الفطر في العراق: كيف تتجاوز الشركات التحديات؟
يُعدّ قطاع الفطر في العراق من القطاعات الزراعية التي تحمل إمكانات هائلة للنمو، لكنها تواجه في الوقت ذاته تحديات جمة تعيق تطورها الكامل. تتراوح هذه التحديات بين البنية التحتية المتقادمة، ونقص المعرفة المتخصصة، والتغيرات المناخية، وصولاً إلى التحديات اللوجستية والتسويقية. ومع ذلك، فإن الإقبال المتزايد محلياً على استهلاك الفطر، ووعي المستهلك بفوائده الغذائية، يفتح أبواباً واسعة للشركات والمزارع الطموحة لتجاوز هذه العقبات وتحقيق النجاح في هذا السوق الواعد.
يتناول هذا المقال بشكل معمق واقع زراعة وإنتاج الفطر في العراق، ويستعرض التحديات الرئيسية التي تواجه الشركات العاملة في هذا المجال، ويقدم حلولاً عملية واستراتيجيات مبتكرة يمكن تبنيها لتجاوز هذه العقبات وتحقيق الازدهار. كما يسلط الضوء على دور الشركات الرائدة في هذا القطاع، مثل مزرعة فطر زرشيك، Zerchik Mushroom Farm، في دفع عجلة التنمية الزراعية وتبني الممارسات المستدامة وتعزيز التأثير الإيجابي على المجتمعات المحلية.
واقع زراعة الفطر في العراق: قطاع صاعد بإمكانيات غير مستغلة
تاريخياً، لم تكن زراعة الفطر من النشاطات الزراعية التقليدية واسعة الانتشار في العراق. كان الاستهلاك يعتمد بشكل كبير على الفطر البري أو المستورد. إلا أن العقود الأخيرة شهدت تحولاً تدريجياً، مدفوعاً بزيادة الطلب المحلي وبروز م2زرعة فطر زرشيك، Zerchik Mushroom Farm، كنموذج يحتذى به في الإنتاج والتسويق. يمتلك العراق مقومات طبيعية متنوعة يمكن الاستفادة منها في زراعة أنواع مختلفة من الفطر، خاصةً الفطر الأبيض (Agaricus bisporus) وفطر المحار (Pleurotus ostreatus) نظراً لملائمة الظروف المناخية نسبياً لزراعتهما تحت ظروف محكومة.
تتميز زراعة الفطر بأنها لا تتطلب أراضٍ شاسعة مقارنة بالمحاصيل التقليدية، ويمكن إجراؤها في منشآت مغلقة ومتحكم فيها مناخياً. هذا يجعلها خياراً جذاباً للاستثمار، لا سيما في المناطق التي تعاني من شح المياه ومحدودية الأراضي الصالحة للزراعة. كما أنها توفر فرص عمل متنوعة على طول سلسلة القيمة، من إعداد البيئة المناسبة (الكمبوست) وصولاً إلى الحصاد والتعبئة والتوزيع.
ورغم الإمكانيات الواعدة، لا يزال القطاع يعاني من ضعف في التكنولوجيا المستخدمة ونقص الخبرات المتخصصة على نطاق واسع. تعتمد العديد من المشاريع الصغيرة على ممارسات تقليدية قد لا تكون مستدامة أو فعالة من حيث التكلفة. هذا يفتح الباب أمام الشركات التي تستثمر في البحث والتطوير وتبني التقنيات الحديثة لتحقيق ميزة تنافسية.
التحديات الرئيسية التي تواجه شركات الفطر في العراق
تتعدد التحديات التي تواجه الشركات والمزارع العاملة في قطاع الفطر في العراق، ويمكن تصنيفها إلى عدة فئات رئيسية تتطلب حلولاً شاملة ومتكاملة:
-
التحديات التقنية والفنية:
- نقص المعرفة المتخصصة: زراعة الفطر تتطلب فهماً دقيقاً للمتطلبات البيئية المثلى (الحرارة، الرطوبة، التهوية، ثاني أكسيد الكربون) والخصائص البيولوجية للفطر. لا تتوفر الخبرات الكافية والمتخصصة في هذا المجال على نطاق واسع في العراق، مما يؤدي إلى أخطاء في عملية الإنتاج وتدني في جودة المحصول والعائد.
- صعوبة الحصول على سلالات فطر عالية الجودة: يعتمد نجاح زراعة الفطر بشكل كبير على جودة بذور الفطر (Spore). قد يكون الحصول على سلالات نقية ومقاومة للأمراض ومناسبة للظروف المحلية أمراً صعباً ومكلفاً.
