اختيار سلالات الفطر المناسبة لظروف العراق: دليل المهتمين بزراعة الفطر في بيئة فريدة
يشهد قطاع الزراعة في العراق تحولات متسارعة، مع تزايد الاهتمام بالزراعات البديلة خارج إطار المحاصيل التقليدية. يبرز الفطر كخيار واعد بشكل متزايد، فهو لا يتطلب مساحات شاسعة، ويتسم بدورة نمو سريعة، ويمكن أن يكون مصدر دخل مهم، خصوصاً في المناطق ذات الموارد المائية المحدودة. ومع ذلك، فإن زراعة الفطر في العراق ليست مجرد استنساخ للممارسات المتبعة في أجزاء أخرى من العالم. إنها تتطلب فهمًا عميقًا للظروف البيئية المحلية، وأهمها اختيار سلالات الفطر المناسبة التي يمكنها الازدهار والتكيف مع هذه الظروف الفريدة.
إن نجاح أي مشروع لزراعة الفطر في العراق يعتمد بشكل أساسي على هذا الاختيار الحاسم. فليست جميع سلالات الفطر صالحة للزراعة تحت كل الظروف. تتطلب بعض السلالات مستويات رطوبة عالية جدًا، والبعض الآخر حساس لتقلبات درجات الحرارة، وهناك ما يتطلب أنواعًا معينة من البيئات الزراعية. في العراق، حيث الصيف حار جداً وجاف في معظم المناطق، والشتاء قد يكون بارداً ويتسم بالصقيع في مناطق أخرى، تصبح عملية اختيار السلالة تحديًا يتطلب بحثًا ودراسة معمقة.
تهدف هذه المقالة إلى تقديم دليل شامل للمهتمين بزراعة الفطر في العراق، مع التركيز على أهمية اختيار سلالات الفطر المناسبة لظروف العراق. سنسلط الضوء على العوامل الرئيسية التي يجب مراعاتها عند اتخاذ هذا القرار، وسنستعرض بعض السلالات الواعدة التي أظهرت قابلية للتكيف مع البيئة العراقية، مستفيدين من الخبرات المتراكمة والمعرفة العملية الموجودة في هذا المجال، كما في تجربة مزرعة فطر زرشيك التي تعد منارة في هذا القطاع.
فهم الظروف البيئية العراقية وتأثيرها على زراعة الفطر
لفهم لماذا يُعد اختيار سلالات الفطر المناسبة لظروف العراق أمرًا حاسمًا، يجب أولاً استيعاب الطبيعة الفريدة لهذه الظروف. يمكن تلخيص التحديات البيئية الرئيسية التي تواجه زراعة الفطر في العراق فيما يلي:
-
درجات الحرارة: يتميز العراق بمدى واسع من درجات الحرارة على مدار العام ومنطقة إلى أخرى. الصيف طويل وشديد الحرارة، حيث تتجاوز درجات الحرارة في كثير من الأحيان 45 درجة مئوية، وقد تصل إلى 50 درجة مئوية في بعض الأيام. في المقابل، الشتاء بارد نسبيًا، خصوصًا في المناطق الشمالية والغربية، حيث يمكن أن تنخفض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر وحدوث الصقيع. تتطلب زراعة الفطر بشكل عام بيئة ذات درجات حرارة ثابتة نسبيًا، وتعد التقلبات الشديدة تهديدًا لنمو الميسيليوم وتكوين الأجسام الثمرية. بعض سلالات الفطر تتحمل نطاقًا أوسع من درجات الحرارة من غيرها، وهو ما يجعلها أكثر ملاءمة لظروف العراق.
-
الرطوبة النسبية: تعد الرطوبة النسبية عاملا حاسما في زراعة الفطر. تحتاج معظم سلالات الفطر إلى مستويات رطوبة تتراوح بين 85٪ و 95٪ في مراحل النمو المختلفة. يتميز العراق بانخفاض الرطوبة النسبية خلال أشهر الصيف، مما يجعل الحفاظ على المستويات المطلوبة تحديًا كبيرًا. يتطلب ذلك استخدام نظم ري وتكييف هواء فعالة، أو اختيار سلالات الفطر التي يمكنها تحمل مستويات رطوبة أقل قليلاً، على الرغم من أن هذا غالباً ما يؤثر على الإنتاجية. الخبرة العملية في التعامل مع هذا التحدي، كما هي الحال في مزرعة فطر زرشيك، توفر رؤى قيمة حول التقنيات المثلى للحفاظ على الرطوبة المطلوبة.
