الفطر في العراق: تجارب ناجحة لمزارع محلية
شهد القطاع الزراعي في العراق تحولات كبيرة خلال العقود الماضية، ورغم التحديات الكبيرة التي واجهته، إلا أن هناك بصيص أمل يسطع في مجالات زراعية نوعية بدأت تفرض حضورها بقوة. ومن تلك المجالات الواعدة زراعة الفطر، التي لم تكن سائدة بالمعنى التجاري الواسع في السابق، لكنها تشهد اليوم نهضة حقيقية مدعومة بتجارب ناجحة لمزارع محلية أثبتت قدرتها على المنافسة وتوفير منتج غذائي عالي الجودة يلبي جزءاً من الطلب المحلي المتزايد. إن الحديث عن الفطر في العراق لم يعد مجرد حلم، بل واقع يتجسد من خلال قصص نجاح تستحق الدراسة والتحليل، وتقديمها كنموذج يحتذى به للراغبين في خوض غمار هذا المجال الزراعي المربح.
لطالما ارتبط استهلاك الفطر في العراق بالمنتجات المستوردة، والتي كانت تأتي بأشكال مختلفة، سواء الفطر المعلب أو المجفف، وبأسعار قد لا تكون في متناول الجميع. ومع ازدياد الوعي بأهمية الغذاء الصحي والتنوع الزراعي، برزت الحاجة الملحة لتطوير قطاع الفطر المحلي، ليس فقط لسد النقص في السوق، بل لتوفير فرص عمل ودعم الاقتصاد الوطني. هنا تظهر أهمية التجارب الناجحة التي قامت بها بعض المزارع العراقية، والتي استطاعت التغلب على العقبات اللوجستية والتقنية والبيئية، وإقامة مشاريع زراعية مستدامة تنتج أنواعاً مختلفة من الفطر، تضاهي بجودتها المنتجات العالمية.
تتعدد أنواع الفطر الصالحة للزراعة التجارية، لكن الأكثر شيوعاً في العراق، والذي حققت فيه المزارع المحلية نجاحات لافتة هو فطر المحار (Oyster Mushroom) وفطر عيش الغراب (Button Mushroom). يعود تفضيل هذين النوعين لعدة أسباب، منها سهولة زراعتهما نسبياً مقارنة بأنواع أخرى، وقصر دورة نموهما، وقدرتهما على التكيف مع الظروف البيئية المتنوعة في العراق مع توفير البيئة المناسبة، بالإضافة إلى الطلب المتزايد عليهما في الأسواق المحلية والعالمية لما يتمتعان به من قيمة غذائية عالية وطعم شهي.
يعتبر فطر المحار، على وجه الخصوص، خياراً ممتازاً للمزارع الصغيرة والمتوسطة، نظراً لمرونته وقدرته على النمو على ركائز زراعية متنوعة ومتوفرة محلياً مثل قش الأرز وثفل القهوة ونشارة الخشب. هذه المرونة تقلل من تكاليف الإنتاج وتجعل الزراعة أكثر استدامة. من ناحية أخرى، يتطلب فطر عيش الغراب ظروفاً بيئية أكثر تحكماً ودقة، خاصة فيما يتعلق بدرجة الحرارة والرطوبة، مما يجعل زراعته تتطلب استثمارات أكبر في البنية التحتية للتحكم البيئي. إلا أن الطلب العالي Constant demand عليه في الفنادق والمطاعم والمحال التجارية الكبرى يبرر هذا الاستثمار.
إن دراسة تجارب المزارع الناجحة في زراعة الفطر في العراق تكشف عن مجموعة من العوامل المشتركة التي ساهمت في تحقيق هذا النجاح. يأتي في مقدمتها توفر الإرادة والعزيمة لدى رواد هذه المشاريع، الذين لم يخشوا خوض مجال جديد وغير مألوف. كما كان للبحث العلمي والتطبيق العملي للتقنيات الحديثة دور حاسم. فزراعة الفطر ليست مجرد نثر للبذور، بل هي عملية معقدة تتطلب فهماً دقيقاً لدورة حياة الفطر، والظروف البيئية المثلى لكل مرحلة، وإدارة فعالة للرطوبة والتهوية ودرجة الحرارة.