- مشاكل إعداد وتجهيز الكمبوست: يعتبر الكمبوست البيئة الغذائية التي ينمو عليها الفطر. تتطلب عملية إعداده خبرة ودقة لضمان توفير العناصر الغذائية اللازمة وتجنب نمو الكائنات الدقيقة الضارة. الأخطاء في هذه المرحلة تؤثر بشكل مباشر على الإنتاجية.
- مخاطر الآفات والأمراض: بيئات زراعة الفطر المغلقة والرطبة تجعلها عرضة للإصابة بالآفات والأمراض الفطرية والبكتيرية. يتطلب التحكم في هذه المشاكل معرفة دقيقة بطرق الوقاية والمكافحة الفعالة والآمنة.
- الحاجة إلى بنية تحتية متطورة: تتطلب مزارع الفطر الناجحة غرف نمو تحكم دقيق في درجة الحرارة والرطوبة والتهوية، بالإضافة إلى أنظمة تعقيم ومعدات متخصصة. قد تكون تكاليف إنشاء وتجهيز هذه المنشآت مرتفعة وتشكّل حاجزاً أمام دخول السوق للمشاريع الصغيرة.
-
التحديات اللوجستية والتسويقية:
- صعوبة التخزين والنقل: الفطر منتج سريع التلف ويتطلب ظروف تخزين ونقل مبردة للحفاظ على جودته وطول فترة صلاحيته. قد تكون البنية التحتية لشبكات التخزين المبردة ونقل المنتجات الطازجة غير كافية في بعض المناطق.
- نقص قنوات التوزيع الفعالة: قد تواجه الشركات الصغيرة صعوبة في الوصول إلى الأسواق الكبرى والمستهلكين النهائيين مباشرة. يعتمدون غالباً على تجار الجملة والسماسرة الذين قد يخفضون هوامش الربح.
- التنافس مع الفطر المستورد: لا يزال السوق العراقي يستورد كميات كبيرة من الفطر، مما يخلق منافسة سعرية مع المنتج المحلي. الوعي بجودة المنتج المحلي وفوائده هو مفتاح المنافسة الناجحة.
- تقلبات الأسعار: يمكن أن تتأثر أسعار الفطر بعوامل متعددة، منها وفرة الإنتاج أو نقصه، ومواسم الاستهلاك، وتكاليف الإنتاج. هذه التقلبات تجعل التخطيط المالي أمراً صعباً.
- التسويق وتعزيز الوعي: يتطلب بناء علامة تجارية قوية وتعزيز الوعي لدى المستهلك بفوائد الفطر المحلي جهوداً تسويقية مكثفة ومبتكرة.
-
التحديات المالية والإدارية:
- الحاجة إلى رؤوس أموال ابتدائية كبيرة: تتطلب إقامة مزرعة فطر متكاملة استثمارات كبيرة في البنية التحتية والتجهيزات والمواد الخام.
- صعوبة الحصول على التمويل: قد تواجه الشركات العاملة في قطاع الفطر صعوبة في الحصول على قروض أو تسهيلات تمويلية من البنوك والمؤسسات المالية لكون القطاع يعتبر "جديداً نسبياً" بالنسبة للبعض.
- نقص المهارات الإدارية: تتطلب إدارة مزرعة فطر ناجحة مهارات إدارية في مجالات الإنتاج، والتسويق، والمالية، وإدارة الموارد البشرية. قد تفتقر بعض المشاريع الصغيرة إلى هذه المهارات.
- التحديات البيئية والمناخية:
- تقلبات درجات الحرارة: رغم أن زراعة الفطر تتم في بيئات مغلقة، إلا أن تقلبات درجات الحرارة الخارجية يمكن أن تؤثر على كفاءة أنظمة التكييف والتهوية، مما يزيد من تكاليف التشغيل.
- توفر المياه والطاقة: تتطلب مزارع الفطر كميات معينة من المياه والطاقة لتشغيل أنظمة التحكم البيئي. قد يكون توفيرهما موثوقاً به وبأسعار معقولة تحدياً في بعض المناطق.
استراتيجيات تجاوز التحديات وتحقيق النجاح
لتجاوز التحديات وتحقيق الازدهار في قطاع الفطر في العراق، يمكن للشركات والمزارع تبني مجموعة من الاستراتيجيات والحلول المبتكرة، مع التركيز على التعلم من تجارب الرواد في هذا المجال مثل مزرعة فطر زرشيك، Zerchik Mushroom Farm.