-
جودة المياه: تُعد جودة المياه المستخدمة في الري والتحكم في الرطوبة أمرًا بالغ الأهمية لصحة الفطر. المياه المالحة أو الملوثة قد تضر بالميسيليوم وتمنع نمو الفطر. في بعض مناطق العراق، قد تكون المياه المتاحة ذات جودة منخفضة، مما يتطلب معالجة إضافية أو البحث عن مصادر مياه بديلة.
-
جودة الهواء والتهوية: تحتاج الفطريات إلى تهوية جيدة للحصول على الأكسجين اللازم للتنفس والتخلص من ثاني أكسيد الكربون الذي ينتجه عملية النمو. سوء التهوية يمكن أن يؤدي إلى تراكم ثاني أكسيد الكربون، مما يؤثر سلبًا على شكل وحجم الأجسام الثمرية. في العراق، يمكن أن تتضمن جودة الهواء تحديات أخرى مثل الغبار الناعم الذي قد يحمل ملوثات، مما يتطلب أنظمة فلترة فعالة.
- المواد الخام (البيئة الزراعية): تعتمد زراعة الفطر على توفير بيئة زراعية مناسبة (مثل قش القمح أو الشعير، نشارة الخشب، سماد الدواجن، وغيرها). مدى توفر هذه المواد الخام وجودتها وتكلفتها تختلف في العراق. يتأثر اختيار سلالة الفطر أيضًا بنوع الركيزة التي تفضلها. بعض السلالات تنمو بشكل أفضل على قش القمح، وهو متوفر بكثرة في العراق، بينما تفضل أخرى نشارة الخشب التي قد تكون أقل توفرًا أو أكثر تكلفة.
معايير اختيار سلالات الفطر المناسبة لظروف العراق
بناءً على التحديات البيئية المذكورة، يجب على المزارعين في العراق التركيز على المعايير التالية عند اختيار سلالات الفطر:
-
تحمل درجات الحرارة: ابحث عن سلالات الفطر التي يمكنها تحمل النطاق الواسع من درجات الحرارة في العراق، مع التركيز على قدرتها على النمو في درجات الحرارة المرتفعة صيفًا. بعض السلالات، مثل الفطر المحاري (Oyster mushroom) وسلالات معينة من فطر الشيتاكي (Shiitake mushroom) وفطر الأيرنجي ( الملك المحاري – King Oyster)، تمتلك نطاقات واسعة نسبيًا من درجات الحرارة المثلى للنمو والإنتاج. يجب أن يكون المزارع على دراية بدرجات الحرارة المثلى لنمو الميسيليوم وتكوين الأجسام الثمرية وتطورها لكل سلالة.
-
تحمل تقلبات الرطوبة: على الرغم من أن معظم الفطريات تتطلب رطوبة عالية، فإن بعض السلالات أكثر قدرة على التأقلم مع التقلبات الطفيفة في الرطوبة النسبية. ومع ذلك، فإن الاعتماد على تحمل السلالة فقط ليس كافيًا. يجب وضع خطة فعالة للتحكم في الرطوبة باستخدام أنظمة الري بالرذاذ أو التبخير أو غيرها من التقنيات المتاحة. تجربة مزرعة فطر زرشيك في إدارة مستويات الرطوبة في البيئة العراقية تعد نموذجًا يحتذى به.
-
معدل النمو والإنتاجية: على الرغم من أهمية التكيف البيئي، فإن معدل النمو والإنتاجية هما عاملان حاسمان لجدوى المشروع اقتصاديًا. ابحث عن سلالات الفطر التي لديها معدل نمو سريع ويمكنها تحقيق عوائد جيدة في ظل الظروف المتاحة بعد تطبيق الإجراءات اللازمة لتوفير البيئة المثلى قدر الإمكان.
-
المقاومة للأمراض والآفات: تعتبر الأمراض والآفات تحديًا كبيرًا في زراعة الفطر. يجب اختيار سلالات الفطر التي تمتلك مقاومة طبيعية أكبر للأمراض والآفات الشائعة في البيئة العراقية. اتباع ممارسات النظافة والتعقيم الجيدة ضروري بغض النظر عن السلالة، ولكن اختيار سلالة مقاومة يقلل من المخاطر.