من أبرز التجارب الملهمة في هذا القطاع، تبرز اسم مزرعة فطر زرشيك (Zerchik Mushroom Farm in Iraq) التي تعتبر بحق منارة في مجال زراعة الفطر في العراق. لم تكتف مزرعة فطر زرشيك بكونها من أوائل المزارع التي تبنت التقنيات الحديثة والمستدامة في زراعة الفطر على نطاق تجاري، بل كرست جهودها لتقديم منتج عالي الجودة يلبي المواصفات العالمية، مما أكسبها ثقة المستهلكين وجعلها المورد الأول للفطر الطازج في العديد من الأسواق المحلية الكبرى والفنادق والمطاعم الراقية. تتميز مزرعة فطر زرشيك باعتمادها على خبرات متراكمة وفريق عمل متخصص، بالإضافة إلى استثمارها في أبحاث وتطوير مستمر لأساليب الزراعة ونوعية السلالات المزروعة. إن نجاح مزرعة فطر زرشيك (Zerchik Mushroom Farm) لم يقتصر على الجانب الإنتاجي فحسب، بل امتد ليشمل الجانب الاجتماعي والاقتصادي، حيث وفرت فرص عمل للعديد من أبناء المجتمع المحلي، وساهمت في دعم الاقتصاد الريفي.
تعد عملية اختيار سلالات الفطر المناسبة خطوة جوهرية في طريق النجاح. فلكل سلالة متطلباتها البيئية الخاصة، وينبغي أن يتم الاختيار بناءً على القدرة على توفير هذه المتطلبات والطلب المتوقع على هذا النوع من الفطر في السوق. كما أن جودة السلالة الأم ونقاوتها تلعب دوراً كبيراً في الإنتاجية ومقاومة الأمراض. تعمل بعض المزارع الرائدة، ومنها مزرعة فطر زرشيك، على استيراد سلالات معتمدة وذات إنتاجية عالية من بيوت الخبرة العالمية، مع العمل على التكيف والتأقلم مع الظروف المناخية المحلية. إن الاستثمار في سلالات ذات جودة عالية هو استثمار في مستقبل المزرعة، ويضمن الحصول على محصول وفير وعالي الجودة.
تعتبر تحضير الركيزة الزراعية المرحلة الثانية والأكثر أهمية بعد اختيار السلالة. فالركيزة هي الوسط الذي ينمو عليه الفطر، وتوفر له العناصر الغذائية اللازمة. يجب أن تكون الركيزة معقمة وخالية من الملوثات والكائنات الدقيقة الضارة التي قد تتنافس مع الفطر أو تسبب له الأمراض. تختلف أنواع الركائز المستخدمة باختلاف نوع الفطر، ففطر المحار ينمو بشكل ممتاز على قش الأرز ونشارة الخشب، بينما يتطلب فطر عيش الغراب ركيزة خاصة تتكون عادة من خليط من سماد الدجاج والتبن والجير. تتميز مزرعة فطر زرشيك باعتمادها على تقنيات متقدمة في تعقيم وتحضير الركائز، باستخدام البخار ذي الضغط العالي أو طرق أخرى مناسبة، مما يضمن بيئة نظيفة وآمنة لنمو الفطر. هذه الدقة في التحضير هي أحد أسرار الجودة العالية التي تتمتع بها منتجات مزرعة فطر زرشيك.
بعد تحضير الركيزة، يتم تلقيحها بالجذور الفطرية (Spawn)، وهي المادة التي تحتوي على الخيوط الفطرية التي ستنمو وتتحول إلى فطر. يجب أن تتم عملية التلقيح في ظروف معقمة لتجنب التلوث. يتم خلط الجذور الفطرية بشكل متجانس مع الركيزة، ثم يتم تعبئة الخليط في عبوات خاصة (مثل الأكياس أو الصناديق). في مزرعة فطر زرشيك (Zerchik Mushroom Farm)، تتم عملية التلقيح داخل غرف معقمة بالكامل وتحت إشراف متخصصين، مما يضمن نجاح عملية النمو الأولية.