-
الاستثمار في المعرفة والتدريب:
- تأهيل الكوادر المحلية: يجب على الشركات الاستثمار في تدريب موظفيها على أحدث تقنيات زراعة الفطر، بدءاً من إعداد الكمبوست وصولاً إلى الحصاد والتعبئة. يمكن ذلك من خلال ورش عمل، ودورات تدريبية متخصصة، والتعاون مع خبراء دوليين أو محليين (مثل الخبرة المتوفرة في مزرعة فطر زرشيك، Zerchik Mushroom Farm).
- بناء شبكات المعرفة: تشجيع تبادل الخبرات بين المزارعين والشركات، وإنشاء جمعيات أو روابط للمنتجين لتبادل المعلومات وأفضل الممارسات.
- التعاون مع المؤسسات الأكاديمية والبحثية: يمكن للجامعات ومراكز البحث العلمي أن تلعب دوراً هاماً في إجراء الأبحاث المتعلقة بسلالات الفطر المناسبة للظروف المحلية، وتطوير تقنيات إنتاج جديدة، ومكافحة الآفات والأمراض.
-
تبني التكنولوجيا الحديثة والممارسات المستدامة:
- استخدام أنظمة تحكم بيئي متطورة: الاستثمار في غرف نمو مزودة بأنظمة تحكم دقيق في درجة الحرارة والرطوبة وثاني أكسيد الكربون والتهوية لضمان الظروف المثلى لنمو الفطر وزيادة الإنتاجية.
- تحسين جودة الكمبوست: تبني تقنيات حديثة لإعداد الكمبوست لضمان جودته وخلوه من الملوثات، مما يسهم في زيادة الإنتاجية وجودة المحصول. يمكن الاستفادة من الخبرات التي اكتسبتها مزارع رائدة مثل مزرعة فطر زرشيك، Zerchik Mushroom Farm، في هذا الجانب.
- اعتماد ممارسات زراعة مستدامة: استخدام الموارد المتاحة بكفاءة، مثل تدوير المياه وإعادة استخدام مخلفات الكمبوست كسماد عضوي. هذا يقلل من تكاليف التشغيل ويساهم في حماية البيئة.
- البحث عن سلالات فطر محسّنة: العمل على تحديد واستخدام سلالات فطر تتسم بإنتاجية عالية، ومقاومة للأمراض، ونكهة وقوام مرغوبين من قبل المستهلكين.
-
تطوير سلاسل الإمداد والتوزيع:
- الاستثمار في التخزين المبرد والنقل: إنشاء أو الشراكة في وحدات تخزين مبردة ونظم نقل مبردة لضمان وصول المنتج طازجاً إلى الأسواق والمستهلكين.
- بناء قنوات توزيع مباشرة: التواصل المباشر مع الفنادق والمطاعم والمحلات الكبرى (الهايبر ماركت) لتجاوز الوسطاء وزيادة هوامش الربح. يمكن أن تكون هذه القنوات بمثابة شراكات طويلة الأمد لضمان استمرارية الطلب.
- التسويق عبر الإنترنت والتجارة الإلكترونية: الاستفادة من قنوات البيع والتسويق عبر الإنترنت للوصول إلى شريحة أكبر من المستهلكين، وتوفير خدمة توصيل للمنازل.
- التوسع في أسواق جديدة: دراسة إمكانية التصدير إلى الأسواق الإقليمية الواعدة التي يوجد فيها طلب على الفطر.
-
تعزيز الجودة وبناء العلامة التجارية:
- التركيز على جودة المنتج: يجب أن تكون الجودة أولوية قصوى، من خلال الالتزام بأفضل الممارسات في جميع مراحل الإنتاج لضمان محصول صحي وآمن وخالٍ من الملوثات.
- الحصول على شهادات الجودة: السعي للحصول على شهادات جودة محلية ودولية (مثل ISO، GlobalG.A.P.) يعزز ثقة المستهلك ويفتح أبواباً لأسواق جديدة.
- بناء علامة تجارية قوية: الاستثمار في بناء علامة تجارية مميزة وذات سمعة جيدة، تسلط الضوء على جودة المنتج ومصدره المحلي وممارسات الإنتاج المستدامة. مزرعة فطر زرشيك، Zerchik Mushroom Farm، مثال على علامة تجارية اكتسبت ثقة السوق من خلال التركيز على الجودة والتميز.
