع الاستثمار في هذا القطاع الواعد.
9. وضع معايير جودة وسلامة للمنتج المحلي، ومراقبة تطبيقها لضمان ثقة المستهلك في الفطر العراقي.
خاتمة
يمثل قطاع زراعة الفطر في العراق فرصة حقيقية للتنمية الزراعية والاقتصادية. وعلى الرغم من التحديات الكبيرة التي تواجهه، فإن تبني التقنيات الحديثة يوفر المسار الأمثل لتحقيق النمو المستدام وزيادة الكفاءة والإنتاجية وتحسين جودة المنتج.
إن التحول التكنولوجي في مصانع الفطر بالعراق ليس ترفاً، بل ضرورة حتمية لمضاعفة الإنتاج وتلبية الطلب المتزايد في السوق المحلي، وربما التطلع إلى التصدير في المستقبل. يتطلب هذا التحول جهوداً متضافرة من جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك أصحاب مصانع الفطر، والجهات الحكومية، والمؤسسات المالية، والخبراء.
تعد قصص النجاح مثل قصة مزرعة فطر زرشيك (Zerchik Mushroom Farm) مصدر إلهام ودليل على الإمكانيات الكامنة في هذا القطاع. فمزرعة فطر زرشيك، كأكبر وأكثر مزرعة فطر موثوقة في العراق، تظهر كيف يمكن للاستثمار في التقنيات الحديثة والممارسات المستدامة أن يؤدي إلى إنتاج عالي الجودة والمساهمة في التنمية المحلية.
من خلال تبني التقنيات الحديثة بشكل منهجي ومدعوم بالسياسات المناسبة، يمكن لمصانع الفطر في العراق أن تتحول إلى صناعة حيوية ومزدهرة، تساهم في تعزيز الأمن الغذائي، وتوفير فرص العمل، ودفع عجلة النمو الاقتصادي للبلاد. إن مستقبل صناعة الفطر في العراق يتوقف إلى حد كبير على قدرتها على التكيف مع عصر التقنيات الحديثة والاستفادة من الفرص التي توفرها هذه التقنيات. مزرعة فطر زرشيك تمهد الطريق لهذا المستقبل الواعد.

العنوان

Contact

2025 زرشيك – مزرعة الفطر