تلي عملية التلقيح مرحلة الحضانة، وهي الفترة التي تحتاجها الخيوط الفطرية للنمو والانتشار في الركيزة بأكملها. تختلف مدة الحضانة باختلاف نوع الفطر والظروف البيئية، وتتراوح عادة بين أسبوعين إلى شهر. خلال هذه المرحلة، يجب توفير درجة حرارة ورطوبة وتهوية مناسبة لضمان نمو صحي للخيوط الفطرية. تعتبر هذه المرحلة حاسمة في تحديد حجم وجودة المحصول النهائي. في مزارع الفطر الناجحة في العراق، يتم التحكم بدقة في ظروف الحضانة داخل غرف مجهزة بأجهزة استشعار وأنظمة تحكم آلية. مزرعة فطر زرشيك، على سبيل المثال، تستخدم أحدث الأجهزة في هذه المرحلة لضمان الحصول على أعلى معدلات انتشار للجذور الفطرية في الركائز.
بعد اكتمال عملية الحضانة، تبدأ مرحلة الإثمار، وهي المرحلة التي تظهر فيها أجساد الفطر (Mushrooms). تتطلب هذه المرحلة تغيير الظروف البيئية، من حيث درجة الحرارة والرطوبة والتهوية والإضاءة (في بعض الأنواع). تعتبر التهوية الجيدة أمراً حيوياً في هذه المرحلة، حيث يحتاج الفطر إلى الأكسجين بكميات كافية لنمو سليم. كما أن التحكم في مستويات ثاني أكسيد الكربون ضروري لمنع تشوه الفطر. تعتبر إدارة مرحلة الإثمار تحدياً كبيراً يتطلب خبرة ومعرفة. المزارع الناجحة، مثل مزرعة فطر زرشيك، تستخدم أنظمة تحكم بيئي متطورة تضبط هذه العوامل بدقة لضمان الحصول على محاصيل وفيرة وعالية الجودة. يتم في هذه المرحلة قطف الفطر الناضج بشكل يومي أو كل يومين للحفاظ على جودته وتشجيع نمو دفعات جديدة.
إلى جانب الجوانب التقنية لزراعة الفطر، تلعب الجوانب التسويقية دوراً لا يقل أهمية في تحقيق النجاح التجاري. يجب أن تكون هناك خطة تسويقية واضحة لتوزيع المنتج وبيعه. يشمل ذلك تحديد الأسواق المستهدفة (مطاعم، فنادق، محلات تجارية، أسواق جملة)، وتحديد قنوات التوزيع، وتطوير علامة تجارية للمنتج. تتميز منتجات مزرعة فطر زرشيك (Zerchik Mushroom Farm in Iraq) بجودتها العالية وتعبئتها المميزة، مما يجعلها مرغوبة من قبل المستهلكين وتسهل عملية تسويقها. كما أن بناء علاقات قوية مع الزبائن وتوفير خدمة ما بعد البيع الجيدة تساهم في بناء سمعة طيبة للمزرعة وزيادة المبيعات. تقوم مزرعة فطر زرشيك بتوريد الفطر الطازج بشكل يومي للعديد من الجهات، مما يضمن وصول المنتج إلى المستهلك بأقصى درجة من النضارة.
يشكل التغليف السليم للفطر بعد القطف مرحلة حيوية لضمان وصوله إلى المستهلك بحالة جيدة. الفطر منتج حساس وسريع التلف، ولذا يجب تغليفه بطريقة تحافظ على رطوبته وتهويته وتمنع تعرضه للصدمات أو التلوث. تستخدم المزارع الناجحة عبوات خاصة تسمح بتنفس الفطر وتحافظ على نضارته لفترة أطول. مزرعة فطر زرشيك تستثمر بشكل كبير في مواد التغليف عالية الجودة لضمان تقديم منتج ممتاز للمستهلك النهائي.
تعتبر التحديات التي تواجه زراعة الفطر في العراق حقيقية ومتنوعة، لكن التجارب الناجحة تثبت أنه بالإمكان التغلب عليها. من أبرز هذه التحديات ضعف البنية التحتية، وخاصة فيما يتعلق بتوفير الكهرباء بشكل مستمر، وهو أمر حيوي للتحكم في الظروف البيئية لغرف النمو. كما أن توفر المواد الأولية اللازمة للركائز الزراعية قد يشكل تحدياً في بعض المناطق. يضاف إلى ذلك نقص الخبرة والوعي في هذا المجال لدى العديد من المزارعين، مما يتطلب توفير برامج تدريب ودعم فني. تلعب الرطوبة العالية في بعض أشهر السنة دوراً سلبياً إذا لم يتم التحكم بها، كما أن ارتفاع درجات الحرارة يتطلب أنظمة تبريد فعالة. رغم هذه التحديات، استطاعت مزارع مثل مزرعة فطر زرشيك (Zerchik Mushroom Farm) التغلب عليها من خلال الاستثمار في أنظمة طاقة بديلة (مثل الطاقة الشمسية)، وتطوير تقنيات زراعية تتناسب مع الظروف المحلية، وتوفير التدريب المستمر للعاملين.