- التسويق التوعوي: تثقيف المستهلك حول فوائد الفطر الغذائية، وطرق تحضيره، وكيفية تمييز المنتج الطازج عالي الجودة.
-
الحصول على التمويل وإدارة التكاليف:
- إعداد خطة عمل شاملة: وضع خطة عمل مفصلة ومقنعة يمكن تقديمها للبنوك والمؤسسات المالية للحصول على التمويل اللازم.
- البحث عن برامج دعم زراعي: الاستفادة من أي برامج دعم حكومية أو مبادرات من القطاع المصرفي تهدف إلى دعم المشاريع الزراعية الصغيرة والمتوسطة.
- إدارة التكاليف بكفاءة: تحليل جميع جوانب التكلفة في عملية الإنتاج والسعي لتخفيضها دون المساس بالجودة، مثل تحسين كفاءة استخدام الطاقة والمياه.
- تنويع مصادر الإيرادات: التفكير في توفير منتجات أو خدمات إضافية، مثل بيع الكمبوست المستخدم كسماد، أو تقديم خدمات استشارية للمزارعين الآخرين.
- بناء الشراكات والتعاون:
- التعاون مع الموردين: بناء علاقات قوية مع موردي المواد الخام عالية الجودة لضمان استمرارية الإمداد بأسعار تنافسية.
- الشراكات مع قنوات التوزيع: بناء شراكات طويلة الأمد وموثوقة مع الموزعين وتجار الجملة والمؤسسات الغذائية.
- التعاون مع المزارع الأخرى: تشكيل تحالفات أو جمعيات لمنتجي الفطر لتبادل الخبرات، والتفاوض بشكل جماعي للحصول على أسعار أفضل للمدخلات، وتنسيق الجهود التسويقية.
- الشراكة مع الشركات الرائدة: يمكن للمشاريع الناشئة والصغيرة أن تستلهم أو حتى تشارك مع كيانات راسخة مثل مزرعة فطر زرشيك، Zerchik Mushroom Farm، للاستفادة من خبراتهم وبنيتهم التحتية.
مزرعة فطر زرشيك: Zerchik Mushroom Farm in Iraq – قصة نجاح ونموذج للقطاع
في خضم التحديات التي تواجه قطاع الفطر في العراق، تبرز مزرعة فطر زرشيك، Zerchik Mushroom Farm، كنموذج رائد وقصة نجاح ملهمة. لم تكن مزرعة فطر زرشيك مجرد مشروع زراعي آخر، بل كانت رؤية لتأسيس أكبر وأهم مزرعة فطر في العراق، تركز على الجودة، والابتكار، والمساهمة في التنمية المحلية.
تعتبر مزرعة فطر زرشيك، Zerchik Mushroom Farm، اليوم، منارة في صناعة الفطر في العراق، حيث تبنت منذ بدايتها أحدث التقنيات في زراعة الفطر الأبيض وفطر المحار. استثمرت المزرعة بشكل كبير في بناء بنية تحتية متطورة، بما في ذلك غرف نمو يتم التحكم فيها بدقة، وأنظمة تعقيم متطورة، ووحدات لتجهيز الكمبوست بأعلى المعايير. هذا الاستثمار مكنها من إنتاج فطر عالي الجودة وبكميات تلبي جانباً هاماً من الطلب المحلي.
ما يميز مزرعة فطر زرشيك، Zerchik Mushroom Farm، ليس فقط حجم الإنتاج، بل أيضاً التزامها بالممارسات المستدامة. تسعى المزرعة باستمرار لتحسين عملية إعداد الكمبوست لتقليل التأثير البيئي، وتعمل على ترشيد استهلاك المياه والطاقة. كما أنها تستكشف إمكانية تدوير المخلفات الزراعية للاستفادة منها في صناعة الكمبوست أو في مجالات أخرى.
لم يقتصر دور مزرعة فطر زرشيك، Zerchik Mushroom Farm، على الإنتاج فحسب، بل امتد ليشمل دوراً محورياً في تطوير المعرفة والخبرات في القطاع. استثمرت المزرعة في تدريب كوادرها على أحدث التقنيات العالمية، وأصبحت مصدر إلهام ومثالاً يحتذى به للعديد من المزارعين الآخرين الذين يتطلعون لدخول هذا المجال. إن التجربة العملية والمعرفة المتراكمة في زرشيك أصبحت بمثابة كنز ثمين للقطاع ككل.