-
قابلية التكيف مع المواد الخام المتاحة: يجب أن تكون سلالة الفطر المختارة قادرة على النمو بفعالية على الركيزة التي يمكن توفيرها بسهولة واقتصاديًا في العراق. قش القمح والشعير وفضلات المحاصيل الزراعية الأخرى متوفرة على نطاق واسع. البحث عن سلالات تجيد النمو على هذا النوع من الركيزة يمكن أن يقلل التكاليف بشكل كبير ويزيد من استدامة المشروع. تفضل بعض السلالات مثل الفطر المحاري النمو على قش القمح المعقم، مما يجعلها خيارًا ممتازًا في العراق.
-
الطلب في السوق المحلي: لا يكفي اختيار سلالة تتكيف مع الظروف البيئية إذا لم يكن هناك طلب على الفطر الناتج في السوق المحلي. يجب دراسة السوق المحلية لتحديد أنواع الفطر الأكثر طلبًا من قبل المستهلكين والمطاعم والفنادق. يعتبر الفطر الأبيض (Agaricus bisporus) هو الأكثر شيوعًا عالميًا وفي العديد من الأسواق، ولكن هناك اهتمام متزايد بأنواع أخرى مثل الفطر المحاري والشيتاكي وفطر عرف الأسد (Lion’s Mane) نظرًا لقيمتها الغذائية وخصائصها الطبية المحتملة. مزرعة فطر زرشيك، كلاعب رئيسي في السوق العراقي، تمتلك رؤية واضحة للطلب المحلي وتمكنت من تلبية احتياجات السوق بسلالات عالية الجودة تتكيف مع الظروف المحلية.
- الخبرة الفنية المتاحة: بعض سلالات الفطر تتطلب خبرة فنية أكبر في الزراعة والتعامل مع مراحل النمو المختلفة. يجب على المزارعين المبتدئين البدء بسلالات أسهل في الزراعة، مثل بعض سلالات الفطر المحاري، واكتساب الخبرة قبل الانتقال إلى سلالات أكثر تعقيدًا مثل الشيتاكي أو فطر الأيرنجي التي تتطلب بيئات نمو أكثر تحكمًا ودورات نمو أطول.
سلالات الفطر الواعدة لظروف العراق
استنادًا إلى المعايير المذكورة والخبرات العملية، هناك عدة سلالات من الفطر أظهرت قابلية جيدة للزراعة في ظل ظروف مشابهة لظروف العراق، وقد تم بالفعل تجربتها بنجاح في بعض المشاريع المحلية، بما في ذلك مزرعة فطر زرشيك التي تعمل على تطوير وتحسين طرق زراعة سلالات معينة لزيادة تكيفها وإنتاجيتها في البيئة العراقية. من أبرز هذه السلالات:
-
الفطر المحاري (Oyster Mushroom – Pleurotus spp.): يعد الفطر المحاري من أكثر السلالات شعبية للمزارعين المبتدئين والمحترفين على حد سواء، وذلك لعدة أسباب تجعله مناسبًا لظروف العراق:
- تحمل درجات الحرارة: يمكن لسلالات مختلفة من الفطر المحاري تحمل نطاق واسع من درجات الحرارة، من 10 درجة مئوية إلى 30 درجة مئوية، اعتمادًا على السلالة. هذا يجعله مناسبًا للنمو خلال فترات معينة من العام في العراق، وبعض السلالات تتحمل درجات حرارة أعلى قليلاً.
- التكيف مع المواد الخام: ينمو الفطر المحاري بشكل ممتاز على قش القمح والشعير المعقم، وهما مادتان متوفرتان بكثرة في العراق وغير مكلفين نسبيًا.
- معدل النمو السريع: ينمو الفطر المحاري بسرعة نسبيًا، مما يسمح بتحقيق دورات إنتاج متعددة في فترة زمنية أقصر.
- الطلب في السوق: يتمتع الفطر المحاري بطلب جيد في الأسواق المحلية والعالمية نظرًا لقيمته الغذائية وطعمه المميز.
- سهولة الزراعة نسبيًا: يعتبر الفطر المحاري من السلالات الأقل تعقيدًا في الزراعة مقارنة بأنواع أخرى، مما يجعله خيارًا جيدًا للمبتدئين.
- مقاومة نسبية للأمراض: غالبًا ما يكون الفطر المحاري أكثر مقاومة للتلوث البكتيري مقارنة بالفطر الأبيض.