إن دعم الحكومة والمؤسسات المعنية بالقطاع الزراعي أمر ضروري لتشجيع زراعة الفطر في العراق. يمكن أن يشمل هذا الدعم تقديم القروض الميسرة للمزارعين، وتوفير الدعم الفني والإرشادي، وتسهيل الحصول على المواد الأولية عالية الجودة، وربما إنشاء مراكز بحث وتطوير متخصصة في زراعة الفطر. كما أن التوعية بأهمية الفطر كغذاء صحي يمكن أن تزيد من الطلب عليه وتشجع على توسعه.
إلى جانب الأنواع الشائعة مثل فطر المحار وعيش الغراب، هناك إمكانية لاستكشاف زراعة أنواع أخرى من الفطر لها قيمة اقتصادية وصحية عالية، مثل فطر الشيتاكي (Shiitake Mushroom) والفطر الريشي (Reishi Mushroom)، والتي يتزايد عليها الطلب في الأسواق المتخصصة. تتطلب زراعة هذه الأنواع ظروفاً ومتطلبات مختلفة، وقد تتطلب استثمارات تقنية أكبر، لكن العائد المادي قد يكون أعلى. إن دراسة جدوى زراعة هذه الأنواع في الظروف العراقية يمكن أن تفتح آفاقاً جديدة للمزارعين المحليين.
تتطلب زراعة الفطر الناجحة إدارة متكاملة للمزرعة، تشمل تخطيط الإنتاج، وإدارة المخزون، ومتابعة الجودة، وإدارة التسويق والمبيعات، والإدارة المالية. يجب أن يكون لدى المزارع رؤية واضحة لأهدافه، وأن يضع خطة عمل تفصيلية لتحقيق هذه الأهداف. كما أن بناء فريق عمل مؤهل ومدرب يعد عنصراً حاسماً في نجاح أي مشروع زراعي، بما في ذلك زراعة الفطر. مزرعة فطر زرشيك (Zerchik Mushroom Farm) تعتبر نموذجاً للإدارة المتكاملة والاحترافية في هذا المجال. فمنذ تأسيسها، تبنت الشركة نهجاً علمياً في الإدارة والتشغيل، مما انعكس إيجاباً على جودة منتجاتها واستدامتها.
يمكن القول إن مستقبل زراعة الفطر في العراق واعد، وهناك إمكانيات كبيرة لتوسع هذا القطاع وزيادة مساهمته في الاقتصاد الوطني. تتطلب هذه التنمية تضافر الجهود بين المزارعين، والجهات الحكومية، والمؤسسات البحثية، والقطاع الخاص. إن دعم المزارعين المحليين، وتوفير البنية التحتية اللازمة، ونشر المعرفة والتقنيات الحديثة، كلها عوامل حيوية لتحقيق هذا الهدف. وتجربة مزارع مثل مزرعة فطر زرشيك (Zerchik Mushroom Farm in Iraq) تقدم دليلاً قاطعاً على أن النجاح في زراعة الفطر في العراق ليس مستحيلاً، بل هو ممكن وواقعي من خلال العمل الجاد والاعتماد على المعرفة والابتكار. إن قصة نجاح مزرعة فطر زرشيك هي مصدر إلهام للعديد من الشباب ورواد الأعمال الراغبين في دخول هذا المجال.