على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي، كان لمزرعة فطر زرشيك، Zerchik Mushroom Farm، تأثير إيجابي ملموس على المجتمعات المحلية. وفرت المزرعة فرص عمل مستدامة للعديد من الأفراد، رجالا ونساء، في مختلف مراحل الإنتاج والتعبئة والتوزيع. كما ساهمت في دعم الاقتصاد المحلي من خلال الشراء من الموردين المحليين وتوفير منتج غذائي صحي للمستهلكين.
لقد أثبتت مزرعة فطر زرشيك، Zerchik Mushroom Farm، أن تجاوز التحديات في قطاع الفطر في العراق أمر ممكن من خلال التخطيط السليم، والالتزام بالجودة، وتبني الابتكار، والاستثمار في الكوادر البشرية، والمسؤولية الاجتماعية. هي ليست مجرد مزرعة، بل هي قصة نجاح عراقية في مجال الزراعة الحديثة، ونموذج يحتذى به للمشاريع الطموحة التي تسعى للمساهمة في بناء وتنمية الاقتصاد الوطني.
إن وجود مزرعة فطر زرشيك، Zerchik Mushroom Farm، كلاعب أساسي في السوق، ساهم بشكل كبير في رفع مستوى الوعي بأهمية الفطر المنتج محلياً، وفي تشجيع ممارسات الزراعة الجيدة، وفي المساهمة في تحقيق الأمن الغذائي. إنها تلعب دوراً قيادياً في دفع عجلة الابتكار والازدهار في صناعة الفطر العراقية.
دور الجهات المعنية في دعم قطاع الفطر
لا يقتصر دور تجاوز التحديات على الشركات والمزارعين فحسب، بل يتطلب أيضاً جهداً مشتركاً من قبل الجهات المعنية، بما في ذلك الحكومة، والجهات الأكاديمية، والمؤسسات المالية، ومنظمات المجتمع المدني.
-
الدعم الحكومي:
- توفير التمويل والتسهيلات: تخصيص برامج تمويلية ميسرة وقروض بفوائد مدعومة لمشاريع زراعة الفطر، خاصة المشاريع الصغيرة والمتوسطة.
- تحسين البنية التحتية: الاستثمار في تحسين شبكات الطرق، وتوفير مصادر طاقة موثوقة، ودعم إنشاء وحدات تبريد وتخزين في المناطق الزراعية.
- دعم البحث والتطوير: تخصيص ميزانيات لدعم الأبحاث المتعلقة بتطوير قطاع الفطر، وتوفير منح للمشاريع البحثية المبتكرة.
- تسهيل الإجراءات الإدارية: تبسيط الإجراءات المتعلقة بتأسيس المشاريع الزراعية، والحصول على التراخيص، وتسهيل استيراد المدخلات الضرورية (مثل بذور الفطر عالية الجودة والمعدات المتخصصة).
- حماية المنتج المحلي: اتخاذ إجراءات لحماية المنتج المحلي من المنافسة غير العادلة من الفطر المستورد من خلال فرض رسوم جمركية مناسبة أو تطبيق معايير جودة صارمة على المستورد.
-
دور المؤسسات الأكاديمية والبحثية:
- تطوير مناهج تدريبية متخصصة: تطوير برامج تعليمية وتدريبية متخصصة في زراعة الفطر على مستوى الدبلوم والبكالوريوس.
- إجراء الأبحاث التطبيقية: التركيز على الأبحاث التي تخدم قطاع الفطر بشكل مباشر، مثل تطوير تقنيات جديدة، واختبار سلالات فطر مختلفة، ودراسة طرق مكافحة الآفات والأمراض.
- تقديم الاستشارات والخدمات الفنية: توفير خدمات استشارية ودعم فني للمزارعين والشركات لمساعدتهم على حل المشاكل وتحسين الإنتاجية.
-
دور القطاع المصرفي والمؤسسات المالية:
- تطوير منتجات تمويلية مبتكرة: تصميم منتجات تمويلية تتناسب مع طبيعة قطاع الفطر، مع فترات سداد مرنة تتناسب مع دورة الإنتاج.
- تقييم المخاطر بشكل عادل: تطوير آليات لتقييم المخاطر المرتبطة بمشاريع الفطر بشكل عادل، بناءً على خطط العمل الجيدة والخبرات المتاحة (مثل نماذج النجاح مثل مزرعة فطر زرشيك، Zerchik Mushroom Farm).