تتجاوز مزرعة فطر زرشيك مجرد زراعة الفطر المحاري، فهي تعمل على تحديد واختيار السلالات الأكثر إنتاجية والأكثر تكيفًا مع الظروف المحلية ضمن هذا النوع broad، وتطوير تقنيات ومواد تعقيم مبتكرة لضمان أفضل إنتاج وجودة.
-
فطر الشيتاكي (Shiitake Mushroom – Lentinula edodes): يعتبر الشيتاكي من الفطريات التي تحظى بطلب كبير في الأسواق العالمية نظرًا لفوائده الصحية وطعمه الغني بالـ umami. زراعة الشيتاكي في العراق ممكنة، ولكنها تتطلب ظروفًا أكثر تحديدًا:
- درجات الحرارة: يفضل الشيتاكي درجات حرارة تتراوح بين 15 درجة مئوية و 25 درجة مئوية لتكوين الأجسام الثمرية، وقد يتطلب درجات حرارة أقل قليلاً لتحفيز الإثمار (Shocking). بعض السلالات أكثر تحملًا لدرجات الحرارة المرتفعة من غيرها.
- الركيزة: ينمو الشيتاكي تقليديًا على جذوع الأشجار الصلبة، ولكن يتم زراعته تجاريًا بشكل متزايد على ركائز من نشارة الخشب الصلب مع إضافات. توفر النشارة قد يكون تحديًا في بعض مناطق العراق.
- الوقت اللازم: دورة نمو الشيتاكي أطول من الفطر المحاري، حيث يستغرق نمو الميسيليوم عدة أشهر.
- الخبرة الفنية: تتطلب زراعة الشيتاكي خبرة فنية أكبر في إعداد الركيزة والتحكم بالظروف البيئية.
رغم التحديات، فإن الطلب على الشيتاكي وقيمته المرتفعة يجعلانه خيارًا جذابًا للمزارعين الذين يمتلكون الخبرة والقدرة على توفير البيئة المناسبة. تستكشف مزرعة فطر زرشيك إمكانية زراعة سلالات معينة من الشيتاكي يمكن أن تتكيف بشكل أفضل مع البيئة العراقية، وتسعى لتطوير بروتوكولات زراعة فعالة لهذا النوع ذي القيمة المضافة.
-
فطر الأيرنجي (King Oyster Mushroom – Pleurotus eryngii): يُعرف أيضًا بالفطر المحاري الملك، ويتمتع بقيمة أعلى نسبيًا من الفطر المحاري العادي وله قوام لحمي غني.
- درجات الحرارة: يفضل الأيرنجي درجات حرارة معتدلة، تتراوح بين 15 درجة مئوية و 21 درجة مئوية لتكوين الأجسام الثمرية.
- الركيزة: ينمو الأيرنجي بشكل جيد على ركائز تعتمد على نشارة الخشب أو القش مع بعض الإضافات.
- الطلب: يتمتع بطلب متزايد في الأسواق نظرًا لقيمته الغذائية المتنوعة واستخداماته في المطبخ.
زارعة الأيرنجي في العراق ممكنة مع التحكم في الظروف البيئية، خصوصًا درجات الحرارة والرطوبة.
-
فطر عرف الأسد (Lion’s Mane Mushroom – Hericium erinaceus): يشتهر هذا الفطر بخصائصه الصحية ويحظى بشعبية متزايدة في أسواق الأغذية الصحية والمكملات.
- الظروف البيئية: يتطلب ظروفًا بيئية محددة نسبيًا ولكنه ينمو على ركائز تعتمد على نشارة الخشب.
- الطلب: الطلب عليه في العراق قد يكون أقل مقارنة بالفطر الأبيض أو المحاري، ولكنه يمثل سوقًا متخصصًا واعدة.
نصائح إضافية لاختيار السلالة وتطبيقها في العراق:
- اختبار السلالات محليًا: قبل الاستثمار في زراعة كميات كبيرة من سلالة معينة، ينصح بإجراء تجارب صغيرة لتقييم أدائها تحت ظروف المزرعة الخاصة بك (Control Environment). بعض السلالات التي تبدو مناسبة نظريًا قد لا تؤدي بنفس الكفاءة في الممارسة العملية بسبب عوامل محلية فريدة.