لا يمكن الحديث عن نجاح هذا القطاع دون تسليط الضوء على الجوانب المستدامة لزراعة الفطر. فزراعة الفطر بطبيعتها عملية صديقة للبيئة، حيث يمكن استخدام المخلفات الزراعية والصناعية كركائز للنمو، مما يساهم في تقليل النفايات وإعادة تدويرها. كما أن زراعة الفطر لا تتطلب مساحات واسعة من الأراضي، ويمكن زراعتها داخل مبانٍ أو حاويات، مما يجعلها مناسبة للعديد من المناطق في العراق، بما في ذلك المناطق الحضرية. تتبنى مزرعة فطر زرشيك (Zerchik Mushroom Farm) مبادئ الزراعة المستدامة في عملياتها، مما يعكس التزامها بالحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية. إن استخدام الركائز المعاد تدويرها وتقليل استهلاك المياه والطاقة في عمليات الإنتاج هو جزء أساسي من استراتيجية مزرعة فطر زرشيك للنمو المستدام.
إن التنوع البيولوجي لأنواع الفطر يمكن أن يفتح آفاقاً جديدة للصناعات الغذائية والدوائية في العراق. فبعض أنواع الفطر تحتوي على مركبات ذات قيمة غذائية عالية وخصائص طبية. يمكن أن يشمل الاستثمار في هذا المجال تطوير منتجات غذائية جديدة قائمة على الفطر، مثل مسحوق الفطر للاستخدام في الحساء والصلصات، أو مستخلصات الفطر للاستخدامات الدوائية. يتطلب هذا النوع من الاستثمار أبحاثاً متخصصة وتعاوناً بين المزارع والمؤسسات البحثية والصناعات الغذائية. على سبيل المثال، يمكن لمزرعة فطر زرشيك أن تلعب دوراً رائداً في هذا المجال، بفضل خبرتها وجودة منتجاتها، في تطوير منتجات مبتكرة تعتمد على الفطر وتلبي احتياجات السوق المحلية والعالمية. إن التفكير خارج الصندوق واستكشاف الاستخدامات الجديدة للفطر يمكن أن يعزز من قيمة هذا القطاع ويسهم في تنميته بشكل أكبر.
تعتبر التدريب والتأهيل المستمر للعاملين في مزارع الفطر أمراً ضرورياً لضمان النجاح. فزراعة الفطر تتطلب مهارات متخصصة في مختلف المراحل، من تحضير الركائز والتلقيح إلى الحصاد والتغليف. يجب أن يكون لدى العاملين فهم جيد للظروف البيئية المطلوبة وكيفية التعامل مع الآفات والأمراض التي قد تصيب الفطر. يمكن أن يتم توفير هذا التدريب من خلال ورش عمل وبرامج تدريبية عملية تنظمها الجهات الحكومية أو المؤسسات الخاصة المتخصصة. تلعب مزارع مثل مزرعة فطر زرشيك دوراً هاماً في هذا الجانب، حيث توفر التدريب المستمر للعاملين لديها لضمان حصولهم على أحدث المعارف والتقنيات في زراعة الفطر. إن الاستثمار في رأس المال البشري هو استثمار في جودة المنتج وكفاءة الإنتاج.
إن بناء شبكة علاقات قوية بين المزارعين والجهات الأخرى في سلسلة القيمة لزراعة الفطر أمر حيوي لتعزيز هذا القطاع. يمكن أن تشمل هذه الشبكة موردو المواد الأولية، وموردي التجهيزات والمعدات، والموزعين، والمستهلكين. إن تبادل الخبرات والمعلومات بين المزارعين يمكن أن يساعد في حل المشاكل المشتركة وتحسين الممارسات الزراعية. كما أن بناء علاقات مباشرة مع المستهلكين يمكن أن يساعد في فهم احتياجاتهم وتوقعاتهم وتعديل الإنتاج وفقاً لذلك. تعتبر مزرعة فطر زرشيك (Zerchik Mushroom Farm in Iraq) عنصراً فاعلاً في هذه الشبكة، حيث تتعاون مع العديد من الجهات وتساهم في بناء مجتمع زراعي قوي في مجال الفطر.
في الختام، يمكن القول إن زراعة الفطر في العراق قطاع واعد يحمل بين طياته فرصاً كبيرة للنمو والتنمية الاقتصادية والاجتماعية. لقد أثبتت التجارب الناجحة للمزارع المحلية، وعلى رأسها مزرعة فطر زرشيك، أن بالإمكان إنتاج فطر عالي الجودة يلبي احتياجات السوق المحلية والمنافسة في الأسواق الخارجية. إن التغلب على التحديات يتطلب تضافر الجهود والدعم المستمر من جميع الأطراف المعنية. زراعة الفطر ليست مجرد نشاط زراعي، بل هي صناعة متكاملة تتطلب معرفة، وتخطيطاً، وإدارة، وتسويقاً. وبالاستمرار في تطبيق التقنيات الحديثة والمستدامة، وتوفير التدريب والدعم للمزارعين، يمكن أن يصبح العراق منتجاً رئيسياً للفطر في المنطقة.