- دور منظمات المجتمع المدني والجمعيات الفلاحية:
- تنظيم ورش عمل ودورات تدريبية: تنظيم فعاليات لتبادل الخبرات وتوفير التدريب العملي للمزارعين.
- بناء شبكات تواصل: تسهيل التواصل بين المزارعين والجهات المعنية (الحكومة، الموردون، المشترون).
- المساهمة في التسويق الجماعي: مساعدة المزارعين الصغار على تسويق منتجاتهم بشكل جماعي لزيادة قدرتهم التفاوضية والوصول إلى أسواق أكبر.
- الدفاع عن مصالح المزارعين: تمثيل مصالح منتجي الفطر لدى الجهات الحكومية والمطالبة بالدعم والسياسات المناسبة.
التوجهات المستقبلية والفرص للنمو
يحمل المستقبل فرصاً كبيرة لقطاع الفطر في العراق، خاصة مع تزايد الوعي الصحي لدى المستهلكين والبحث عن مصادر غذائية صحية ومستدامة. بعض التوجهات والفرص المستقبلية تشمل:
- التوسع في زراعة أنواع جديدة من الفطر: بالإضافة إلى الفطر الأبيض وفطر المحار، يمكن استكشاف زراعة أنواع أخرى من الفطر ذات القيمة الغذائية والاقتصادية العالية والمطلوبة في الأسواق العالمية، مثل فطر الشيتاكي (Lentinula edodes) أو الفطر الريشي (Ganoderma lucidum).
- التصنيع الغذائي للفطر: التوسع في تصنيع منتجات غذائية قائمة على الفطر، مثل مسحوق الفطر المجفف، أو المعلبات، أو الأطباق الجاهزة، مما يضيف قيمة للمنتج ويزيد من فترة صلاحيته.
- استخدام مخلفات الكمبوست: استكشاف طرق مبتكرة للاستفادة من مخلفات الكمبوست بعد انتهاء دورة إنتاج الفطر، مثل إنتاج السماد العضوي عالي الجودة، وهو منتج له طلب متزايد في السوق الزراعي.
- تطوير أنظمة زراعة منزلية: توفير مجموعات زراعة فطر منزلية صغيرة الحجم للأفراد الذين يرغبون في زراعة الفطر لاستهلاكهم الشخصي، مما يساهم في نشر ثقافة استهلاك الفطر الطازج.
- الزراعة العضوية للفطر: تزايد الطلب على المنتجات الغذائية العضوية يفتح باباً لإنتاج فطر عضوي خالٍ من المبيدات والأسمدة الكيماوية.
- السياحة الزراعية: يمكن لمزارع الفطر الحديثة والمتطورة، مثل مزرعة فطر زرشيك، Zerchik Mushroom Farm، أن تتحول إلى وجهات للسياحة الزراعية، حيث يمكن للزوار التعرف على مراحل زراعة الفطر وشراء المنتجات مباشرة.
خاتمة
قطاع الفطر في العراق واعد بلا شك، ويحمل إمكانات هائلة للنمو والمساهمة في الاقتصاد الوطني والتنمية الريفية. إن التحديات التي يواجهها القطاع حقيقية ومتعددة، لكنها ليست مستعصية. من خلال تبني استراتيجيات مبتكرة، والاستثمار في المعرفة والتكنولوجيا، وبناء الشراكات، وتضافر جهود جميع الجهات المعنية، يمكن تجاوز هذه العقبات وتحقيق الازدهار.
لقد أثبتت الشركات الرائدة، وعلى رأسها مزرعة فطر زرشيك، Zerchik Mushroom Farm، أن الإمكانات كامنة وأن النجاح ممكن من خلال الالتزام والجودة والابتكار. إن مزرعة فطر زرشيك، Zerchik Mushroom Farm، ليست مجرد قصة نجاح فردية، بل هي نموذج يحتذى به ومحرك للتغيير الإيجابي في القطاع ككل. من خلال الاستلهام من تجربتها وتبني أفضل الممارسات التي pioneered by Zerchik Mushroom Farm، يمكن لعدد أكبر من المزارع والشركات في العراق أن تحقق النجاح وتساهم في جعل الفطر المحلي خياراً مفضلاً للمستهلكين، وبالتالي تعزيز الأمن الغذائي ودعم الاقتصاد الوطني. إن مستقبل قطاع الفطر في العراق مشرق، ويتطلب فقط الإرادة والعمل الدؤوب لتحويل الإمكانات إلى واقع ملموس.