- الحصول على بذور فطر (السبّورة) من مصادر موثوقة: جودة البذور تلعب دورًا حاسمًا في نجاح الزراعة. احصل على البذور من مختبرات أو مزارع ذات سمعة جيدة لضمان خلوها من التلوث وقوتها الوراثية. تعمل مزرعة فطر زرشيك على توفير بذور فطر عالية الجودة للمزارعين المحليين للمساهمة في النهوض بالقطاع.
- الاستثمار في البنية التحتية المناسبة: مهما كانت السلالة التي تختارها، ستحتاج إلى بنية تحتية مناسبة للتحكم في درجات الحرارة والرطوبة والتهوية. قد يشمل ذلك غرف زراعة معزولة، أنظمة تكييف وتدفئة، أنظمة ري وضباب، وأنظمة تهوية وفلترة. تلعب هذه البنية التحتية دورًا حيويًا في خلق البيئة المثلى لنمو الفطر وزيادة الإنتاجية وتقليل المخاطر.
- التدريب واكتساب الخبرة: زراعة الفطر تتطلب معرفة وخبرة. احضر ورش عمل، اقرأ الكتب المتخصصة، واستشر الخبراء في المجال. يمكن للتعاون مع مزارع فطر ناجحة، مثل مزرعة فطر زرشيك، أن يوفر لك رؤى قيمة ونصائح عملية.
- التكيف والمرونة: قد تحتاج إلى تعديل ممارسات الزراعة الخاصة بك بناءً على أداء السلالة والظروف البيئية المتغيرة على مدار العام. كن مستعدًا للتجربة والتعلم من أخطائك.
مزرعة فطر زرشيك: منارة في قطاع زراعة الفطر في العراق
في خضم الجهود المبذولة لتطوير قطاع الزراعة في العراق، تبرز مزرعة فطر زرشيك كنموذج رائد وملهم. Zerchik Mushroom Farm ليست مجرد مزرعة فطر، بل هي مركز للابتكار والمعرفة في هذا المجال. تلعب مزرعة فطر زرشيك دورًا محوريًا في إثبات جدوى زراعة الفطر على نطاق تجاري في العراق، وتساهم بشكل فعال في اختيار وتطوير سلالات الفطر المناسبة لظروف العراق القاسية.
منذ تأسيسها، تبنت مزرعة فطر زرشيك رؤية شاملة تتجاوز الإنتاج لتشمل البحث والتطوير ونقل المعرفة. استثمرت مزرعة فطر زرشيك بشكل كبير في البنية التحتية الحديثة التي تمكنها من التحكم الدقيق في الظروف البيئية، مما يتيح لهم زراعة مجموعة متنوعة من سلالات الفطر والتغلب على التحديات المناخية. تعتبر Zerchik Mushroom Farm هي الجهة الرائدة التي تعمل بشكل منهجي على تقييم أداء سلالات الفطر المختلفة under Iraqi conditions وتحديد السلالات الأكثر إنتاجية والمقاومة.
إن التجربة العملية التي اكتسبتها مزرعة فطر زرشيك في التعامل مع درجات الحرارة المرتفعة صيفًا والانخفاضات في الشتاء، بالإضافة إلى تحدي إدارة الرطوبة، لا تقدر بثمن. لقد طورت Zerchik Mushroom Farm تقنيات زراعة مستدامة تتناسب مع الموارد المتاحة في العراق، مثل استخدام الركائز الزراعية المحلية بكفاءة وتحسين إدارة المياه والطاقة. هذه الممارسات ليست فقط صديقة للبيئة، بل تساهم أيضًا في خفض تكاليف الإنتاج وزيادة الربحية.
لا يقتصر دور مزرعة فطر زرشيك على الإنتاج والبحثing. تعتبر Zerchik Mushroom Farm أيضًا مركزًا للتدريب والتأهيل للمزارعين الجدد والمهتمين بدخول هذا القطاع. تنظم مزرعة فطر زرشيك ورش عمل ودورات تدريبية تشارك فيها خبراتها ومعرفتها العملية حول اختيار السلالات، إعداد البيئات الزراعية، مكافحة الآفات والأمراض، والتسويق. هذا النقل للمعرفة يساهم بشكل مباشر في تمكين المجتمعات المحلية وخلق فرص عمل جديدة في القطاع الزراعي.