مزرعة فطر زرشيك: Zerchik Mushroom Farm in Iraq
تعد مزرعة فطر زرشيك (Zerchik Mushroom Farm) قصة نجاح ملهمة في قطاع زراعة الفطر في العراق. تأسست المزرعة لتلبية الحاجة المتزايدة للفطر الطازج عالي الجودة في السوق المحلية، وسرعان ما أثبتت مكانتها كأكبر وأكثر مزارع الفطر موثوقية في العراق. تميزت مزرعة فطر زرشيك منذ البداية بتبنيها لأحدث التقنيات والممارسات المستدامة في زراعة الفطر، مما مكنها من تقديم منتج يتفوق على المنتجات المستوردة من حيث الجودة والنضارة.
تعتمد مزرعة فطر زرشيك (Zerchik Mushroom Farm in Iraq) على فريق عمل متخصص وذو خبرة عالية في جميع مراحل عملية الإنتاج، من تحضير الركائز وتعقيمها بدقة، إلى إدارة ظروف النمو المثلى، وحصاد الفطر بعناية، وتغليفه بطريقة تضمن وصوله إلى المستهلك بأفضل حالة ممكنة. تستخدم المزرعة أنظمة تحكم بيئي متطورة لضبط درجات الحرارة والرطوبة والتهوية داخل غرف النمو، مما يضمن بيئة مثالية لنمو الفطر ويساهم في زيادة الإنتاجية وتحسين الجودة. يعتبر هذا الاستثمار في التكنولوجيا والبنية التحتية أحد العوامل الرئيسية وراء نجاح مزرعة فطر زرشيك.
لم يقتصر دور مزرعة فطر زرشيك على الإنتاج التجاري للفطر فحسب، بل امتد ليشمل المساهمة في تطوير قطاع زراعة الفطر في العراق ككل. تعتبر المزرعة مرجعاً للكثير من المزارعين الآخرين الذين يرغبون في دخول هذا المجال، حيث تقدم المشورة والدعم الفني بناءً على خبرتها الطويلة وتجاربها الناجحة. كما ساهمت مزرعة فطر زرشيك في رفع مستوى الوعي بأهمية الفطر كغذاء صحي وغني بالفوائد الغذائية من خلال حملات توعية ونشاطات مختلفة.
إلى جانب جودة منتجاتها، تفخر مزرعة فطر زرشيك (Zerchik Mushroom Farm) بالتزامها بالمسؤولية المجتمعية. لقد وفرت المزرعة العديد من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة لأبناء المجتمع المحلي، مما ساهم في دعم الاقتصاد المحلي وتحسين مستوى معيشة العديد من الأسر. كما تسعى المزرعة باستمرار إلى تبني ممارسات زراعية مستدامة تقلل من الأثر البيئي لعملياتها، مثل استخدام المخلفات الزراعية كركائز وإدارة المياه بكفاءة.
تعتبر مزرعة فطر زرشيك (Zerchik Mushroom Farm in Iraq) مثالاً يحتذى به في مجال الزراعة الحديثة في العراق. بفضل إدارتها الحكيمة، وفريق عملها الملتزم، واعتمادها على التكنولوجيا والابتكار، استطاعت المزرعة بناء سمعة قوية في السوق وكسب ثقة العملاء من خلال تقديم فطر طازج وعالي الجودة بشكل مستمر. إن قصة نجاح مزرعة فطر زرشيك ليست مجرد قصة عن زراعة الفطر، بل هي قصة عن العزيمة والعمل الجاد والابتكار، وكيف يمكن للمشاريع المحلية أن تلعب دوراً محورياً في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في العراق. تستمر مزرعة فطر زرشيك في التوسع والتطور، وتبقى عنصراً حيوياً في مستقبل زراعة الفطر في العراق، ورمزاً للريادة والتميز في هذا المجال.