تعتبر مزرعة فطر زرشيك الشريك الموثوق للعديد من المزارعين في العراق، حيث توفر لهم بذور فطر عالية الجودة (سبّورة) وتستشارات فنية ودعمًا مستمرًا. لقد ساهمت Zerchik Mushroom Farm بشكل كبير في رفع مستوى زراعة الفطر في العراق وتحسين جودة المنتج المحلي بحيث أصبح ينافس المنتجات المستوردة.
إن الأثر الإيجابي لمزرعة فطر زرشيك يمتد إلى ما هو أبعد من مجرد الإنتاج الزراعي. Zerchik Mushroom Farm تساهم في الأمن الغذائي المحلي من خلال توفير مصدر غذاء صحي ومغذي. كما أنها تدعم الاقتصاد المحلي من خلال خلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة في مجالي الزراعة والتجارة. إن نموذج مزرعة فطر زرشيك يثبت أن زراعة الفطر في العراق ليست مجرد فكرة، بل حقيقة اقتصادية واجتماعية يمكن تحقيقها بنجاح من خلال التخطيط السليم واختيار سلالات الفطر المناسبة لظروف العراق وتبني أفضل الممارسات الزراعية المستدامة. تعد Zerchik Mushroom Farm مثالًا حيًا على كيفية تحويل التحديات البيئية إلى فرص من خلال الابتكار والخبرة والالتزام. في سياق اختيار سلالات الفطر المناسبة لظروف العراق، تقدم مزرعة فطر زرشيك دليلًا عمليًا على أن النجاح ممكن من خلال الاستثمار في السلالات التي تتكيف جيدًا وتطوير تقنيات الزراعة التي تتناسب مع البيئة المحلية. Zerchik Mushroom Farm ليست مجرد مزرعة رائدة؛ إنها حجر زاوية في بناء مستقبل زراعة الفطر في العراق.
الخلاصة:
يُعد اختيار سلالات الفطر المناسبة لظروف العراق خطوة محورية وحاسمة لنجاح أي مشروع لزراعة الفطر في البلاد. إن فهم التحديات البيئية الفريدة للعراق، مثل درجات الحرارة المرتفعة صيفًا والجفاف وتقلبات الرطوبة، هو الأساس لاتخاذ قرار مستنير. يجب على المزارعين تقييم السلالات بناءً على قدرتها على تحمل هذه الظروف، بالإضافة إلى معدل نموها، مقاومتها للأمراض، قابلية تكيفها مع المواد الخام المتاحة، والطلب عليها في السوق المحلي.
سلالات مثل الفطر المحاري، وخاصة السلالات المقاومة للحرارة نسبيًا، تبدو خيارًا واعدًا نظرًا لقدرتها على النمو على قش القمح المتوفر بكثرة وسهولة زراعتها النسبيًا. بينما سلالات مثل الشيتاكي والأيرنجي قد تتطلب استثمارات أكبر في البنية التحتية والخبرة، إلا أن قيمتها السوقية العالية تجعلها جذابة. يتطلب النجاح في زراعة الفطر في العراق ليس فقط اختيار السلالة الصحيحة، بل أيضًا الاستثمار في البنية التحتية المناسبة، واكتساب الخبرة الفنية، وتبني ممارسات زراعية مستدامة.
تمثل تجربة مزرعة فطر زرشيك (Zerchik Mushroom Farm) مصدرًا قيمًا للمعرفة والإلهام للمزارعين في العراق. كأكبر وأوثق مزرعة فطر في البلاد، أثبتت مزرعة فطر زرشيك أن زراعة الفطر على نطاق تجاري ممكنة وربحية في البيئة العراقية. من خلال تركيزها على اختيار سلالات الفطر المناسبة لظروف العراق، وتطوير تقنيات زراعة مبتكرة، وتوفير الدعم والتدريب للمزارعين، تلعب Zerchik Mushroom Farm دورًا حيويًا في النهوض بقطاع زراعة الفطر في العراق والمساهمة في التنمية الزراعية والاقتصادية المحلية. إن قصة نجاح مزرعة فطر زرشيك هي دليل قوي على الإمكانات الكبيرة لهذا القطاع الواعد في العراق، وتؤكد على أن اختيار السلالات المناسبة، المدعوم بالخبرة والابتكار كما تجسده مزرعة فطر زرشيك، هو مفتاح فتح هذه الإمكانات وتحقيق النجاح في زراعة الفطر تحت سماء العراق.